آلاف النساء الروسيات يسجدن أمام ذخائر للعذراء تحفز الخصوبة

   سان بطرسبورغ (ا ف ب) - تتحدى آلاف النساء الروسيات المطر ويقفن منذ الفجر في صف يمتد على طول كيلومتر واحد أمام كنيسة في بطرسبورغ لرؤية حزام مريم العذراء وهو ذخائر أحضرت من اليونان يعتقد أنها تحفز الخصوبة.


ويتمتع الحزام الذي أحضر من دير يقع في جبل آثوس والذي يقال إن العذراء ارتدته طوال حياتها، بالقدرة على شفاء الأمراض المستعصية وعلى تحفيز الخصوبة، بحسب البطريركية الروسية.

سفيتا ولينا امرأتان في الثلاثينات من العمر وصلتا إلى المكان عند السادسة فجرا وهما في منتصف الطريق إلى الصف المؤدي إلى كنيسة أيقونة سيدة كازان حيث تعرض الذخائر.

وتقول لينا وهي حسناء سمراء وعزباء "إنه حدث مهم بالنسبة إلى كل المؤمنين. لا يمكننا أن نفوته ولا سيما أن الذخيرة تساعد النساء بشكل خاص".

أما سفيتا فتقول "العائلة والأولاد أمران ضروريان بالنسبة إلى كل امرأة ونأمل أن نحظى بهما يوما ما".

وقد طلبت هاتان الصديقتان الإذن بالتغيب عن العمل للذهاب إلى الكنيسة ورؤية الذخائر التي وصلت الخميس إلى سان بطرسبورغ (شمال غرب).

وكانت الذخائر محفوظة في جبل آثوس وتحديدا في دير فاتوبيدي المحظر على النساء دخوله ولم تغادر اليونان يوما. وقد ذهب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بنفسه إلى مطار سان بطرسبورغ لاستقبالها، علما أنه عميل سابق في الاستخبارات الروسية لا يتردد في المجاهرة بأرثوذكسيته منذ وصوله إلى الحكم في العام 2000.

ومن بين المؤمنين غالينا فرولوفا البالغة من العمر 55 عاما والتي جاءت إلى الكنيسة بصحبة ابنتها ناتاشا (25 عاما). تقول وهي تبتسم وتحمل ابريق قهوة حافظا للحرارة "أريد أحفادا... ولكن الأمر لا يقتصر على ذلك فهذه ذخائر فريدة من نوعها ومقدسة بالنسبة إلى كل المسيحيين".

وبعد ساعات طويلة من الانتظار، يدخل المؤمنون الكنيسة لثوان قليلة تكفي لرسم إشارة الصليب على صدورهم ولمس الذخائر قبل الإفساح بالمجال أمام الآخرين.

وتقول آنا باتاشوفا (37 عاما) بفرح وهي تخرج من الكنيسة "أنا سعيدة ومطمئنة، أعرف أن مريم العذراء ستستجيب بلا شك لصلواتي"، موضحة أنها طلبت من العذراء طفلا.

منذ انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1991، دخلت روسيا في حلقة مفرغة، فأدى تدهور الأحوال المعيشية إلى ارتفاع في معدل الوفيات رافقته أزمة في معدل الولادات.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن معدل طول العمر لدى الرجال هو 62 عاما فقط لأسباب عدة أهمها الإدمان على الكحول.

إلى ذلك، يبلغ عدد السكان اليوم 142,9 ملايين نسمة تقريبا مقابل 148,3 ملايين سنة 1991. وقد ينخفض إلى 127 مليون نسمة بحلول العام 2031، بحسب وكالة الاحصاءات الروسية "روستات".

وستعرض هذه الذخائر في اثنتي عشرة مدينة روسية على التوالي حتى 23 تشرين الثاني/نوفمبر، من كالينينغراد (غرب) إلى فلاديفوستوك (الشرق الأقصى الروسي) مرورا بموسكو.

وفي بعض البلدان، ستزور الذخائر مراكز تقدم الدعم النفسي إلى النساء الحوامل لإقناعهن بالعدول عن الاجهاض، على ما توضح البطريركية الأرثوذكسية على موقعها الالكتروني.

لكن، لا يجمع الكل على أهمية الذخيرة. وعلى سبيل المثال مواطن من سان بطرسبورغ يدعى بافيل يقول بينما يمر أمام الكنيسة، "لتحفيز الولادات، نحتاج إلى بلد مستقر وخال من الفساد (...) وليس إلى ذخائر دينية".
PUBLICITE


Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::