اشترِ رئيسًا واحصل على النائب مجانًا - فراج إسماعيل


صحفيون كبار زاروا القاهرة والتقوا بمنصور حسن فى منزله قبل أسابيع قالوا لى إن الرجل يحمل فى قلبه سر رئاسة مصر للسنوات الأربع القادمة. كانت الزيارة باعتبارهرئيسًا للمجلس الاستشارى فخرجوا من عنده بانطباع أنه قد يصبح الرئيسالرابع للجمهورية.

لم يأخذوا عليه سوى أنه ارستقراطى له مملكته الخاصة، وهذه الصفة قد تجعله مفصولاً عن واقع البلد وتطوراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. عندما أسمع هذا التوصيف من صحفيين غير مصريين، لابد أن آخذه بمزيد من الاهتمام، فلا انطباع مسبق لديهم ويلتقونه لأول مرة.


سألوه عن نية ترشحه للرئاسة فهرب من السؤال.. لم يؤكد ولم ينفِ، لكن طريقته فى المناورة رسخت شعورًا بأنه سيترشح، وقد يكون الحصان الرابح.


عندما أعلن حسن ترشيح نفسه يوم الأربعاء الماضى انعقد حزب الوفد، وأعلن دعمه له بعد أن كان ذلك الدعم متجهًا لعمرو موسى. ثم توالت التوقعات بأن يسير الإخوان المسلمون على درب الوفد، فحسن لم يكن يومًا من رجال حسنى مبارك ولم يعمل معه سوى فى عهد السادات عندما كان "المخلوع" نائبًا للرئيس، وكان هو وزيرًا لشئون رئاسة الجمهورية، وقتها تفرقت بهما السبل نتيجة تشابك فى الاختصاصات. ولابد أن مبارك سمع عن نية السادات تصعيده لمنصب النائب فاختزنها فى نفسه. علمًا بأنه لو أصبح نائبًا فلن يكون أول مدنى يختاره السادات لذلك المنصب، فقد سبقه الدكتور محمود فوزى، أستاذ الخارجية المصرية، لكن الفرق بين الاثنين أن فوزى لم يكن يعد للرئاسة لأنه كان عجوزًا وأكبر سنًا من السادات، أما منصور حسن ففى الخامسة والأربعين قبل 30 سنة من الآن.


إذا أصبح رئيسًا فى عام 2012 فسينال المنصب الذى كان سيتولاه عام 1981 باغتيال السادات، لو لم يتأخر قرار تعيينه نائبًا والذى دعمته السيدة جيهان، فقد كان منصور حسن بالنسبة لها، كأنس الفقى بالنسبة لسوزان مبارك.


مفارقة غريبة لا شك التى تجعل كلا من السيدتين تدعم وزيرًا للإعلام. فحسن شغل تلك الحقيبة وكان لجيهان كابن لها مثل الفقى مع سوزان!


ترشح منصور حسن جاء مختلفًا تمامًا عمن سبقه، فقد قدم نفسه "باكيج" على نمط إعلانات التخفيضات "اشترِ رئيسًا واحصل على النائب مجانًا". وقد يكون ذلك ذكاء منه، وربما هذا مما يفرضه (عقد) الرئيس التوافقى.. "رئيس مدنى مقابل نائب عسكرى".. ثم استقر الاختيار على اللواء سامح سيف اليزل القريب من الإعلام والمتحدث الجيد والمناور الذكى الذى يحسب لكل كلمة حسابها.


لو صدق هذا الظن فستحكم مصر برئيس أول يمثل المؤسسات المدنية وبرئيس ثانٍ عسكرى يتحدث مع العسكر ويتفاهم مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ويمسك بيده قرارات الحرب. وقد كانت مصر قريبة من ذلك قبل هزيمة 1967 عندما جلس على قمتها الرجل الأول عبدالناصر والأول مكرر عبدالحكيم عامر، لكن جمال عبدالناصر كان عسكريًا أيضًا ويتمتع بقوة الشخصية وبكاريزما هائلة وفرت له شعبية طاغية فى مصر والعالم العربى وإفريقيا، ومن هنا انتهت اللعبة به وحده ورحل عامر منتحرًا أو منحورًا.. لا فرق.


لا أظن أن منصور حسن سيزن كفة النائب العسكرى. أضف إليه صفة الارستقراطية التى تجعل صاحبها فى العادة راقيًا فى سلوكه مبتعدًا عن التجاذبات والصراعات مثل محمد نجيب، ومن ثم قد يتحول فى شيخوخته إلى "محلل" لزواج العسكر من رئاسة الجمهورية!
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::