هل وصلت درجة التوتر بين مصر وإسرائيل إلى مرحلة " اللا رجوع " ؟ ومتى نقول إنه لم يعد هناك بديل عن المواجهة العسكرية؟ أم أن ما يحدث من مناوشات وأحداث ليست هي المراحل الحقيقية التي تسبق أي صراع مسلح ، خاصة أن مصر ليست لديها أراض محتلة حتى تدخل في مواجهة مع إسرائيل ؟! صحيح أننا لدينا أرض مكشوفة يمكن احتلالها في أي وقت، إلا أن المشاكل قابلة للأخذ والرد؟ والسؤال الآن : لمصلحة من نشوب صراع مسلح بين مصر وإسرائيل ؟! .
كتب: حواش منتصر
اللواء جمال مظلوم المدير السابق لمركز دراسات القوات المسلحة يقول فى تصريح خاص لبوابة الشباب : لا مصر ولا إسرائيل لهما مصلحة في الدخول في حرب الآن، والظروف المحيطة باسرائيل سواء داخليا أو خارجيا لا تسمح لها بمواجهة مصر الآن، فهناك إضرابات واحتجاجات داخل المجتمع الإسرائيلي بسبب غلاء المعيشة ومشاكل الاسكان كادت أن تعصف بحكومة نتنياهو، كما أن الأوضاع متوترة وغير مستقرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وهناك تهديدات حقيقة لإسرائيل من قبل الجماعات المسلحة في فلسطين، كما أنه هناك حالة من عدم الاستقرار في جبهة إسرائيل مع لبنان وتحديدا مع حزب الله، وهناك أيضا تخوف من تصعيد في الجبهة السورية لإلهاء السوريين عن الوضع الداخلي والتخفيف من حدة الاعتصامات والتظاهرات ضد نظام القذافي، علاوة على تخوف إسرائيل من إيران.
وأكد اللواء مظلوم أن الأوضاع في مصر لا تختلف عن إسرائيل، فمصر تمر بحالة ثورة وإحاطة بنظام، وجزء من قواتها المسلحة منشغل في الأوضاع الداخلية، كما أنه ليس هناك سبباً جوهرياً يستدعي دخولها في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، صحيح أن هناك خرقاً لاتفاقية، لكن ما حدث لا يستدعي نشوب حرب، فأوضاع مصر الاقتصادية والاجتماعية لا تسمح لها بالدخول في حرب، فنحن لدينا تجربة في عام 1967 عندما تم جرنا لحرب في 3 أسابيع والنتيجة كانت هزيمة قاسية، على العكس مما حدث في أكتوبر 1973 واستعدادنا جيدا للمعركة، وتحديدنا للموعد الذي نريد فيه الدخول في حرب، وليس الموعد الذي تريده إسرائيل.
وأضاف اللواء جمال مظلوم : هناك دول إقليمية مثل إيران وتركيا ليس من مصلحتها أن يكون هناك استقرار في مصر، فتركيا ومصر وإيران وإسرائيل هي القوى الأربع الكبرى في المنطقة وكل منهما يسعى لفرض نفوذه والسيطرة على المنطقة بأكملها، وبالتالي فكل دولة من مصلحتها أن تكون هناك حالة من عدم الاستقرار في الدول الأخرى.
وعندما سألنا اللواء مظلوم، هل من مصلحة حماس أن تدخل مصر في مواجهة مع إسرائيل ؟! ، فقال، هذا سؤال صعب، لاشك أن مشاركة مصر مع الفلسطينيين في مواجهتهم لإسرائيل يمثل عنصر دعم وسنداً قوياً، ولكنى لا أفضل أن أقول أن قيام حرب بين مصر وإسرائيل من مصلحة حماس والفلسطينيين.