وحدوه - بقلم :فراج إسماعيل



فراج إسماعيل
الإعلام المصرى يميل إلى الهزل فى مواطن الجد.. ومن هزله المبالغ فيه افتعال نكتة ترشح الفئات الاجتماعية المتدنية لمنصب الرئيس، ومنح لقب “فخامة المرشح المحتمل” لكل عابر سبيل يمر على مقر اللجنة العليا للانتخابات.
ورغم أنه هزل وتنكيت فإن البعض خارج مصر يصدقه ويسخر بسببه من مهزلة الانتخابات الرئاسية” التى ما زالت فى طور سحب الأوراق، ولم يتمكن أحد من الوفاء بشرط الثلاثين ألف توكيل أو تأييد ثلاثين عضوًا فى البرلمان.
الصحف التى تروج لهذا الهزل هى التى أقرت واعترفت بأن حمدين صباحى على سبيل المثال لم يجمع حتى الآن ورغم مضى 8 أيام على فتح باب الترشح سوى 23 ألف توكيل فقط.
لاحظ أنه حمدين صباحى وليس “سواق” التاكسى الذى سألته يومًا مارى منيب “أنتي بتشتغلى إيه” فرد “سواقة يا هانم.. سواقة”.. الآن يتجرأ ويعلن على الملأ “رئيسة محتملة يا هانم.. رئيسة”.
ولاحظ أيضًا أن كل المشاهير من عمرو موسى إلى أحمد شفيق لم يستطيعوا حتى الآن الوفاء بشروط “المرشح الرسمى”.. فماذا سيكون حال مرشح الحشاشين الذى نادى بحقوق المزنجية وضبطت معه “لفة بانجو”، ولا المبلط والكهربائى والشيف والنقاش والنجار؟!
هل نفهم أن المقصود تقزيم العملية الديمقراطية برمتها، وإثبات أن ما كان يردده نظام مبارك بشأن الشروط الصعبة التى وضعها ترزيته للترشح هو الحق وعين الصواب؟!
الإعلام المروج لهزل الرئيس “الوضيع”، هو الذى يردد بالتوازى أن مجلس الشعب مطعون فى دستوريته، ما يعنى أن المؤسسات المنتخبة قائمة على الفراغ والفوضى وعدم الشرعية نتيجة تغييب الكوادر المؤهلة خلف المشهد أو فى زنازين طره، وتصدير النماذج التى تتسابق على منصب “الرئيس”.
اللجنة العليا للانتخابات تمد سنارة اصطياد الأسماك المشتاقة لمطبخ الرئاسة بقائمة يومية تعلنها عن المتقدمين، فتذهب إليها كاميرات الفضائيات والصحف لالتقاط كل وضيع ووديع قرر التوقف أمام اللجنة بموتوسيكله أو التاكسى الذى يسترزق منه ليسحب ورق الترشح، ثم يتفرج فى القهوة على نفسه ليلا متحدثا عن برنامجه فى الحكم الذى سينقذ مصر ويجعل الحد الأدنى للرواتب 3 آلاف جنيه!
أحد المواطنين رفع لافتة أمام اللجنة العليا للانتخابات كتب عليها “سمك.. لبن.. تمر هندي.. جئت اليوم للاعتراض على المهزلة التى تجري.. كل من هب ودب يستطيع سحب استمارة الترشح.. ولا يوجد ضوابط تليق بهذا المنصب الرفيع”.
شخص واحد فقط يعمل “نقاشا” رفضت اللجنة إعطاءه ورقة الترشح لأن عمره 39 عامًا، فيما تنص الشروط على ألا يقل عن 40.. وهنا أتساءل: لماذا لم تضع شرطًا لإثبات الجدية أيضًا، كأن يدفع مبلغ تأمين كبيرًا، يضيع على المتقدم إذا كان هازلا مشتاقا للكاميرات وحسب؟
اللجنة العليا للانتخابات تتسلى بالناس وتصنع يوميًا مادة دسمة للفضائيات والصحف.. كل الفئات ترشحت حتى الآن ولم يبق إلا الحانوتى الذى أتوقع أن يظهر غدا أو بعد غد.. “وحدوه”!!
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::