وكالات : هي المرة الأولى منذ تكرر المواجهات بين قوات الجيش ومتظاهرين بدءا من أحداث ماسبيرو ومرورا بأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء أعلنت القوات المسلحة عن أعداد مصابيها من الجنود والضباط وضباط الصف في المواجهات التى دارت بين متظاهرين حاولوا اقتحام السياج الأمنى لمحيط وزارة الدفاع يوم الجمعة الماضية.
 |
| جنازة الشهيد سمير أنور اسماعيل |
المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قام يرافقه نائبه الفريق سامي عنان بزيارة مصابي الجيش بمستشفى كوبري القبة، وعددهم ضابط وسبعة ضباط صف و140 مجندا، فى إشارة واضحة لتوجه المجلس العسكري إلى عدم التسامح مع أعمال الشغب والاعتداء الذى وقع على قواته التى كانت تؤمن محيط وزارة الدفاع.
حرص طنطاوي على زيارتهم جميعا ومصافحتهم وقام بالشد على أيديهم، مؤكدا اعتزاز الشعب المصري كله بما قاموا به، وأوصى المشير بتوفير أقصى درجات الرعاية للمصابين، مؤكدا أن شرف العسكرية المصرية لن تنال منه أى أعمال شغب تقوم بها مجموعات تعمل ضد مصلحة البلاد.
طنطاوي تفقد مواقع الأحداث في منطقة العباسية ومحيط وزارة الدفاع، حيث قامت القوات المسلحة بفتح الطرق الرئيسية والفرعية وتأمين حركة المواطنين، كما قامت بتأمين أعمال رجال المحليات لإعادة ترميم المنطقة التى قام المتظاهرون بتكسير أرصفتها والاعتداء على مرافق المدينة الجامعية لجامعة عين شمس.
المشير طنطاوى قام بتقديم واجب العزاء بنفسه لأسرة شهيد القوات المسلحة العريف سمير أنور إسماعيل، ٢٦ عاما، فى لفتة ذات دلالة، حيث خرجت الجنازة من مسجد آل رشدان للقوات المسلحة، الذى يخصص عادة لكبار القادة والرتب والشخصيات العامة وحرص المجلس على خروج الجنازة من آل رشدان وعدم الاكتفاء بجنازة عسكرية فى محل إقامة الشهيد، حيث إنه من قرية الوفاقية بالدلنجات بمحافظة البحيرة، وكما حدث سابقا ويحدث عادة فى حالات استشهاد المجندين على النقاط الحدودية، ما أعطى رسالة من المجلس العسكرى لجنوده بأن ما يفعلونه من الذود عن شرف العسكرية محل تقدير قيادة القوات.
شارك في الجنازة أهالى الشهيد وزملاؤه وأصدقاؤه من الشباب وضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة لتوديع جثمانه إلى مثواه الأخير فى مشهد مؤثر، حيث تعالت أصوات الأهالى للدعاء له بالرحمة والنقمة على أعداء الوطن، ومن تسببوا فى هذه الأحداث.
وبينما تواصلت عمليات البحث عن المعتدين على قوات الحيش في أثناء حظر التجوال قالت المصادر إن العمليات توقفت مع انتهاء الحظر وعودة الحياة إلى طبيعتها فى محيط العباسية ووزارة الدفاع.
على جانب آخر أكدت مصادر خاصة أن حظر التجول المفروض فى منطقة العباسية والمناطق المحيطة بوزارة الدفاع مازال سارياً، حيث تم نشر عديد من نقاط التأمين لمنع أى أعمال تجمهر جديدة تستهدف الاعتداء على مقر وزارة الدفاع، وقالت المصادر إن التحذير بعدم الاقتراب من وزارة الدفاع ما زال ساريا، والأوامر للقوات بالتعامل فورا مع أى اختراق أمني يستهدف وزارة الدفاع ومنشآتها.
من جهة أخرى باشرت النيابة العسكرية التحقيقات فورا مساء الجمعة مع أكثر من ١٨٠ متهما ألقى القبض عليهم فى أثناء اشتراكهم مع قوات الجيش بعد أن حطموا الأسلاك الشائكة، واشتبكوا مع قوات الشرطة العسكرية وقوات المنطقة المركزية العسكرية، وأوقعوا إصابات تعد الأكبر في مواجهات مماثلة. وقالت المصادر إن جميع المتهمين قيد التحقيقات حاليا يتم احتجازهم فى السجون المدنية لا العسكرية، حيث احتجز الرجال في سجن الاستئناف، بينما تحجز السيدات فى سجن القناطر.
وأضاف أن كل المتهمين يواجهون تهم الاعتداء على قوات الجيش والمنشآت العسكرية. وطلب أحد المصادر عدم استباق التحقيقات، مؤكدا أن النيابة تباشر حاليا تفريغ أفلام مصورة للاعتداء على قوات تأمين وزارة الدفاع، كما كشف عن تلقى البلاغات ضد من قاموا بالتحريض على اقتحام وزارة الدفاع، وقال إن النيابة ستحقق في كل البلاغات خصوصا المدعومة باطلة قبل توجيه اتهامات، لكنه أكد أنها بالفعل لديها أسماء لشخصيات مارست التحريض على اقتحام وزارة الدفاع من خلال الفضائيات.
