الخلايا التى كانت نائمة - فراج إسماعيل

حبس المصريون أنفاسهم أمس انتظارًا لحكم المحكمة الدستورية العليا، وهى من المرات النادرة، التى يشهدها العالم بخصوص انتخابات رئاسية لم يتبق عليها سوى ساعات قليلة.على أى حال.. هذا المقال يسبق النطق بالحكم، فلم أجد ثمة داعيًا للربط بينهما سوى هذا المناخ الاستثنائى.. لكن المثير هنا هو تركيز الإعلام المصرى قبل النطق بالحكم على توجيه كم هائل من الشماتة المسبقة فى الإخوان، على اعتبار أنهم متيقنون من عدم دستورية قانون العزل، وكذلك عدم دستورية قانون انتخاب مجلسى الشعب والشورى، الخاص بالدوائر الفردية.
هناك إعلام مفتركشفته الأجواء المصاحبة لحملتى محمد مرسى وأحمد شفيق، وهذا وحده أخطر تهديد للثورة، لأن المتحكمين فى الإعلام هم إنتاج النظام السابق، وقد اختاروا عقب سقوطه أن يصبحوا خلايا نائمة واقعيًا، والتظاهر بالدفاع عن الثورة شكلا واتباع عقيدة "التقية" التى سرعان ما تخلوا عنها بمجرد بزوغ نجم شفيق كمنافس يقترب بقوة من الحكم عقب الجولة الأولى للانتخابات، التى صعد بها مع محمد مرسى للجولة الثانية والأخيرة.
وللحق فقد تأثر البعض بافتراءات الإعلام الحكومى المتوحد مع الخاص، والذى فقد كل الأصول المهنية فى تغطيته وطريقة اختيار ضيوفه، فهو لا يستضيف إلا من يتهجم على المنافس لشفيق سواء كشخص متمثل فى مرسى أو فى حزب متمثل فى الحرية والعدالة.
لكن الرهان كبير على وعى الشعب ورؤيته الثاقبة للخلايا النائمة التى استيقظت الآن وتنثر أكاذيبها فى كل مكان.. هذا الوعى لن يسمح بضياع دماء الشهداء هدرا.. ولا لعودة زوار الليل والفجر.
محمد مرسى هو مرشح الثورة الآن ولن يصدق الشعب الواعى ما يبثه إعلام الدولة ومعه الإعلام الخاص من أكاذيب حوله.. ويكفيه أنه تعهد بألا يكون شخص الرئيس هو كل شىء، وأننا سنرى مؤسسة رئاسية يشارك فيها الجميع.
إذا لم يرحل شفيق بقانون العزل فسيعزله الشعب عبر صناديق الانتخابات التى يجب أن نحميها جميعًا ونصونها من التدخلات، التى تمس نزاهتها.
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::