وسط هاجس الماضي والقلق من الحاضر.. يدخل فريق الاهلي في تمام الساعة السابعة مساء الليلة علي استاد الكلية الحربية لقاء العودة امام البن الاثيوبي في دور الـ32 لدوري ابطال افريقيا لكرة القدم في مواجهة تحمل عنوان حوار الصمت.
نظرا لاقامة المباراة بدون حضور جمهور طبقا لتعليمات الأمن.
المعادلة نظريا تشير الي ان فرصة بطل مصر الاكبر والاقوي لحجز بطاقة الصعود الي دور ال16.. خاصة ان نتيجة اللقاء الاول في اديس ابابا انتهي بالتعادل السلبي وبالتالي فانه يحتاج فقط للفوز باي نتيجة دون الالتزام بفارق معين من الاهداف.. ومن ناحية أخري هو الاكثر خبرة وحصولا علي اللقب القاري.. ولكن من الناحية العملية فان فرصة الفريق الاثيوبي تظل مطروحة وبقوة فالتعادل بأي نتيجة ايجابية يعني استمراره في المسابقة مثلما فعل من قبل في سيناريو1998 عندما تعادل في ملعبه1/1 ثم جاء في القاهرة ليخرج متعادلا ايضا ولكن بنتيجة2/2 ونشل بطاقة التأهل من الاهلي دون ان يشعر به احد يدير اللقاء طاقم حكام تونسي بقيادة سليم الحديدي.
ووسط تضارب الامنيات.. جاءت استعدادات الفريقين لمواجهة الليلة.. فكل منهما رفع حالة الطواريء وجهز حملة نفسية ومعنوية للاعبيه املا في الخروج من هذا المأزق علي حساب المنافس.. فالاهلي حرص من جانبه علي ابعاد اعضاء الفريق عن الاجواء التي احاطت بالمباراة ولاسيما فيما يتعلق بتأخر جواب التأمين من الجهات الامنية, والذي كاد يدفع بالفريق الي حافة الخطر لدرجة ليس فقط اعتباره منسحبا بل وايقافه لمدة ثلاث سنوات من المشاركات الافريقية.
في نفس الوقت حاول الجهاز الفني بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه التغلب علي هوجة الاصابات التي طاردت عددا من العناصر الاساسية في الفريق وفي مقدمتهم وائل جمعة وعبد الله السعيد وطرفا الدفاع سيد معوض واحمد فتحي, الذي كانت اصابته ضربة شديدة باعتباره احد مفاتيح اللعب ورمانة الميزان في الجانب الايمن, ومن المرجح ان يلعب محمد بركات بدلا منه بعد الاطمئنان عليه.. في حين سيبدأ احمد شديد قناوي المباراة بديلا لمعوض.
وبينما الظروف كانت تدير ظهرها لابناء الزي الاحمر في الايام الاخيرة.. فانها ابتسمت له ولو نسبيا من خلال اطمئنان الجهاز علي عودة المهاجم عماد متعب وايضا جدو وهما يمثلان قوة كبيرة لهز شباك المنافس.. بالاضافة الي استعادة بركات ووليد سليمان كامل لياقتهما البدنية والفنية في التدريب الاخير.
ويري المدرب العام للاهلي بيدرو أن الفريق لديه فرصة كبيرة للتأهل وتخطي عقبة البن.. خاصة ان اللاعبين في حالة تركيز عالية وليس لديهم هدف حاليا سوي الحصول علي لقب دوري الابطال لاسعاد جماهيرهم ورسم الابتسامة علي وجهها بعد المأساة التي شهدها استاد بورسعيد.
ويضيف بيدرو ان قائمة الفريق لن تتأثر بحجم الغيابات الموجودة نظرا لوجود البديل الكفء في مختلف المراكز.. وان كان لا ينكر ان غياب الجمهور سيؤثر سلبيا علي الفريق لانه عامل رئيسي واساسي في تحقيق الانتصارات, خاصة ان نتيجة لقاء الذهاب ليست مطمئنة كما يتوهم البعض لان المنافس لديه فرصتان للتأهل بينما هناك فرصة واحدة للاهلي فقط.
واذا كانت المباراة داخل المستطيل الاخضر ساخنة وسط اجواء هادئة.. فان الموقف خارجه سيكون حافلا بالترقب والتحفز تجاه ما ستقوم به جماهير الاهلي وبالتحديد ما يسمي بالالتراس.. فهذه المباراة هي الاولي منذ احداث بورسعيد والجهات الامنية حذرت من اي تجاوز لانه سيؤدي الي نتيجة واحدة فقط وهي الالغاء.. وهو ما جعل سيد عبد الحفيظ مدير الكرة يشدد علي التزام الجمهور وعدم القيام باي شيء ربما يسفر عن عواقب وخيمة حتي يصل اللقاء الي بر الامان.
اما فريق البن فانه رفض منذ انتهاء اللقاء الاول علي ملعبه بالتعادل السلبي التسليم بمؤشرات خروجه من البطولة.. وأكد مديره الفني ويبيتو اباتي انه ذاكر جيدا سيناريو98 وركز مع لاعبيه علي ان المهمة لم تنته خاصة في ظل الظروف التي يمر بها الاهلي بعدم مشاركة لاعبيه في اي نشاط رسمي منذ فترة تزيد عن الشهرين.. وراهن خلال التدريبات الاخيرة علي الناحية المعنوية للاعبيه خاصة أن مباراة الليلة ربما تعتبر الفرصة الاخيرة لجهازه الفني نظرا لتردي نتائج ناديه في الدوري المحلي, وتراجعه الي المركز السادس في القائمة. وعبر المدرب الاثيوبي عن احترامه لتاريخ وعراقة الاهلي ولكنه في نفس الوقت اشار الي ان فريقه قادر علي تجاوز عقبته, خاصة ان الضغوط العصبية ستتزايد علي بطل مصر