فعل الخيرات .. ترياقًا لسموم بعض الفضائيات - حازم غراب



أتمنى أن يسأل نجوم بعض فضائيات ما بعد الثورة أنفسهم سؤالا واحدا: لماذا يدفع لنا رجال الأعمال أصحاب القنوات، عشرات ومئات الآلاف رواتب شهرية؟
أظن أن الكثير من الناس في مصر ينتظرون من هؤلاء النجوم الإجابة على هذا السؤال.
ألا يعطي ذلك لبعضنا الحق في إساءة الظن، واعتبار المسألة شراءً للذمم والأقلام والضمائر؟
ما الفرق يا ترى بين "توظيف وغواية" رجال الأعمال لبعض الزملاء، وبين ما كان يحدث قبل الثورة في الإعلام الرسمي؟. ألم يكن الصحفيون والإعلاميون "الأمنجية" يحصلون على رواتب ومزايا عينية خيالية، قياسًا بمن لم يبيعوا شرفهم المهني للنظام؟
لنتخيل، على سبيل المثال، طبيبا جرّاحا استشاريا تعرض عليه مستشفى أتعابا أو راتبا يزيد خمسين أو مائة ضعف على متوسط السعر في السوق. ألن تساور هذا الجراح الشكوك؟ ألن يسأل نفسه عن سر هذا الرقم الفلكي؟.
ولنفترض أن الجراح غالط ضميره وسكت عن هواجسه قائلا: وماذا في هذا؟ إنه رزق ساقه الله إليّ. ترى ماذا سيفعل الجراح إذا وجد هذا المستشفى يطلب منه سرقة كلية مريض أو إقناع بعض المرضى، كذبا، بحاجتهم الماسة إلى جراحات كبرى بمبالغ طائلة.
أحد كبار الإعلاميين ممن يعملون برواتب فلكية في فضائية فلولية رد على سؤال: ألا تعتقد أنك تأكل حراما؟ فقال: أنا "أُسَمِي الله" ثم آكل!!
وحيث أنه ليس في منظومة الإعلام المصري أو العربي حتى الآن جهة أو آلية تحاسب من يبيعون شرفهم المهني؛ وبما أن هؤلاء الإعلاميين لا يهمهم أنهم يأكلون في بطونهم نارا؛ وطالما أنه من الظلم أن تتحمل جريدة أو محطة واحدة عبء مواجهة عشرات الصحف والفضائيات الضرار في بر مصر وسمائها؛ أقول لمن يشفقون على حال الإعلام الإسلامي: اجتهدوا فيما لا يقدر خصومكم على منافستكم فيه. إن الإعلام الجماهيري المقروء والناطق يعد أقل وسائل التأثير في الجماهير، على المديين المتوسط والبعيد. صفحات الجرائد والمجلات و"المكلمات" التلفزيونية والإذاعية، لم تكن ولن تكون أدوات فعالة أو ذات صدقية للتأثير في سلوك الناس.
 الإخوان، والسلفيون والتبليغيون وجميع المسلمين الحركيين، يجب أن يجيدوا فنون التواصل بفعل الخيرات حسب تعاليم الدين. وهذا هو سر انتشارهم وحب الناس لهم برغم محاصرتهم وتشويههم إعلاميا ومنعهم من امتلاك أيٍ من وسائل الإعلام طيلة عقود.
لقد سلطت على الإخوان وكل الجمعيات والجماعات الإسلامية نيران وهجمات وسائل الإعلام الأجيرة، فلم يزدهم ذلك إلا انتشارا وتماسكا. هذه الميزة النسبية في رأيي المتواضع تعد من أخص خصائص دعوة الله.
والخلاصة أننا كلما مارسنا الدين كأفعال وسلوك ومعاملة، وليس وعظا وكلاما، كلما اقتربنا من الناس، واقترب الناس من دين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::