بقلم : أحمد سمير
لا تقتل.. لاتزنى.. لا تضع صورة أحمد شفيق على صفحتك على الفيس بوك.
أغلب من صدعونا لمدة سنة ونصف بسؤال البلد رايحة على فين انتخبوا شفيق لتذهب فى ستين داهية، والآن هناك شباب يرددون بغضب ديمقراطية على نفسك يا شعب، بينما لا يعترض آخرون على نتائج الانتخابات، إيمانًا بأن الشعب المصري لا يمثل إلا نفسه.
أحمد محمد شفيق زكي من مواليد 1941، حصل على دكتوراة في الاستراتيجية القومية للفضاء الخارجي، وينافس «مرسي» الحاصل على الدكتوراة في حماية مركبات الفضاء من خلال معركة انتخابية تدور لسبب غير مفهوم على كوكب الأرض.
ترقى الوزير شفيق عقب ما سيعتبره يوما مظاهرات عيد الشرطة لمنصب رئيس وزراء، وأعلن في نوفمبر 2011 ترشحه للرئاسة، وفي أبريل 2012 قررت لجنة الانتخابات أن شفيق يتمتع بحقه القانوني في الترشح، وتجاهلت قانون العزل، لا يعلم الكثيرون حيثيات الحكم بتمتع شفيق بحقه القانونى، لكن الجميع يعلمون الآن أن شفيق يتمتع.
الرجل الذي اشتهر بالبطئ الملفت في ردوده على أسئلة محاوريه وصل للإعادة بدعاية قائمة على مبدأ الأصوات مقابل السلام، فهو سيأتى بالأمن لمن يرغب فى أن تذهب بنته إلى الجامعة بأمان، وسيأتى بالانتقام للذعورين من الصعود الكاسح للإسلاميين، وسيأتى بالهدوء لمن يرون التظاهر فوضى، لأننا شعب لا يصلح معه الإ الكرباج.
تنصل عمرو موسى من نظام مبارك، ووعد بجمهورية ثانية، فتقدم شفيق لحشد تنظيم الوطنى القديم ورائه، ليخوض بهم معركة شرسة ضد تنظيم الإخوان في إعادة انتخابات الرئاسة، وهى معركة شعارها كل المرفوض مفروض، وتليق تمامًا بعام 1995، عندما كان المصريون يحدقون في أبطال فيلم طيور الظلام بذهول.
أمام الخوف.. قرر بعض أصدقائي انتخاب شفيق، لأنه ليبرالى، لست ليبراليا، لكن معلوماتى عن الليبرالية تجعلنى متيقن بأن جان جاك روسو يتعذب في قبره لوصف رئيس وزراء موقعة الجمل بالليبرالية.
انتخاب شفيق يعنى أن الرئيس الخامس لمصر سيكون رجلاً عسكريًا، وهكذا سيجد أساتذة التاريخ صعوبة في شرح كيف ثار شعب ضد حكم العسكر ليتسلم العسكر الفترة الانتقالية قبل أن يجروا انتخابات ويفوز فيها العسكر.
القادم لن يخلو من العبث.
(2)
لا داعى للقلق من تدبير أحمد شفيق، فأقصى ما يستطيع فعله هو تنفيذ إرادة المجلس العسكري.
الدماء آتية لا ريب فيها، والرجل الذى لم يحاكم في موقعة الجمل، لأنه ذو خلفية عسكرية تؤمن بأن أفضل وسيلة لأن تفي بالوعد ألا تعد، لذا فالرجل لم يعد بحرية التظاهر أصلاً، واعتبر مذبحة العباسية بروفة.
وفى العالم الموازى الذي يشبه كوكب الأرض هناك بشر لطالما ثرثروا بأن ميدان التحرير موجود، وعندما لا يعجبكم شىء انزلوا إليه ثانية، ثم ذهبوا للحشد لشفيق الذي يدركون أنه لا يعجب الشباب أملاً في الاستقرار وكى لا ينزل أحد إلى التحرير.
عمومًا.. من حق أى مجموعة بشرية أن ترى القمع هو الحل، ومن حق آخرون أن يثبتوا لهم أن القمع سيولد احتجاجات يومية وليس الصمت الذي يعشقونه.
إنها الحرب إذن، وشفيق توعد خلال لقائه مع الغرفة التجارية الأمريكية باستخدام القوة، وبينما يتفاوض تنظيم الإخوان مع القوى السياسية بنمطق منا أمير ومنكم وزير، يتفاوض شفيق مع القوى السياسية بمنطق منا أمير ومنكم أسير، فيعدهم بفض الاعتصامات بالقوة.
أحن جدو فى الدنيا ــ وفقا لدعايته ــ يدرك الآن أن الرسالة وراء عدم إدانة حسن عبد الرحمن، رئيس أمن الدولة، القمع لا يحاسب عليه، والقيادات الأمنية يمكنها أن تنفذ أى أمر لأنها تعلم أنها لن تدان مهما فعلت حتى لو أدين رأس النظام نفسه.
تعددت الأسباب والموت واحد، ومن لم يمت في التحرير مات في غيره، ويومًا ما سنتوقف عن تشيع جثامين الشهداء، يومًا ما سيتم تشيعنا، وعلى شفيق أن يجتهد حال نجاحه أن يفض اعتصاماتنا ويسجننا.. لأنه لو رسب سنجتهد نحن لنسجنه
نقلا عن المصري اليوم