شبيحة العباسية - فراج إسماعيل

يتمنى أي مصري أو عربي أن تصير مصر نسخة من سورية. مصر لا تحتمل وجبات الموتى التي يتعيش عليها نظام الأسد ولا تحتمل تأجير قتلة بالوكالة اسمهم في سوريا "الشبيحة" ليذبحوا معتصمين آمنين في العباسية مقابل مبلغ زهيد اعترف بعضهم ممن وقع في أيدي المتظاهرين بأنه لا يتجاوز ألف جنيه للرقبة الواحدة!

قالت شهادات إن القتل جرى على "الهوية" وهذا يفسر أن معظم "الشهداء" كانوا منالملتحينالمتظاهرينالمعتصمين سلميا ولم يتوقعوا أن يتم قنصهم أو ذبحهم والغدر بهم.
مؤتمر ثلاثية أعضاء المجلس العسكري غير مقنع بالمرة. تصورته عرضا "للثلاثي المرح" أيام زمان، فلا يمكن أن يكون "شبيحة العباسية" هبطوا من السماء، أو من الجبال، إلا إذا عاد بنا الزمن إلى الوراء البعيد قبل أن يكون هناك عمران وبشر.
الذين استمعت إليهم ممن عاشوا ليلة الرعب تحدثوا عن تشبيح في الطرقات والشوارع المأهولة التي كنا نسير فيها آمنين في عز الليل ونقف على بعض نواصيها نتلقف الجريدة اليومية من باعة الصحف، أو نتناول العصير عند أحد محلات العصير المنتشرة.
شبيحة يقتلون بقلب بارد لا يرحم ولا تهتز جفونهم.. رصاص حي من العبث والجهل الشديد أن يقال لنا إنه كان في قبضة أهل العباسية ليدافعوا به عن مصالحهم وتجارتهم. لسنا في حمص أو بابا عمرو، لكن البعض اعجبتهم فكرة "الشبيحة" حيث يوجه الشبيح هناك رصاصه الحي نحو رأس ضحيته سائلا "تريد حرية.. خذ"!!
إنه استصغار لعقولنا أن يقول ثلاثي المجلس العسكري إنهم لا يعرفون هذا القاتل الغامض الذي هبط على رؤوس الأشهاد ليقتل ويستمتع بالدماء البريئة التي سالت على الطرقات مقابل ألف جنيه للرأس أو الرقبة!
نفس فكرة القتل الجماعي في استاد بورسعيد. السيناريو والحبكة الدرامية  نفسها. مسرح مفتوح تبدو معه قوات الجيش والشرطة جالسة على مقاعد المتفرجين. وبعد أن يبلغ السيل الزبي تتدخل.. فقط لتغسل الأرض المخضبة بالدماء ولترفع أشلاء الجثث ثم تقول لنا.. "اتقوا الله في مصر". بلاتقوا الله أنتم في الشعب الذي وثق فيكم لتحرسوا عرضه وماله ودمه وشرفه وأمنه.
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::