قال مرشح جماعة الإخوان المسلمين لانتخابات الرئاسة في مصر خيرت الشاطر إنه سيعطي إذا فاز بالرئاسة أولوية قصوى لدعم الاقتصاد وإعادة الأمن للبلاد، وأكد أنه يثق في سلامة موقفه القانوني في الدعوى المرفوعة حاليا لاستبعاده من السباق الرئاسي، واعتبر أن استبعاده يعني أن نظام الرئيس السابق حسني مبارك لا يزال موجودا.
وفي حوار مع الجزيرة نت، قال الشاطر إن الاقتصاد سيأتي في مقدمة اهتماماته عند فوزه برئاسة مصر، لأنه يحتاج تحركا سريعا عبر ثلاث مراحل متتالية تنتهي بمضاعفة الناتج القومي خلال خمس سنوات.
وأضاف أن الملف الأمني أيضا في مقدمة أولوياته، مؤكدا أن معالجته تتطلب هيكلة واسعة تشمل تعديل قانون الشرطة بالتوازي مع تغيير عقيدة جهاز الشرطة، في حين يعتقد أن الملف الأكثر حساسية هو إدارة العلاقة مع المؤسسة العسكرية التي شاركت في حكم مصر على مدى العقود الستة الأخيرة، مما يعني أن عودتها إلى مهمتها الطبيعية أمر يحتاج إلى الكثير من الحكمة والتدرج ومراعاة الحساسيات حتى يتم تحقيق نتيجة مرضية.
وانتقد الشاطر ترشح عمر سليمان نائب الرئيس السابق حسني مبارك ومدير مخابراته للرئاسة، وقال إنه لا يتفق مع المنطق الذي يقول بترك الاختيار للشعب خشية تزوير الانتخابات، خاصة مع مؤشرات لذلك بينها الطريقة التي قدم بها سليمان أوراق ترشحه في ظل حراسة عسكرية لافتة، فضلا عن احتفاء التلفزيون الحكومي بترشحه وبثه خبرا كاذبا عن تنازل الشاطر عن الترشح لمصلحة سليمان.
وقال إنه يعتقد أن الثورة المصرية لم تنته لأنها لم تحقق كل أهدافها بعد، وبالتالي فإن التظاهر والاحتكام إلى الشارع يبقى مطروحا ما دامت مسيرة التحول الديمقراطي تتعرض للتهديد، مؤكدا أن الإخوان يسعون لبناء نهضة الأمة دون أن يتعارض ذلك مع الحفاظ على حيوية الثورة.
ضغوط وظلممن ناحية أخرى، قال الشاطر إنه قضى 12 عاما في سجون مبارك تطبيقا لأحكام كانت كلها عسكرية استثنائية صدرت بتدبير من مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي ومباحث أمن الدولة، وبالتالي فإن قرار العفو الذي أصدره المجلس العسكري وسمح له بالترشح هو نوع من تصحيح أوضاع خاطئة وظالمة.
ودافع الشاطر عن تغيير جماعة الإخوان المسلمين قرارها بشأن المزاحمة على منصب الرئاسة، وقال إنها كانت تخطط للاكتفاء بالسلطة التشريعية وجزء من التنفيذية لكن تمسك المجلس العسكري الحاكم بالحكومة الحالية بقيادة كمال الجنزوري رغم كل الأزمات الموجودة دفع الإخوان لتغيير قرارهم من أجل الحصول على فرصة حقيقية للإنجاز.
وأقر الشاطر بأن الطريقة التي ترشح بها للرئاسة خلقت نوعا من الضغوط عليه لكنه قال إنه اعتاد العمل تحت الضغط طوال السنوات الماضية سواء كان داخل سجون الرئيس المخلوع حسني مبارك أو خارجها، مؤكدا في الوقت نفسه أن جماعة الإخوان وحزبها الحرية والعدالة لم تتح لهما الفرصة الكاملة للعمل خلال الفترة الماضية ولذلك فمن الظلم تحميلهما مسؤولية الوضع الحالي الذي تشهده مصر.
لكن الشاطر نفى أن يكون الإخوان قد ابتعدوا عن القوى الثورية واقتربوا من المجلس العسكري خلال الفترة الماضية، مؤكدا أنه لا صحة لعقد صفقات أو حتى تفاهمات بين الجماعة والعسكر، واعتبر في الوقت نفسه أنه ليس من المنطقي مطالبة الإخوان بمشاركة الآخرين في كل التظاهرات والاحتجاجات حتى لو اختلفت مع أولوياتهم، كما أن الجماعة تعتقد أن الإفراط في النزول إلى الشارع يفقد التظاهر قيمته وفاعليته.
كما نفى أن تكون شعبية الجماعة قد تراجعت في الفترة الأخيرة مستدلا بما تحقق من نتائج في الانتخابات سواء في مجلسي الشعب والشورى أو في انتخابات بعض النقابات والاتحادات الطلابية.
ضغوط أميركيةفي السياق نفسه، نفى مرشح الإخوان المسلمين التعرض لضغوط أميركية مؤكدا أن الوفود الأميركية التي تواصلت مع الإخوان وحزبهم الحرية والعدالة كانت تسعى لاستكشاف مواقفهم إزاء العديد من القضايا من بينها مستقبل العلاقة مع إسرائيل والموقف من الأقباط وقضايا المرأة وغيرها.
وأوضح الشاطر أن الاتصالات العديدة التي جرت مع وفود أوروبية وآسيوية شهدت في الأساس محاولات من حزب الحرية والعدالة للاطلاع والاستفادة من تجارب هذه الدول التي حققت نجاحات مهمة خصوصا في مجالات الاقتصاد والإدارة والتقنية.
وعن تصريحات للسكرتير السابق لمبارك، مصطفى الفقي بأن رئيس مصر لا بد أن يأتي بتنسيق مع أميركا وعدم ممانعة من إسرائيل، قال الشاطر إن كلام الفقي ربما يعبر عن مرحلة ما قبل الثورة التي أطاحت بمبارك، أما بعدها فلم يعد من الممكن طرح الأمور بهذا الشكل.