ليلة ساخنة فى السفارة المصرية -د.حمزة زوبع


لة ساخنة فى السفارة المصرية -د.حمزة زوبع

10/03/2012

أن تدخل مقر سفارة بلدك وأنت مرفوع الرأس، لأنك ستلتقى بنواب من برلمان الثورة، أمر لا يمكننى وصفه كتابة، فالأمر يحتاج إلى أن تكون من بين الحضور لتعرف معنى كلمة "ارفع رأسك.. أنت مصرى". 


السفارة المصرية فى الكويت، والتى لطالما عرفت أنها لا تفتح أبوابها "للمصطفين الأخيار"، كما عبر عن ذلك بعض من حضروا لقاء الوفد البرلمانى المصرى الذى زار الكويت مؤخرا لحضور اجتماعات البرلمان العربى، ها هى تفتح أبوابها للجميع من جديد! ونأمل أن تكون هذه سنة حسنة وألا يغلق باب سفارة بلدنا فى وجه أى مواطن تحت أى ظرف من الظروف.

أن تحاور وتستمع بحوار الآخرين مع اثنين من نواب الشعب المصرى من أصحاب التاريخ، كالدكتور عصام العريان والدكتور محمد السعيد إدريس، الأول يرأس لجنة العلاقات الخارجية والثانى يرأس لجنة العلاقات العربية بمجلس الشعب، فهذا أمر يحسب للثورة ولمن صنعوها شهداء كانوا أم أحياء.


كان الحوار مهماً ومطلوباً وكان أثره على الوجوه واضحاً وجلياً، صحيح أن الأصوات تداخلت وارتفعت وبلغت سخونة الحوار مبلغا كان من الممكن أن تحيل الليلة الباردة بفعل الطقس إلى ليلة ملتهبة، قد لا يعرف أحدنا إلى أى مدى يطير شظى لهيبها، لكن الحضور من فوق المنصة وعلى المقاعد أدركوا أن الهدف ليس صراخا وعويلا وبكاء على اللبن المسكوب، بل هو تعزيز التواصل والخروج بأفكار يبنى عليها غدا وبعد غد.


كان د. العريان رائعاً كعادته، وهو يصف المشهد السياسى فى مصر بعبارات قصيرة لمنها معبرة وحقيقية، ثم جاء دور د. محمد السعيد إدريس، وبحكم موقعه كرئيس للجنة الشئون العربية لينحاز إلى المصريين فى الخارج، ويتعهد بتبنى قضاياهم ومتابعة ما قدموه إليه من ملفات تتعلق بمشاكلهم الحياتية.


صحيح أن عدد الحضور لا يتجاوز مائتى شخص، وذلك يعود لضيق المكان فى السفارة، وكان الأولى أن يكون لقاءً واسعاً فى إحدى القاعات الكبرى، فى أى فندق كبير أو ناد (لعل ذلك يمكن إدراكه فى المرات المقبلة، ويمكن لرموز الجالية المساهمة فى تغطية النفقات، كما أشار بعضهم على)، ولكن العبرة لم تكن بالعدد، بل بالرغبة الجماعية فى التعبير عن الهموم المشتركة، فلم يعرض أى من الحضور مشكلة فردية بل كان الجميع يتحدث عن هموم وطن وقضايا مواطنين فى الغربة.


لا أعتبر أن أياً ممن تحدث بلهجة عالية شاكياً أو موجهاً اللوم كان يضمر شيئاً فى صدره تجاه السفارة وطاقمها، بل على العكس يعتقد الكثيرون أن السفارة هى بيتنا وملاذنا وينظرون، وأنا معهم، إلى سفير بلادنا على أنه الأب أو الأخ الأكبر للجميع. 


لقد أدرك سفير مصر فى دولة الكويت سعادة السفير عبد الكريم سليمان أن موضوع مجلس الجالية المصرية فى الكويت أمر يهم الجميع ويشكو منه الجميع، ليس انتقاصاً من قدر المجلس المعين، ولكن رغبة فى أن يحدث تغييراً حقيقياً على طريقة تفكيرنا، ونحن نتعاطى مع الشأن العام، لذا فقد وعدنا من قبل كل من د. العريان ود. إدريس بفتح باب التسجيل فى السفارة وبإجراء انتخابات جديدة بعد الانتهاء من ملف التسجيل فى مدة لا تزيد عن شهرين، وأعتقد أن السفير لن يتأخر عن تحقيق هذا الأمر، وكما رأينا لا يريد أن يحاسب على فاتورة الفترة الماضية بكل مساوئها وعيوبها، خصوصا فيما يتعلق بعلاقة السفارة بالمصريين فى الكويت.


مشكلات الجالية المصرية كثيرة ومعقدة، ولا يمكن للسفير أو كل من يعمل معه من كوادر السفارة أن يتصدوا لها وحدهم، لذا فإننا دائما ما ندعو وسنظل ندعو ونمد الأيادى من أجل أن يتعاون الجميع ويتشارك الجميع وينال الجميع شرف خدمة أبناء مصر، حيث يكونون وفى أى بلد يعيشون خارج حدود الوطن. 
صفحة جديدة نأمل أن تفتح، وأعتقد أنها فتحت بالفعل، ومن واجبنا جميعا أن نحافظ عليها حتى تتكرر مثل هذه السهرات واللقاءات ونشعر بدفء الوطن وبحرارة الحب والمودة فى الغربة. 


وسنظل نرقب، وعن كثب، دور لجنتى الشئون العربية والشئون الدولية، ونتابع معهما وسنزعجهما ليل نهار حتى يشعر المصريون فى الغربة، وفى الكويت تحديداًَ، بأن شيئاً ما قد طرأ على العلاقة بين المصريين فى الخارج وبين برلمانهم وحكومة بلدهم
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::