النشر الإلكتروني يغزو السوق المصرية ويراهن على المستقبل



أ ش أ :
يراهن مبدعون ومدونون ومديرو دار نشر إلكترونية، على أن المستقبل سيكون لهم، ويرجعون هذا إلى أن الجمهور المستهدف، والذي يقدر بالملايين على شبكة الإنترنت يبلغ أضعاف ما يمثله قراء النشر الورقي. 

وتقول لبنى أحمد نور، كاتبة ومسئولة عن مشروع "المائة تدوينة"، في سياق النشر الإلكتروني، إنه مع التحول الواسع للمعلوماتية والصحافة والإعلام إلى العالم الرقمي والإلكتروني، كان لزاما تحول النشر الورقي إلى نظيره الإلكتروني، مشيرة إلى أن حزم الأوراق التي تشغل حيز عدة أرفف بالمكتبات، أصبحت الآن ملفات عديمة الوزن على المدونات والشبكة العنكوبتية برمتها. 


وتضيف أن سوق النشر الورقي أصبح يعاني واقعا سيئا في مصر، من إرتفاع تكلفة النشر وتحول المادة العلمية أو الأدبية إلى سلعة بيد الناشر، إلى مشكلات التوزيع وضعف شبكاته، فضلا عن خضوعه لآليات السوق من عرض وطلب، من هنا يأتي تزايد إقبال المبدعين على نشر أعمالهم إلكترونيا، سواء بأنفسهم من خلال التطبيقات المتاحة على شبكة الإنترنت، أو من خلال دور مختصة بالنشر الإلكتروني. وأوضحت أن الرواج الأكبر يأتي للكتب المتاحة مجانا، والتي تصل إلى القارئ دون معوقات. 


أما عن جمهور الكتاب الإلكتروني، فتقول لبنى أحمد نور، إنه حتى الآن يمثل الشباب الشريحة الأكبر من المتلقين، شأنه في ذلك شأن الصحف، موضحة أن الكتاب الورقي سيظل له مريدوه. ورأت أن أكبر التحديات التي تواجه الكتاب الإلكتروني تتمثل في تعرضه بشكل أكبر للقرصنة والانتحال، وهو الأمر الذي يتطلب استصدار تشريعات قانونية ملزمة تضمن حماية الملكية الفكرية للكاتب وحفظ حقوق الناشرين. 


وتقول لبنى أحمد نور، محررة كتاب "أبجدية إبداع عفوي" والذي لاقى إقبالا كبيرا على اقتنائه ورقيا وإلكترونيا، إن هذا النوع نطلق عليه النشر الإلكترو- ورقي، لافتة إلى أنه رغم قراءته مئات المرات على الشبكة العنكوبتية لكنه شهد إقبالا جيدا على شراء النسخة الورقية منه والتي صدرت بعد نحو 4 أشهر من نشر النسخة الإلكترونية. وترى لبنى أحمد نور أنه لا يمكن أن يصبح الكتاب الإلكتروني بديلا عن الورقي والعكس. ومن جانبه، يقول عبدالرحمن جمال، مدير دار الوراق للنشر الإلكتروني، إن بدايات الفكرة لتدشين الدار جاءت مع كتاب دون خلاله مشاهداته عما حدث في الفترة من 25 يناير حتى 11 فبراير 2011، وجمعها في كتاب أسماه "على هامش الثورة"، وحقق نجاحا لا بأس به. 


ويضيف أنه كرر التجربة مع مجموعة قصصية فلاقت النجاح نفسه، ما دعاه لإنشاء دار نشر تتخصص في النشر الإلكتروني وتستهدف من يكتبون لكنهم يواجهون صعوبة في النشر لأسباب مادية. 
وعن كيفية استمرار دار النشر كمشروع لا يهدف للربح من الكاتب، يقول: نستخلص الأرباح من الإعلانات المنشورة بين صفحات الكتب الإلكترونية، لافتا إلى أنه يحقق انتشارا غير محدود، وتكلفته منخفضة، وهو ما يعني دخول وسيط جديد لعالم المعرفة. 


لكنه يرى أن الكتاب الورقي مازال له رونقه رغم كل شيء، ويقول: نحن نوفر فرصة للمبدع الشاب، حتى يعرفه الجمهور ومن خلالنا ينطلق - إذا أثبت شعبية وانتشارا - إلى عالم النشر الورقي. ويرى المدون خالد ناجي أن الكتاب الإلكتروني بالنسبة له كقارئ مفيد بدرجة كبيرة لأنه يحل عددا من المشكلات منها عدم وجود تكاليف مادية مقارنة بحصوله على نسخة ورقية، ووجود جمهور ضخم يقرأ المبدع ويتفاعل معه. ويضيف أن من مميزات الكتاب الإلكتروني أنه يصاحب القارئ في أي مكان بوجود الكمبيوتر المحمول. ويرى أن النسختين الورقية والإلكترونية للكتاب لا غنى لإحداهما عن الأخرى، موضحا أنه سيسعى لإقتناء أي كتاب إلكتروني قرأه، ويحوز على إعجابه عند إصداره ورقيًا
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::