 |
| هاني صلاح الدين |
أصبح من الواضح للجميع أن هناك مخططا شيطانيا، تدبره أجهزة مخابراتية وأمنية مع المرشح الرئاسى الفلولى أحمد شفيق. وتقوم أسس هذا المخطط على إلصاق تهمة قتل المتظاهرين في ميدان التحرير بالإخوان ورموزهم الثورية، وعلى رأسهم المناضل محمد البلتاجى، والشيخ المجاهد صفوت حجازي. بدأ المخطط بتصريحات لشفيق على قناة الـ«CBC»، حيث زعم ارتكاب الإخوان لجرائم الاشتراك في قتل والشروع في قتل وإصابة المتظاهرين في ميدان التحرير أيام 2 و3 فبراير 2011!! وهناك الآن جهود حثيثة لفبركة عن طريق الأجهزة الأمنية لفيديوهات تؤكد ذلك، وبالطبع ستكون لذلك المخطط أهداف حالية، وعلى رأسها تشويه صورة الإخوان، خاصة أن هناك أوامر عليا للإعلاميين المعروفين بانتمائهم للأمن، بتبنى هذا المضمون بقوة، من أجل التخلص من د. مرسي في انتخابات الإعادة، وتمهيد الطريق لشفيق.
أما الهدف المخطط له مستقبلا فهو أن تكون هذه الفبركات، نواة لقضية عسكرية في حالة نجاح شفيق لا قدر الله، يزج من خلالها عشرات من قيادات الإخوان ورموز الثورة الشرفاء في السجون، بمحاكمات عسكرية ظالمة، وذلك حتى يضمنوا إخراس كل الأصوات الرافضة لوجوده في المنصب، كما أن هناك محاولة عبيطة في نفس إطار هذا المخطط، أعلن عنها شفيق في تصريحاته لبوابة الأهرام، حيث أكد أن حياته مهددة، ومن السهل أن نسمع خلال الأيام المقبلة إعلان شفيق عن محاولة لاغتياله، وأن رب العرش نجاه، على نمط التمثلية الهزلية من قبل بحرق مقره الانتخابى، وهي القضية التي تنازل عنها بنفسه، وبالطبع كل ذلك من أجل كسب تعاطف المصريين، مع منقذ نظام مبارك من الثورة والثوار.
إن هذا المخطط الجهنمى الذى يحاول أكابر النظام السابق تنفيذه، سيكون دربا من الخيال، حتى لو كان خلفه عقلية مخابراتية على أعلى مستوى، فعقارب الساعة لن ترجع للخلف، ولن تكون هناك مساحة يتحرك فيها من يحاول إعادة نظام الطواغيت من جديد، فمصر الثورة ستقف كالصخرة الكئود في وجه هذه المخططات، وستواصل ثورتها السلمية التى جعلت مبارك يركع بعد 18 يوما فقط، ومن يرد أن يشعل مصر فستكون نهايته على يد شعب لن يفرط في ثورته، وسيكون مكانه مزبلة التاريخ، فهل يعود هؤلاء المجرمون لجحورهم ويتراجعوا عن مخططاتهم؟ لا أظن، فهم مصممون على إحياء نظامهم القديم مهما كلفهم ذلك، لكن سيكون الدرس هذه المرة لهم قاسيا، من وطنيين متجردين من كل سلاح سوى سلاح إيمانهم بالله ثم بالوطن.
