أكد رئيس مجلس الشعب المصري سعد الكتاتني أن جماعة الاخوان المسلمين تنظيم ضارب الجذور في التاريخ والمجتمع المصري، ولم تنزل في الانتخابات التي أعقبت الثورة المصرية بـ «البراشوت»، حيث انسحبت مقاعد البرلمان، نافيا وجود أي تنسيق تنظيمي بين تنظيمي «الاخوان» في مصر ودولة الكويت.
واشاد الكتاتني في حديث لـ «الراي» باستخدام الادوات البرلمانية في الكويت، التي وصفها الأشهر والاكبر بين البرلمانات العربية، مؤكدا أن «الاخوان» ليسوا مع إقصاء المرشحين المقربين من النظام السابق في الانتخابات الرئاسية، قائلا «ليترشحوا وليقل الشعب كلمته».
واذ اعتذر عن عدم الاجابة عن امكانية دعم المرشح المحتمل محمد البرادعي للرئاسة، أشار إلى وقوف الاخوان على مسافة متساوية من جميع المرشحين، ومفسرا عدم خوض السباق الرئاسي باعتبار ان مصر قد لا تحتمل رئيسا من «الإخوان» في المرحلة الحالية نظرا لظروف إقليمية ودولية، حسب تعبيره.
وأعلن الكتاتني أن المحاكمة التي تجري لمبارك الآن جنائية وليست سياسية «وسنحترم احكام القضاء أيا كانت»، مبديا سعادته لما أفرزته الانتخابات، بقوله «في البرلمانات السابقة كان ثمة رأي واحد واقصاء للآخر والآن نستمع الى 24 حزبا وهذا أمر نسعد به».
وبشأن التعددية الطائفية في مصر، أعرب الكتاتني عن قناعته بأن لا حرج في ان يكون نص «ولغير المسلمين الاحتكام الى شرائعهم» موجودا في الدستور.

وحذر المسؤول المصري إسرائيل من إعادة صياغة العلاقة معها، إذا استمر الكيان الصهيوني على صلفه وغروره، مؤكدا في الوقت ذاته «نحن في مصر لسنا هواة حروب».
وفي ما يلي نص المقابلة:
- هذا غير صحيح، فالاخوان المسلمون كانوا موجودين في الثورة منذ اليوم الاول، قادة وشبابا، فالقادة وخاصة نواب مجلس الشعب كانوا عند دار القضاء العالي منذ اللحظات الاولى للثورة، والشباب كانوا في التظاهرات التي تحركت نحو الميدان، ولكن كان هناك اتفاق الا تظهر الهوية حتى لا يجهض النظام الثورة في بدايتها، حيث كانت الثورة بلا هوية محددة، شعبية وسلمية، وتفاعل فيها الجميع وظهر فيها الجميع، ولم يعلن فيها أحد عن هويته، وهذا كان سر نجاح هذه الثورة. اذ تفاعل فيها جميع ابناء الشعب المصري.
• بعد هذه الثورة كان هناك تفاعل معكم كـ «اخوان»، واكتسحتم الانتخابات. فهل هذا الاكتساح كان قناعة شعبية بهذا الفكر والتوجه، أم ان الامر كان ردة فعل لاعطاء الفرصة لحزب كان محظورا خلال فترة النظام السابق؟
- لا أحبذ لفظ اكتساح، ولكننا حزنا على ثقة الشعب المصري، «الاخوان المسلمين» ومن بعدها حزب الحرية والعدالة اخذ زخم هذه الجماعة وتفاعلها مع الشعب، وتقديمها لبرنامج، فتاريخ الاخوان المسلمين وتضحياتهم وما طرحوه من أطروحات أخذوا من خلالها ثقة الشعب، فلم ننزل على الانتخابات بـ «البراشوت» كما يقولون، ولكن كان نتيجة التفاعل المجتمعي والسياسي وتقديم خدمات والتقاء بالناس، وتجربة عميقة، سواء في برلمانات سابقة رشحنا فيها، أو في العمل في النقابات المهنية أو في الاتحادات الطلابية، حيث كان لنا دور حاضر وفاعل في المجتمع، رغم الحظر الذي كان يفرضه النظام علينا، قدمنا تضحيات، وكان هذا الاستحقاق من الشعب الذي أيد الاخوان المسلمين حتى في ظل الحظر، وفي ظل التعنت، وحينما انفرجت الامور كان بالتأكيد التأييد أكبر.
- لا يوجد في مصر مشكلة في ان الدستور ينص في مادته الثانية على ان مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وهناك حوار مجتمعي حول إضافة فقرة أخرى «ولغير المسلمين الاحتكام الى شرائعهم» وهذا نص ينسجم مع بعضه، ولا نجد حرجا أصلا في ان يكون هذا النص موجوداً، ولا أقول هذا كإخوان مسلمين، لكن المجتمع المصري كله يكاد يكون متوافقا منذ العام 1923 على هذا الأمر، حتى الأخوة الاقباط اعلنوا أنهم لا يجدون حرجا في اضافة هذا النص، فمبادئ الشريعة الإسلامية حاكمة في الدستور، ويكاد يكون عليها توافق، أما قضية الاقصاء فكان إقصاء سياسيا، وليس بسبب الهوية، حيث لم يكن الاقصاء إسلاميا، حيث كان هناك نظام متسلط مستبد، يقصي كل الآخر، فكما أقصي الإسلاميون أقصي التيار اليساري، فهو (النظام) أقصى الجميع، وظل يقصي الأخر جميعا، ويلعب على وتر الفتنة الطائفية، بين المسلمين والمسيحيين بقضايا مفتعلة، ليست من نسيج الوطن المصري بمسلميه ومسيحييه، فالمسلمون والاقباط في مصر يعيشون نسيجا واحدا، حيث تضمهم الارض المصرية ويجمعهم الهدف المشترك، فلا توجد مشكلة حيث كان الاقصاء سياسيا ولم يكن طائفيا أو دينيا.
- بالتأكيد، حيث ألاحظ الآن ان الشعب المصري عندما اختار في البرلمان اختاره بتعددية حقيقية، حيث لأول مرة في البرلمان المصري منذ انشائه، ان يكون هذا العدد من الاحزاب، حيث لدينا الآن 24 حزبا في البرلمان متنوعة الرؤى والافكار، حيث الإسلامي موجود، والقومي موجود، والليبرالي واليساري، يتفاعلون جميعا، والكل يعطي... وأن اختلفوا في الرؤى لكنهم يتفقون في حب مصر، والعطاء من أجلها، وأنا سعيد بهذه التجربة، وهذا التفاعل وهذه الحيوية، لانه لو لم يكن هناك الرأي والرأي الآخر لما نضجت الفكرة، حيث في البرلمانات السابقة كنا نستمع الى رأي واحد واقصاء للآخر، لكن الآن نستمع الى كل الرؤى والتعددية الموجودة تعكس تعددية حقيقة، وهذا أمر جيد نسعد به.
• الرئيس المخلوع اليوم أمام محاكمة، هل هي قانونية أم سياسية، وهل هناك حكم ينتظره الشعب، وفي حال لم يحكم عليه بالاعدام، هل سيكون هناك ملاحظات على القضاء، وهل ستتقبلون الحكم في حال براءة الرئيس مثلا؟
- عهدنا بالشعب المصري العظيم، أنه يحترم أحكام القضاء، فالقضاء المصري شامخ، له تجربة عريقة، فالمحاكمة قضائية قانونية وليست سياسية. وتعود الشعب المصري على أنه اذا أحيلت قضية الى القضاء فهو يحترم احكام القضاء أيا كانت، وينتظرها ويتقبلها، لكن ليس عندنا محاكمات سياسية وان كان هناك مطالبات بان تكون هناك محاكمات سياسية للنظام السابق، لكن المحاكمة التي تجري الآن هي جنائية وسنحترم احكام القضاء أيا كانت.
• الرئاسة هي الشغل الشاغل الآن في مصر، لكن «الاخوان» ليس لديهم اسم واضح أو مرشح للرئاسة. فلماذا هذا العزوف عن المشاركة في انتخابات الرئاسة؟
- ليس عزوفا ولكن تقديرا للمصلحة الوطنية، فالثورة وتحديدا يوم 10 فبراير وقبل تنحي مبارك بيوم واحد، اجتمع مجلس شورى الاخوان المسلمين، وكان هذا يوم الخميس 10 فبراير تحديدا، واتخذ قرارات هامة، لانه كان واضحا من كل المؤشرات ان هذه الثورة ستنجح، وما هي الا ايام واسابيع ويحسم الأمر، فجماعة كبيرة ومنتشرة مثل جماعة الاخوان المسلمين لابد ان تتحمل مسؤولية ادارة الشأن في هذه المرحلة الحساسة، وعليه أخذت جماعة المسلمين قرارات، منها الا يكون هناك مرشح من الاخوان المسلمين للرئاسة، والا نشارك في أي حكومة انتقالية، وان نسعى ليكون تحمل المسؤولية أمراً وحملاً مشتركاً تتحمله جميع القوى الوطنية، وأن نشارك مع غيرنا والا ننفرد بأي قرار في ادارة هذه المرحلة نظرا لحساسيتها، فكانت هذه الرسائل رسائل هامة ومطمئنة، وان نسعى أيضا لتأسيس حزب ليشارك في اعباء المرحلة الانتقالية وقد كان. والاخوان المسلمون ملتزمون بهذه القرارات منذ هذا التاريخ، بان لا يكون هناك مرشح من بينهم، فربما لا تحتمل مصر في هذه الحالة ان يكون على رأسها مرشح من الاخوان المسلمين، نظرا لاعتبارات اقليمية ودولية، فكان تقدير المصلحة العامة للوطن أهم لدينا.
• هل تدعمون مرشحا معينا حيث هناك بعض المرشحين قريبون من «الاخوان»، على سبيل المثال الدكتور سليم العوا والدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح؟
- نحن الى الآن نقف على مسافة متساوية من الجميع، وسنعلن عن المرشح الذي سندعمه بعد غلق باب الترشيح، وانتهاء فترة الطعون، وحين يتميز من سيقودون السباق حتى نهايته سنعلن من سنؤيد بشفافية.
• لكن هل يمكن ان تعلن ذلك من خلال تلفزيون «الراي»، فهل هناك احد أقرب لكم، وهل هناك توجه معين أو مرشح معين ترون فيه مواصفات المرشح الذي يمثل «الاخوان»؟
- حتى الآن أقول لك بصدق اننا نقف على مسافة متساوية من الجميع. وسنعلن عنه في الوقت المناسب.
• لكن لو كان البرادعي مرشحا هل كنتم ستدعمونه؟
- اعتذر عن عدم الاجابة عن هذا السؤال؟
• لماذا رفضت الاغلبية من التيارات الإسلامية الطلب الذي تقدم به 32 نائبا باحالة النائب مصطفى بكري الى هيئة المجلس في واقعة الهجوم على البرادعي، حيث يعرف ان علاقتكم طيبة مع الدكتور البرادعي فلماذا لم تقبلوا بهذا الطلب؟
- هذا السؤال كان ينبغي ان يوجه الى الاغلبية وليس لرئيس المجلس، فأنا أدير وليس لي رأي، ولكن حينما اطلعت المجلس على التسجيل الصوتي للنائب الاستاذ مصطفى بكري، اتضح للاغلبية انه لم ينعت الدكتور البرادعي بالعمالة أو الخيانة، وانما قال انه يدعم الخونة والعمالة، وهناك فارق بين ان ينعت هو شخصيا وان يدعمهم.
• هل كان هذا مبرراً؟
- احترم رأي الاغلبية، فأنا حينما أدير المجلس احترم رأي الاغلبية ولا أسألها عن اسبابها، فهذا ليس دوري، وهذا رأي الاغلبية، حيث في الديموقراطيات العريقة الرأي للجميع والقرار للاغلبية.
• ما تعليقك على خوض عدد من الاسماء التي كانت قريبة من النظام السابق لسباق الانتخابات الرئاسية؟
- هذا حقهم ومن حق كل مواطن مصري، واثناء الانتخابات البرلمانية كانت هناك احزاب تنتمي للنظام السابق، ولم يعطهم الشعب ثقته ولم ينجح منهم الا افراد قليلون يعدون على اصابع اليد الواحدة أو اليدين، وغير مؤثرين، فالشعب المصري الآن لديه وعي، ويعرف كيف يختار ولكن لسنا مع الاقصاء، فاذا كان المواطن لا توجد لديه أي موانع تمنعه من الترشح، واقصد موانع قانونية ودستورية، فليترشح وليقل الشعب كلمته.
• بعد هذه الصيحة وبعدما حدث من حديث حول قضية التمويل الاجنبي فهل توقعت ان يتم الافراج عنهم؟
- هي قضية سياسية بامتياز سيّست وتورط فيها نفر قليل من القضاة، وتحولت الى قضية رأي عام، فهي من بدايتها عليها علامة استفهام، حتى قضاة التحقيق في سابقة غير مسبوقة، اعلنوا في مؤتمر صحافي هذه الاتهامات، وهذا لم يعتد عليه القضاء المصري اثناء التحقيقات، بان يكون هناك مؤتمر صحافي، حيث صارت القضية الى ان وجدنا تنحي القضاة، وبسرعة سريعة جدا جاءت طائرة حتى قبل قرار الافراج، فهذا وضع كثيراً من علامات الاستفهام؟ لماذا؟ ومن السبب؟ فظل هذا الامر سرا، فكان من واجبنا في مجلس الشعب ان نطلب الحكومة واعلنا ان يوم الاحد المقبل سنعقد جلسة خاصة لمجلس الشعب لهذا الامر، وسترأسه الحكومة والوزراء المعنيون بذلك، ومن حق الرأي العام ان يعرف لتحديد المسؤولية السياسية. وهذا دور مجلس الشعب، لاننا نطالب ان يخرج مسؤول من القضاء (ليعلن) ما هي الضغوط التي مورست أو من المجلس الاعلى للقوات المسلحة. ما هو المقابل وما هو الثمن للافراج عن هؤلاء حتى يطمئن الشعب المصري على مسار هذه القضية، فمجلس الشعب لن يتنازل أو يتخلف عن القيام بدوره ومحاسبة أي مسؤول تورط مهما كان شأنه، أما عن الاخوان، فلا دور لهم، فالاخوان ليسوا في الحكومة وليسوا في المجلس الاعلى للقوات المسلحة.
• ماذا عن الشكر من قبل الولايات المتحدة الاميركية؟
- الشكر الاميركي ان ثبتت صحته، لا أعرف ولكن سمعت من الاعلام وان ثبت فسيكون من باب كما يحلو دائما للاميركان اشعال الفتنة بين الشعب وخلط الاوراق مع بعضها، و«الاخوان» ليست لديهم القوة التي تستطيع في هذه اللحظة ان تؤثر على قضاء أو مجلس أعلى.
• لكن هناك صفقة فعلا رتبت مع المجلس العسكري. وهل لديك معلومات في هذا الشأن؟
- ليس لدي معلومات ولكن على المجلس العسكري ان يتحدث وان يوضح للرأي العام حقيقة الامور.
• لكن التمويل الاجنبي واقع موجود في مصر، وهل هناك من يحاول التفرقة بين ابناء الشعب المصري ام الامر حكاية من نسج الخيال؟
- التمويل الاجنبي واقع وموجود ونستشعره، ومظاهره عديدة، وقد لا نرى من يدفع ومن يستقبل، لكن نرى اموالا تتدفق وحالات ثراء وانفاق على من يقومون بزعزعة الامن في البلاد، حيث نرى ذلك بأعيننا. وعلى الجهات المعنية في مصر والتي دائما ما تقول ان هناك طرفا ثالثاً يدفع في اتجاه الفوضى ان تعلن هذه الاطراف وهذا التمويل، ومن الذي دفع وقبض حتى يستريح الرأي العام.
• على ذكر التدخلات الخارجية فهناك من يعتبر نصيحة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تدخلا في الشؤون الداخلية المصرية، كيف ترى هذه النصيحة، وهل تعتبر التجربة التركية ملهمة؟
- كل دولة لها ظروفها، والتجربة التركية ناجحة في تركيا، ولكن ليس بالضرورة استنساخها في مصر، ولكن نحن نستفيد من تجارب الآخرين، ولكن لا اعتبر كلام السيد رجب طيب أردوغان تدخلا ولكن اعتبره نصيحة، والنصيحة تأخذ بها أو لا تأخذ في ظل ظروفك المحلية والداخلية.
• كيف تنظرون الى معاهدة السلام مع اسرائيل وما هو مستقبل العلاقة مع الكيان الصهيوني في ظل استمرار تصدير الغاز وفي ظل التمثيل الديبلوماسي والتبادل التجاري؟
- مصر دولة كبيرة وعريقة وتحترم معاهداتها الدولية. ولكن الآن وبعد ثورات الربيع العربي واعادة منظومة العلاقات بناء على رغبات الشعوب وليس على رغبات الحكام، فلابد ان يعلم الجميع ان الفترة القادمة لابد ان تعاد فيها (بناء تلك العلاقات) فإذا أراد الجميع ان يعيش في سلام، فلابد من معالجة اصل المشكلة، فأصل المشكلة هي القضية الفلسطينية، فان لم تحل حلا عادلا فسيظل هذا الجرح موجودا ينزف دائما لان الشعوب متضامنة مع الشعب الفلسطيني ومع حقه في تقرير مصيره. ولكن حسابات الحكام قد تختلف عن ذلك في العهد الماضي، ولكن أتصور ان الحكومات الجديدة التي تنبثق عن الثورات العربية ستراعي ذلك جيدا ولا بد من اعادة المنظومة كلها لصالح المنطقة.
• هل تعتقد استمرار هذه العلاقات مع الكيان الصهيوني؟ وما هي نظرتك شخصيا للعلاقة مع الكيان الصهيوني؟
- أتصور ان مستقبل هذه العلاقة سيعتمد على ماذا سيفعل الكيان الصهيوني، فاذا استمر على صلفه وغروره وتعنته فبالتأكيد يمكن ان تعاد العلاقة بشكل آخر، ونحن في مصر لسنا هواة حروب أو الدخول في مشاكل، فنحن نريد ان نعيش في سلام مع جميع دول الجوار بلا استثناء، شريطة السيادة وعدم الاعتداء واعطاء كل ذي حق حقه.
• هل تعتبرون إيران صديقة حليفة عدوه كيف تنظرون الى الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة هذه الايام؟
- إيران ليست دولة عدوة، فهي دولة في المنطقة، فإيران القوية التي تحدث التوازن في المنطقة، فهذا امر لا اعتراض لنا عليه، بل دعمنا إيران في حقها ان يكون لها مفاعل نووي، لتستخدمه في الاغراض السلمية، لكن شخصيا ضد إيران التوسعية، وما اقصد بالتوسعية، التوسع المذهبي والطائفي، فلابد ان تحترم خصوصيات الدول المحيطة بها، فاذا كنا نحترم إيران القوية لكن اختلف مع إيران التوسعية.
• ماذا تقصد؟ التوسع المذهبي والطائفي في مصر مثلا ام في المنطقة؟
- في مصر لا يمكن، فالتوسع المذهبي يقسم الدول الى طوائف ومذاهب متناحرة، لكن الشعب المصري متوازن. كل الشعب سني، في التوسع الشيعي المذهبي، لا أتصور انه سيجد ارضا خصبة في مصر.
• هل تعتقد ان البرلمانات العربية قادرة على حل الأمور في سورية. وكيف ترى نهاية الوضع في سورية؟
- إرادة الشعوب لابد ان تنتصر في النهاية وان طال الوقت، فنحن نتألم لما يحدث ونحزن لما يحدث من قتل يومي لاخواننا في سورية وصلف وتجبر لهذا النظام، الذي يستخدم آلته العسكرية ضد المدنيين العزل بلا هوادة ويقتل منهم يوميا العشرات، فهذا اجرام بكل معاني الكلمة، فنحن في مجلس الشعب المصري النواب يعبرون ويعكسون الرغبة الحقيقية للشعب المصري واستجابة لرأي الشعب المصري ولضغطه على نوابه، اتخذ البرلمان المصري قرارا تاريخيا بتجميد جميع العلاقات مع مجلس الشعب السوري، احتجاجا على ما يفعله النظام مع هذا الشعب، وطالبنا في مجلس الشعب بسحب السفير المصري، واستجابت الحكومة لذلك. ومازلنا نعرض مشروعا وحلولا، ولكن أهمها الوقف الفوري لقتل المدنيين ومن طرف واحد وبلا مقابل وهذا أهم شيء، والدول الداعمة لهذا النظام لابد من اجراء حوار سريع معه، وان تقوم المنظمات الدولية بدورها المهم ومنها الاتحاد البرلماني العربي، والذي آمل ان يخرج في هذا الاجتماع بتوصيات مهمة.
• نتائج انتخابات الأمة الكويتي كيف قرأتها؟
- تعودنا من الكويت انتخابات نزيهة وبرلمان الكويت عريق في الممارسة الديموقراطية، واستخدام الادوات البرلمانية لعله يكون الاشهر والاكبر من بين البرلمانات العربية، فطالما جرت الانتخابات بنزاهة وحيادية فلابد ان نحترم ارادة الشعوب ايا كانت الارادة، تأتي بالإسلاميين إلى البرلمان أو بغيرهم واحيي الشعب الكويتي على اختياراته، ليس لانه اختار الإسلاميين، ولكن لانه ادار معركة انتخابية شهد العالم بنزاهتها ودقتها. ولابد ان نتعود على اختيارات الشعوب وهذه هي الديموقراطية التي نرتضيها ونتطلع اليها.
• أحد نواب مجلس الأمة الكويتي قال «ما نشهده اليوم في الكويت ما هو إلا ربيع عربي وربيع للإخوان المسلمين في الكويت»، ما تعليقكم؟
- هذا النائب هو مسؤول عما يقول، ولكن واضح لمن يحلل الثورات العربية التي حدثت، يجد ان الشعوب انحازت للتوجه الإسلامي، ربما جاء انحياز الشعوب للإخوان المسلمين كون هذا التيار كان يعمل بشكل مقرب من فئات الشعب، في الوقت الذي كانت فيه الأنظمة التي سقطت في مصر وتونس وليبيا تعمل بشكل منفصل عن مجتمعاتها، لذلك رأينا كيف انحازت تلك الشعوب وحصل الإخوان على ثقتهم، ولكن ربما لا ينطبق هذا الوضع على الكويت.
• هل تعتقد ان ما حدث في الثورات العربية لم يلق بظلاله على الانتخابات في الكويت؟
- بالتأكيد هناك حراك في المنطقة كلها، ولكن لا أقول ان هذا كان سببا مباشرا، فالشعب الكويتي يعرف جيدا من يختار ويمتلك الوعي الكافي، ولا تعليق على اختياراته.
• هل هناك علاقة وتنسيق تجمع إخوان بمصر بإخوان الكويت؟
- لا يوجد تنسيق على المستوى التنظيمي، فجماعة الإخوان المسلمين، وهي منتشرة في أقطار عدة تجمعهم الفكرة والوسطية والمحافظة على الإسلام الوسطي، لكن لا تتدخل قيادة الإخوان (المرشد العام ومكتب الإرشاد) في الشأن الداخلي لأي دولة، فكل دولة يعمل فيها الإخوان يحترمون الأسس والقوانين التي تنظم العلاقة بين النظام العام وبينهم، فـ «الإخوان المسلمين» يختلفون من دولة إلى أخرى في علاقتهم بأنظمتهم، ويتعايشون مع هذه الأنظمة دون أي تدخل خارجي، ولكن التنسيق يكون دائما على مستوى الفكرة ونشر الوسطية.
• ما طبيعة العلاقة التي تنظم آلية عمل جماعة الإخوان المسلمين المنتشرة في أقطار الوطن العربي؟
- العلاقة التي تجمعهم هي تثبيت مبادئ «الإخوان» والعمل على نشرها دون أي تدخل في التنظيم القطري، لأن كل دولة أدرى بشؤونها، حتى التنظيم القطري في كل دولة له لائحته التي يختار من خلالها أعضائه وقيادته، والتي لا يتدخل فيها أحد، لكن الشيء الذي يجمعنا هو الفكرة والمبادئ العامة.
النائب السلفي يستحق الفصل
• وقعت في البرلمان المصري مشاهد يراها البعض طريفة، كان آخرها فصل النائب أنور البلكيمي المنتمي لحزب النور لاختلاقه قصة مغايرة للحقيقة (الاعتداء عليه)، جعلت البعض يشكك في الوضع الأمني، كيف تعلق على خبر فصله؟
- بالتأكيد أخطأ هذا النائب خطأ كبيرا لسببين، الأول، ان القصة التي سردها مجافية للحقيقة، وما كان ينبغي له يقول مثل هذا الشيء، خصوصا وأنه ممثل للشعب، الثاني، ان القصة التي رواها جعلت البعض يشكك في الوضع الأمني، وهذا الأمر جعلني قبل اكتشاف الحقيقة أطلب عقد جلسة طارئة للجنة الدفاع والأمن القومي لسؤال الداخلية عن طبيعة الاعتداء الذي وقع للنائب، أما فيما يتعلق بموضوع فصله، هذا شأن حزبي، ولكن إذا اتخذ حزب النور قرار بفصل هذا النائب أتصور من وجهة نظري انه قرار صحيح.
النائب المؤذن مُحترم
وتفهم ردة فعلي
• حادثة رفع الأذان داخل قاعة البرلمان، الكل شاهد ردة فعلك، ولكن هل سبب لك هذا الموقف (ردة الفعل) إحراجا مع النواب الإسلاميين؟
- لم يسبب لي إحراجا، أنا قمت بدوري كرئيس لمجلس الشعب، لا بد لي ولجميع النواب احترام نظام الجلسة، مجلس الشعب به مسجد لا يبعد عن قاعة المجلس 20 مترا، وأنا قلت في ردة فعلي للنائب «إذا كنت تريد ان تؤذن اذهب للمسجد، هذه القاعة خصصت لمناقشة شؤون المجلس والمسجد خصص للصلاة، وعلينا ان نحترم الخصوصيات، والفقه الإسلامي فيه متسع للجميع»، قلت هذا الكلام لأنه يوجد لدينا قناة صوت الشعب التي تبث أحداث جلسات المجلس مباشرة، فكثير من النواب يريدون ان يتحدثوا حتى يشاهد ناخبوهم حديثهم، ولكن لا يمنع ان أقول ان هذا النائب الذي قام برفع الأذان نائب محترم، وتفهم الوضع

اغتنم الفرصة واضمن راتبك الشهري مدى الحياة قبل فوات الاوان)
وعلى فكرة بجد والله مش هزار
http://eissa.ucoz.com/index/0-5