بقلم :محمد السروجي
في 23 يناير الماضي انعقدت الجلسة الأولى لبرلمان الشعب المصري "برلمان الثورة" ، انعقدت الجلسة الأولى وانعقد عليه آمال وطموحات الملايين من المصريين الذين عانوا الاستبداد والفساد والقمع عقود طوال ، فهل سيحقق لهم آمالهم ؟ أم أن التحديات والتهديدات التي تعانيها الثورة بما فيها برلمانها ما زالت تحول دون ذلك؟!
تمهيد
ولد برلمان الثورة في ظروف غير مستقرة يسودها الاستقطاب السياسي بين التيار الإسلامي والتيارات العلمانية تحت وطأة ضغط إعلامي غير مسبوق سعى بكل الوسائل غير المشروعة لفرض الوصاية الفكرية على الشعب باسم النخبة واتهامه بعدم النضج وسوء الاختيار ، ولد البرلمان ولادة شرعية طبيعية بإرادة شعبية تاريخية ، لكن في ظل صراع سياسي ووضع اقتصادي مترد وخدمي منهار فضلاً عن سيناريوهات إفشال الدولة التي أعدها المجلس العسكري والحكومة لاعتبارات شخصية وخارجية ، من هنا كانت التحديات الداخلية والتهديدات الخارجية تمثل حقول ألغام مزروعة في طريق البرلمان ، لها تداعيات سلبية وتبعات مستقبلية منها ، الخصم من الرصيد ، اهتزاز الثقة ، الانقلاب السلمي ، تجميد بناء مؤسسات الدولة ، وضع العصا في عجلة التحول الديمقراطي ، تعطيل انتقال السلطة
التحديات والتهديدات
(1) ثورة المطالب والتوقعات ، حين طالب البعض بحل كافة المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية ، وفوراً ، ما شكل عبئاً مادياً ومعنوياً على أعضاء المجلس
(2) تخلى القوى السياسية عن التوافق والتفاهم مع التيار الإسلامي في تشكيل مكاتب اللجان الفنية بطرح مطالب كبيرة لا تتناسب مع النسبة الوزنية للتمثيل البرلماني لها ما ترتب عليه عدم مشاركة عدد من الأحزاب في اللجان ، والافتراء على الأغلبية أنها تسير على نهج الحزب الوطني المنحل
(3) سجال الشرعية المفتعل ، إحضار شرعية الميدان كبديل لشرعية البرلمان ، من التيار الذي لم يحقق نجاحات في الانتخابات ، في محاولة للقفز على إرادة الناخبين
(4) الشو الإعلامي لبعض النواب ، الذي غلب على معظم الجلسات ، بهدف تشويه الغالبية ومنصة المجلس والصورة الذهنية عن المجلس بصفة عامة
(5) الرقابة المتبادلة بين التيارات السياسية بين الليبرالي والإسلامي
(6) قلة الخبرة لعدد كبير من النواب الجدد
(7) الأزمات الأمنية والمعيشية المفتعلة ، عقاباً للشعب على خياره الديمقراطي
(8) الفجوة الكبيرة وعدم الانسجام بل الصدام بين البرلمان والحكومة والمجلس العسكري ما ترتب عليه تصدير أزمات الحكومة والعسكري تجاه البرلمان
(9) ازدحام الأجندة التشريعية والرقابية ما شغل النواب عن التواجد الميداني بين الجماهير في القضايا الحرجة "الحمى القلاعية – القطن – القمح – الوقود – الغاز
الإيجابيات "الفرص"
(1) الإدارة المتوازنة للجلسات من رئيس المجلس الذي نال إعجاب واحترام المصريين قبل النواب
(2)عدم وجود حكومة ومعارضة ، جميع الأعضاء في مربع واحد ، المربع الوطني
(3) تمثيل غالبية التيارات السياسية المصرية ، مع اختلاف نسب التمثيل
(4) التوافق غير المباشر حول مشروع وطني يمثل القضايا العاجلة
(5) نسب الحضور والمشاركة العالية والفاعلة
(6)العمل الدؤوب داخل اللجان النوعية للمجلس "19 لجنة"
(7) التغطية الإعلامية المستمرة والتي تمثل رقابة شعبية على أداء المجلس
(8) التجاوب مع غالبية مطالب الشعب والثورة في التناول ولجان تقصي الحقائق
ماذا قدم المجلس حتى الان؟!
(1) اعتماد تعديل نظام الثانوية العامة سنة واحدة فقط "السنة الثالثة" تخفيفاً للأعباء المادية والمعنوية عن الأسرة المصرية فضلاً عن كونها إحدى الحلول الناجعة لكارثة الدروس الخصوصية
(2) حل مشكلة الحوالات الصفراء يستفيد منها 637000 مصري .
(3) اعتماد مشروع الجسر البري على خليج العقبة بتكلفة مشتركة 25 مليار وما يترتب عليه من تنمية اقتصادية وسياحية كبيرة
(4) اعتماد تثبيت جميع العمالة المؤقتة حفظاً لحقوق العاملين وتوفير الاستقرار للأسر المصرية
(5) اعتماد الحد الأدنى للأجور 700 جنية في المرحلة الأولى و الحد الأقصى للأجور 35 ضعف الحد الأدنى في كل مؤسسة ما يحقق العدالة النسبية وتبقى الدراسة مرة أخرى لتحقيق العدالة بين العاملين بالمؤسسات المختلفة
(6) وقف توزيع الأراضي عن طريق القرعة لحين وضع ضوابط عادلة ومناسبة للحالات ، حفاظاً على الثروة المصرية
(7) تسليط الضوء على كثير من مواطن الفساد في المؤسسات المختلفة وإحالتها للتحقيق مثل المسئولية عن الإسكان بمحافظة البحيرة ودمياط
(8) إلزام الحكومة بدفع التعويضات للمضارين بمرض الحمى القلاعية الذي أصاب الجاموس والأبقار
(9) تعديل قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية بما يضمن الشفافية وعدم التزوير
(10) سن قانون تعويض أسر الشهداء وأيضا المصابين بالعجز الكلي
(11) الهيئة العليا للحج والعمرة ، لحماية الحجاج من مافيا السياحة
(12) لجان تقصى الحقائق في مجزرة بور سعيد وإدانة الداخلية ما ترتب عليه (13) تحويل 75 متهماً للقضاء منهم 9 قيادات أمنية و3 قيادات تنفيذية
(14) طرح خطة هيكلة وزارة الداخلية وتوزيع رموز النظام في سجون متفرقة حماية لحقوق المصريين
(15) الاتفاق مع بعض دول الاتحاد الأوربي في تطهير الأراضي المصرية من حقول الألغام التي تعطل ملايين الأفدنة الصالحة للزراعة
(16) التدخل الفوري لضمان حقوق المئات من المصريين خارج الوطن "دول الخليج"
خلاصة الطرح ... البرلمان المصري يعاني وفرة من التحديات وندرة في الفرص، لكن يبقى الرهان على توفر الإرادات ونقاء الصفحات وحسن المقاصد وسلامة الخطوات ... حفظك الله يا مصر الثورة والأمل ...
_________
كاتب مصري
في 23 يناير الماضي انعقدت الجلسة الأولى لبرلمان الشعب المصري "برلمان الثورة" ، انعقدت الجلسة الأولى وانعقد عليه آمال وطموحات الملايين من المصريين الذين عانوا الاستبداد والفساد والقمع عقود طوال ، فهل سيحقق لهم آمالهم ؟ أم أن التحديات والتهديدات التي تعانيها الثورة بما فيها برلمانها ما زالت تحول دون ذلك؟!
تمهيد
ولد برلمان الثورة في ظروف غير مستقرة يسودها الاستقطاب السياسي بين التيار الإسلامي والتيارات العلمانية تحت وطأة ضغط إعلامي غير مسبوق سعى بكل الوسائل غير المشروعة لفرض الوصاية الفكرية على الشعب باسم النخبة واتهامه بعدم النضج وسوء الاختيار ، ولد البرلمان ولادة شرعية طبيعية بإرادة شعبية تاريخية ، لكن في ظل صراع سياسي ووضع اقتصادي مترد وخدمي منهار فضلاً عن سيناريوهات إفشال الدولة التي أعدها المجلس العسكري والحكومة لاعتبارات شخصية وخارجية ، من هنا كانت التحديات الداخلية والتهديدات الخارجية تمثل حقول ألغام مزروعة في طريق البرلمان ، لها تداعيات سلبية وتبعات مستقبلية منها ، الخصم من الرصيد ، اهتزاز الثقة ، الانقلاب السلمي ، تجميد بناء مؤسسات الدولة ، وضع العصا في عجلة التحول الديمقراطي ، تعطيل انتقال السلطة
 |
| محمد السروجي |
(1) ثورة المطالب والتوقعات ، حين طالب البعض بحل كافة المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية ، وفوراً ، ما شكل عبئاً مادياً ومعنوياً على أعضاء المجلس
(2) تخلى القوى السياسية عن التوافق والتفاهم مع التيار الإسلامي في تشكيل مكاتب اللجان الفنية بطرح مطالب كبيرة لا تتناسب مع النسبة الوزنية للتمثيل البرلماني لها ما ترتب عليه عدم مشاركة عدد من الأحزاب في اللجان ، والافتراء على الأغلبية أنها تسير على نهج الحزب الوطني المنحل
(3) سجال الشرعية المفتعل ، إحضار شرعية الميدان كبديل لشرعية البرلمان ، من التيار الذي لم يحقق نجاحات في الانتخابات ، في محاولة للقفز على إرادة الناخبين
(4) الشو الإعلامي لبعض النواب ، الذي غلب على معظم الجلسات ، بهدف تشويه الغالبية ومنصة المجلس والصورة الذهنية عن المجلس بصفة عامة
(5) الرقابة المتبادلة بين التيارات السياسية بين الليبرالي والإسلامي
(6) قلة الخبرة لعدد كبير من النواب الجدد
(7) الأزمات الأمنية والمعيشية المفتعلة ، عقاباً للشعب على خياره الديمقراطي
(8) الفجوة الكبيرة وعدم الانسجام بل الصدام بين البرلمان والحكومة والمجلس العسكري ما ترتب عليه تصدير أزمات الحكومة والعسكري تجاه البرلمان
(9) ازدحام الأجندة التشريعية والرقابية ما شغل النواب عن التواجد الميداني بين الجماهير في القضايا الحرجة "الحمى القلاعية – القطن – القمح – الوقود – الغاز
الإيجابيات "الفرص"
(1) الإدارة المتوازنة للجلسات من رئيس المجلس الذي نال إعجاب واحترام المصريين قبل النواب
(2)عدم وجود حكومة ومعارضة ، جميع الأعضاء في مربع واحد ، المربع الوطني
(3) تمثيل غالبية التيارات السياسية المصرية ، مع اختلاف نسب التمثيل
(4) التوافق غير المباشر حول مشروع وطني يمثل القضايا العاجلة
(5) نسب الحضور والمشاركة العالية والفاعلة
(6)العمل الدؤوب داخل اللجان النوعية للمجلس "19 لجنة"
(7) التغطية الإعلامية المستمرة والتي تمثل رقابة شعبية على أداء المجلس
(8) التجاوب مع غالبية مطالب الشعب والثورة في التناول ولجان تقصي الحقائق
ماذا قدم المجلس حتى الان؟!
(1) اعتماد تعديل نظام الثانوية العامة سنة واحدة فقط "السنة الثالثة" تخفيفاً للأعباء المادية والمعنوية عن الأسرة المصرية فضلاً عن كونها إحدى الحلول الناجعة لكارثة الدروس الخصوصية
(2) حل مشكلة الحوالات الصفراء يستفيد منها 637000 مصري .
(3) اعتماد مشروع الجسر البري على خليج العقبة بتكلفة مشتركة 25 مليار وما يترتب عليه من تنمية اقتصادية وسياحية كبيرة
(4) اعتماد تثبيت جميع العمالة المؤقتة حفظاً لحقوق العاملين وتوفير الاستقرار للأسر المصرية
(5) اعتماد الحد الأدنى للأجور 700 جنية في المرحلة الأولى و الحد الأقصى للأجور 35 ضعف الحد الأدنى في كل مؤسسة ما يحقق العدالة النسبية وتبقى الدراسة مرة أخرى لتحقيق العدالة بين العاملين بالمؤسسات المختلفة
(6) وقف توزيع الأراضي عن طريق القرعة لحين وضع ضوابط عادلة ومناسبة للحالات ، حفاظاً على الثروة المصرية
(7) تسليط الضوء على كثير من مواطن الفساد في المؤسسات المختلفة وإحالتها للتحقيق مثل المسئولية عن الإسكان بمحافظة البحيرة ودمياط
(8) إلزام الحكومة بدفع التعويضات للمضارين بمرض الحمى القلاعية الذي أصاب الجاموس والأبقار
(9) تعديل قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية بما يضمن الشفافية وعدم التزوير
(10) سن قانون تعويض أسر الشهداء وأيضا المصابين بالعجز الكلي
(11) الهيئة العليا للحج والعمرة ، لحماية الحجاج من مافيا السياحة
(12) لجان تقصى الحقائق في مجزرة بور سعيد وإدانة الداخلية ما ترتب عليه (13) تحويل 75 متهماً للقضاء منهم 9 قيادات أمنية و3 قيادات تنفيذية
(14) طرح خطة هيكلة وزارة الداخلية وتوزيع رموز النظام في سجون متفرقة حماية لحقوق المصريين
(15) الاتفاق مع بعض دول الاتحاد الأوربي في تطهير الأراضي المصرية من حقول الألغام التي تعطل ملايين الأفدنة الصالحة للزراعة
(16) التدخل الفوري لضمان حقوق المئات من المصريين خارج الوطن "دول الخليج"
خلاصة الطرح ... البرلمان المصري يعاني وفرة من التحديات وندرة في الفرص، لكن يبقى الرهان على توفر الإرادات ونقاء الصفحات وحسن المقاصد وسلامة الخطوات ... حفظك الله يا مصر الثورة والأمل ...
_________
كاتب مصري
