الراجل اللى ورا عمر سليمان - بقلم : فراج إسماعيل

تذكرت أمس "الراجل اللى واقف وراء عمر سليمان" أثناء إلقاء الأخير خطبة تنحى مبارك، مع تزايد الحديث عن اقتراب ترشيح نفسه رسميًا لمنصبرئيس الجمهورية.

فى البدء أشير إلى معلومات تؤكد أن سليمان يعانى حاليا وعكة صحية ويرقد فى مستشفى النيل بدراوي.. شفاه الله.

لا نعلم هل سيستجيب لحملة أنصاره التى تدعوه للترشح أم سيواصل استراحة المحارب متفرغًا لأحفاده من بناته الثلاث، كما ذكر أحد المقربين منه قبل فترة.. طبعا تعطيه الديمقراطية حق الترشح فهو مواطن يتمتع بكل الحقوق السياسية، وإذا كان معارضوه يرون أنه لا يستحق، فليتركوا للصناديق الكلمة الفصل.


لماذا تذكرت "الراجل اللى واقف ورا عمر سليمان"، والذى خطف الأضواء بعد نحو 50 ثانية هى طول خطبة التنحي؟.. حظ العميد أركان حرب حسين الشريف – وهذا اسمه الحقيقى – لم يكن جيدا على الإطلاق، فقد قضى 13 يومًا فقط مديرًا لمكتب نائب رئيس الجمهورية، وأقل من 24 ساعة مديرا لمكتب رئيس الجمهورية المفوض.


يوم 29 يناير أصدر الرئيس المخلوع قرارا بتعيين عمر سليمان فى منصب "النائب" الشاغر منذ عام 1981، وفى 10 فبراير فوضه سلطات رئيس الجمهورية.. وهكذا كان عهد العميد الشريف قائد المجموعة 64 قوات خاصة، قصيرا مع المسئوليات الجسام لرئيسه.. ثم قادته الصدفة إلى الممر الضيق فى القيادة العامة لحظة إلقاء سليمان خطاب التنحى ليظهر وراءه بوجه عابس فنال شهرة طاغية استمرت عدة أيام، لا أظن أنها أسعدته.


فى 5 فبراير كان من الممكن أن يختفى اللواء سليمان من الحياة تمامًا عندما كان خارجًا من اجتماع فى فندق تابع للقوات المسلحة فى شارع الخليفة المأمون بالقرب من مقر الحرس الجمهورى، لكنه غير سيارته فى آخر لحظة دون أن ينتقل معه سائقه الأصلى الذى لقى مصرعه مع حارسين، وقد قيل إن العميد الشريف وبعض أفراد مجموعته الخاصة يعزى لهم الفضل فى إنقاذ سليمان من محاولة الاغتيال التى لا يعرف أحد من يقف وراءها، وتردد لبعض الوقت أنها من تدبير جمال مباركوصفوت الشريف.


هل سيعاود "الراجل اللى واقف ورا عمر سليمان" ظهوره مرة أخرى. ربما. لكن لا يجب أن ينزعج أحد إذا ترشح سليمان "رئيس اليوم الواحد".. بل سيعطى مذاقا أروع للمنافسة ويمنحها أسماء قوية، ويجعل من الصعب توقع الفائز بالمنصب الرفيع.


لا شك أن هناك مؤيدين كثيرين لسليمان، ومعارضين أكثر. ودخوله بورصة الترشيحات ليس جديدا، فقد انطلقت حملة شعبية تبنت ذلك فى سبتمبر 2010 سارع هو إلى التبرؤ منها خشية إغضاب جمال مبارك ووالدته.


عليه إذا أراد أن يخفف من المعارضين أن يقوم بحملة غسيل سمعة لأنه بقى ظلال مبارك وحارسه الأمين من يناير 1993 عندما عينه رئيسا لجهاز المخابرات العامة، إلى 11 فبراير بنهاية الأربع والعشرين ساعة التى قضاها رئيسا مفوضا للجمهورية.


بدون ذلك يتحتم عليه أن يدفع الثمن بخسارة قاسية فى الانتخابات الرئاسية إذا قرر خوضها.. ولن يكون من يقف وراء حملة ترشيحه اليوم أسعد حظا من "الراجل" اللى وقف وراءه فى خطبة التنحى!
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::