قبل ساعات من جولة الإعادة وبينما ينتظر المصريون حكم المحكمة الدستورية العليا فيما يتعلق بقانون "العزل"، ودعوى حل البرلمان، دعا الدكتور محمد مرسي، مرشح حزب الحرية والعدالة، في حوار تنشره جريدة "الأهرام" غدًا الخميس، الناخبين إلى الإيجابية والاستمرار فى تحقيق أهداف الثورة والوقوف ضد أى محاولة للتزوير، وثمن دور الجيش، وبشرنا بأنه لا مواكب رئاسية ستشهدها أى منطقة ولا إغلاق للشوارع فى عهده، وطمأن ناخبيه على أن صحته على ما يرام، وفيما يلي ننشر مقتطفات من الحوار...
** تتحدثون كثيرًا عن احتمالات تزوير انتخابات جولة الإعادة ما اعتبره البعض ذريعة مستقبلية للاعتراض على النتائج إذا لم يحالفكم التوفيق.. فهل لديكم أدلة أو معلومات تدعم هذه "الاحتمالات"؟
- أنا لا أتحدث من فراغ ولا أقدم مبررات لعدم فوزي، بل لدى معلومات مؤكدة على محاولات التزوير الممنهجة التي يسعى إليها أتباع النظام السابق، فبعض الشركات -دون ذكر أسماء- تمارس أشكالًا من الضغط على موظفيها وتجمع منهم بطاقات الرقم القومى، ووردت إلىَّ معلومات أيضا عن أن مدرسة فى إحدى القرى اختارت عددًا من مدرسيها كأمناء للجان وعرضوا عليهم مكافآت قبل الانتخابات فرفضوا، فتم استبعادهم.
أما قاعدة بيانات الناخبين التى لم نتسلمها حتى الآن، فهى تثير الشك والريبة أيضا، فلو تسلمناها لاستطعنا فرز الأسماء المكررة والتعرف عليها، يضاف إلى ذلك تسهيل حركة انتقال الناخبين بين المحافظات، فضلًا عن التصرفات الفردية من رموز النظام السابق، فمنهم زوجة أحد المسجونين من النظام السابق تكتب شيكات على "بياض" لتوزيعها، وهناك 32 عائلة بالضبط هى التى نهبت خير البلاد وهربت جزءًا كبيرًا من ثرواتها وما تبقى من أموالها تنفق منه ببذخ وتدبر لتنسج خيوط التزوير، كل هذه المؤشرات وغيرها تدل على خطورة ما قد يحدث.
** إذن كان لدى الدكتور محمد مرسى هذه المعلومات وغيرها ..فماذا أنتم فاعلون؟
- دورى ومهمتى التحذير والتنبيه وتوعية الشعب المصرى بما يحاك لتزييف إرادته، وأنا أحيط الجميع علمًا بما لدى من معلومات ولا أريد أن أتهم أشخاصًا بعينهم وأذكر أسماء، فأنا لا أحب هذه الأساليب، لكن هناك جهات قضائية سنلجأ إليها بما لدينا من معلومات، كما أننى أطالب المجلس العسكري بحماية إرادة الناخبين والقيام بدورهم في تأمين الانتخابات والتصدي للتزوير، بالإضافة إلى قيام الشرطة بدورها في حماية الانتخابات والانحياز للشعب لرأب الصدع واستعادة ثقة الشعب فيها.
**هل تعتبر دعوة المشير محمد حسين طنطاوى الشعب المصرى للمشاركة فى جولة الإعادة مؤشرًا على أن الانتخابات سوف تتم فى موعدها وأن قانون العزل السياسى لن يطبق؟
- الحقيقة أن المشير حريص فى كل الانتخابات سواء النيابية أو الرئاسية على دعوة الناخبين وتشجيعهم على الإدلاء بأصواتهم، أما عن الحكم القضائى سواء الخاص بقضية العزل السياسى أو البرلمان فهو أمر يخص القضاء، وما علينا سوى احترام أحكامه.
** ما توقعك لسيناريو حكمى القضاء اليوم؟
- كل الخيارات مفتوحة، وأحكام المحكمة الدستورية واجبة الاحترام، فإذا تم الحكم بدستورية قانون العزل السياسى وحكم القضاء بإعادة الانتخابات الرئاسية، سنخوضها مرة أخرى، وأنا مستعد لهذا، وسوف أنفذ الحكم، وإذا كان قانون العزل غير دستورى سنخوض أيضا جولة الإعادة.
وفى حال الحكم بحل البرلمان، فلا توجد لدينا مشكلة وسنخوض الانتخابات أيضا سواء كانت الانتخابات على المقاعد الفردية أو القائمة، ففى كل الأحوال نحن راضون .
** ما فرص الدكتور مرسى فى الوصول إلى رئاسة الجمهورية؟
- ثقتى فى الشعب المصرى بلا حدود، فلا يمكن أن يعيد الشعب نظام مبارك مرة أخرى، فالجميع حريص على ثورة مصر وتحقيق أهدافها، فالنظام السابق فرق بين المسلمين والأقباط وبين المصريين وأبنائه من رجال الشرطة، وتم استخدام بعض وسائل الإعلام، وشرائها بالمال لإثارة الفتن والشائعات، وبالطبع غالبية الإعلاميين يحبون بلدهم، أما هذه الفئة فهى قلة معروفة للكافة .
** لكن البعض يرصد تراجعًا لشعبية الإخوان.
- خلال جولاتى أجد الكثير يتضامن معنا ويؤكد وقوفه مع الثورة والثوار، بل ويتحدثون عن همومهم ومشكلاتهم وحلولها، فضلا عن مؤشرات إخوانى المصريين فى الخارج، وأنا أشكرهم جميعًا على إيجابيتهم سواء من صوت لى أو لغيرى.
** تحدث البعض عن الخروج الآمن للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد انتقادات أو أخطاء تحدثت عنها بعض القوى السياسية.. فما رأيك؟
- هذا المصطلح لا يليق مع جيش مصر الذى حفظ الوطن ويحفظه، فالخطأ وراد، ولقد تحدثت عن هذه الأخطاء فى حينه، لكن رجال الجيش محترمون، وطنيون وهم صمام الأمان لمصر والمجلس العسكري سيظل جزءًا من نسيج الوطن وله احترامه، وسنتوافق معهم حول اختيار وزير دفاع .
** لكم تصريحان اعتبر البعض أن بينهما تضادًا، الأول أنكم قلتم "سندوس على بقايا النظام السابق بالأقدام "والثانى قولكم إنه ليس كل من حمل "كارنيه "الحزب الوطنى خائنًا..فكيف ذلك!
- أنا قلت تحديدًا "إن الشعب المصرى كما فعل مع مبارك سيدوس بقاياه إن وقفوا ضد الثورة "، والبعض فهم هذا التعبير خطأ، أما تصريح الحزب الوطنى فلقد قلت هذا فعلًا، فأنا أعنى الـملايين الثلاثة من الأعضاء فى الحزب الذين كانوا يحملون كارنيه الحزب الوطنى كأعضاء فيه فقط، لكن الـ32 عائلة من قيادات الحزب هم الذين نهبوا ثروات البلاد.
** أى أن هؤلاء وأمثالهم لن يحاسبوا؟
- إنهم كانوا مضطرين وليسوا مجرمين، قد يكون البعض منا أخطأ لكنه لم يجرم فى حق وطنه، ومن أجرم فى حق مصر فعليه تسليم نفسه، وليس هناك عفو عام فى الجرائم ولا يملك حتى رئيس الجمهورية هذا، فالقانون سيطبق على الجميع.
** اسمح لنا أن نتحدث عن صحة الرئيس القادم، فهو ملك لكل المصريين ..يقال إنكم أجريتم جراحة فى المخ منذ عدة أعوام وطلبت العلاج على نفقة جامعة الزقازيق التى كنت أستاذًا فيها؟
- رد مبتسمًا :كيف ترين صحتى؟
**قلت له "ما شاء الله نمسك الخشب"، كل يوم مؤتمرات جماهيرية فى المحافظات ولقاءات فى الفضائيات، هذا غير اجتماعات حزب الحرية والعدالة.
- عموما فعلا لقد سبق لى إجراء عملية جراحية بالمخ فى لندن عام 2007، والحمد الله، شفيت تمامًا، وتقدمت فى عام 2008 بطلب علاج على نفقة الدولة لكلية الهندسة جامعة الزقازيق، وأنا في كامل صحتى، وأطمئن الجميع بأننى قادر على تحمل عبء المسئولية بإذن الله .
** يقال إن الدكتور مرسى كان يعمل فى وكالة ناسا الفضائية ؟
- لم أعمل بالوكالة، وإنما أعددت أبحاثًا مرتبطة بعمل الوكالة، حيث كنت أعد رسالة دكتوراة تتعلق بتطوير محركات الصواريخ الفضائية.
**هل تقدم لنا كشف حساب عن تمويل حملتك الانتخابية وهل مصرية أم من الخارج؟
- تمويل حملتى من جيوب المصريين والمتبرعين وليس لى أدنى علاقة بأى دولة.
** تقدمت فى انتخابات الخارج فهل هذا مؤشر للداخل؟
- طبعًا لأن هؤلاء المصريين لهم ملايين الأسر فى مصر، وأنا متفائل خيرًا بالنتيجة، وسعيد لحصولى على "صفر" فى إسرائيل