انتقد مراقبون التصريحات التي أدلى بها المرشح الرئاسي أحمد شفيق الأحد والتي دعا فيها الناخبين المصريين إلى اختيار الدولة العصرية التي يمثلها وعاصمتها القاهرة، وليس فلسطين كما يريد البعض وذلك في إشارة إلى منافسه محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين.
وبدا أن أحمد شفيق يغمز من قناة جماعة الإخوان المسلمين التي يقول خصومها إنها تسعى لإقامة خلافة إسلامية تذوب فيها الهوية الوطنية المصرية، حيث قال إن القاهرة وفلسطين "كلاهما مقدستان ولن تذوب أي منهما في الأخرى كما أنهما لن تذوبا في إمارة، ولعل من أقصدهم يفهمون".
وأضاف شفيق الذي كان رئيسا لآخر الحكومات في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك "فلسطين في قلوبنا، وقضيتها محور اهتمامنا ولكن لمصر عاصمتها القاهرة الشامخة، ومن قلب عاصمة مصر سوف أسعى لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس".
نظرة ضيقة
مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي، انتقد تصريحات شفيق ووصفها بأنها إقصائية، كما اعتبر أنها تشير إلى نظرة ضيقة للأمور لأن ما يريده أغلب المصريين هو أن تكون القاهرة عاصمة ليس فقط لمصر ولكن للعالمين العربي والإسلامي، وهو ما لا يتحقق إلا عبر إستراتيجية عربية وإسلامية.
مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي، انتقد تصريحات شفيق ووصفها بأنها إقصائية، كما اعتبر أنها تشير إلى نظرة ضيقة للأمور لأن ما يريده أغلب المصريين هو أن تكون القاهرة عاصمة ليس فقط لمصر ولكن للعالمين العربي والإسلامي، وهو ما لا يتحقق إلا عبر إستراتيجية عربية وإسلامية.
وأضاف الدراوي للجزيرة نت، أن التاريخ سواء كان بعيدا أو قريبا يشير إلى أن الأمن القومي المصري لا يتأتى إلا بالحفاظ على الأمن العربي عموما والجوار العربي في فلسطين والسودان على وجه الخصوص.
ولفت الدراوي النظر إلى أن القاهرة لم تتخل في يوم من الأيام عن القضية الفلسطينية، حتى في أصعب الأوقات، ضاربا المثل بالفترة الماضية وفي ظل انشغال مصر بتطوراتها المتسارعة بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، حيث قام جهاز المخابرات المصري بدور كبير في إنجاز صفقة تبادل الأسرى وهو ما يؤكد أن القاهرة لم تغفل أبدا دورها الإستراتيجي.
وختم الدراوي بأن جميع القيادات الفلسطينية طالما تحدثت عن الدور المحوري لمصر، وسبق للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أن قال "لقد شعرنا باليتم عندما تخلت مصر عن القضية الفلسطينية"، ويبدو أن أحمد شفيق يريد أن يشعر الفلسطينيين باليتم مجددا في الوقت الذي يشعر فيه الإسرائيليين بأنه سيعوض الفراغ الذي تركه الرئيس المخلوع حسني مبارك.
طعن
أما أستاذ العلوم السياسية وخبير الشؤون العربية محمود العجمي، فقال للجزيرة نت إن مثل هذه التصريحات تأتي ضمن ما تشهده حملة انتخابات الرئاسة في مصر من تصعيد يصل إلى حد السفه في بعض الأحيان.
أما أستاذ العلوم السياسية وخبير الشؤون العربية محمود العجمي، فقال للجزيرة نت إن مثل هذه التصريحات تأتي ضمن ما تشهده حملة انتخابات الرئاسة في مصر من تصعيد يصل إلى حد السفه في بعض الأحيان.
وأضاف أن أحمد شفيق يريد الطعن في منافسه من زاوية القول إن وصول مرشح الإخوان إلى السلطة يمثل خطرا على المصريين بدعوى أن الإخوان يعلون من شأن الأممية الإسلامية على حساب الوطنية المصرية، وهو طرح ربما يستهدف اجتذاب تأييد بعض الأوساط الليبرالية على وجه الخصوص.
واعتبر العجمي أن الموقف المصري من فلسطين يجب أن يكون من ثوابت الأمن القومي المصري أيا كان الرئيس، "وهذا ما لاحظناه على كل العهود الماضية بداية من الملكية مرورا بعبد الناصر والسادات، وهذا ليس منا على فلسطين التي تمثل البوابة الشرقية لمصر".
وقال العجمي إنه يأمل أن تتمكن مصر من استعادة دورها الريادي في مساندة نضال الشعب الفلسطيني حتى يتمكن من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وسعت الجزيرة نت للحصول على تعليقات في هذا الشأن من ممثلي حملتي مرسي وشفيق، حيث وصف د. ياسر علي، المنسق الإعلامي لحملة مرسي، تصريحات شفيق بأنها لا تستحق الرد، وقال إن المصريين يعلمون أن جماعة الإخوان تؤمن بتحقيق نهضة حقيقية لمصر العصرية لتعويض التراجع الذي حدث في سنوات حكم مبارك.
وأضاف علي أنه لا يوجد شك في أن فلسطين تمثل جزءا من إستراتيجية الأمن القومي المصري، شأنها في ذلك شأن وادي النيل وشمال أفريقيا والوطن العربي بشكل عام.
أما أحمد سرحان، المتحدث الإعلامي باسم حملة شفيق، فقال إن تصريحات شفيق كانت واضحة، وهي انتقاد من يخططون لأن تصبح مصر جزءا من إمبراطورية متخلية عن هويتها الوطنية، مؤكدا أن أحمد شفيق يؤمن بأن على مصر أن تساعد فلسطين، بل وتضحي من أجلها، دون أن يكون هذا على حساب الهوية الوطنية المصرية.
وأضاف سرحان أن رؤية شفيق في حل القضية الفلسطينية تنطلق من ثوابت ارتضاها الشعب الفلسطيني وأرستها القرارات الدولية والمبادرة العربية من إقامة دولة مستقلة على حدود ما قبل 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.