لم أستخلص من مقال طويل عريض كتبه علاء الأسوانى يوم 22 فبراير الجارى فى موقع "هفنجتون بوست" الأمريكى بعنوان "هل هم متدينون فعلا" سوى السخرية من الملتزمين بأداء الفروض وعلى رأسها الصلاة وصوم رمضان.
المقال قائم على السخرية من حرص المسلمين المصريين على التزاماتهم الدينية، وفى سبيل ذلك لجأ إلى فبركة وقائع لو كتبها فى صحيفة مصرية لاستهزأ به القراء وكفوه ما يستحقه.
بدأ المقال بحكاية صديقه الذى كان عائدًا من الساحل الشمالى بأمه التى تربو على السبعين خريفًا، وفى الطريق الصحراوى فاجأتها مضاعفات مرض السكر، وبعد بحث مضنٍ عن صيدلية، وجدها أخيرًا. لكن الصيدلى الملتحى رفض إعطاءها حقنة الأنسولين لأنها أنثى والشريعة لا تجيز له ذلك، طالبًا منه أن يبحث عن صيدلانية (أنثى) دون أن يستجيب لتوسلاته أو يسمع قوله بأنها طاعنة فى السن وليس فيها أى مثيرات جنسية!
الكلمة الأخيرة حرص على التشديد عليها، بما لها من مدلول يريد توصيله للقارئ الأجنبى بأن الملتزم المسلم بدينه يفكر دائماً فى النصف الأسفل عندما يحلل ويحرم ويتعبد.
ويدخل من تلك القصة إلى تقرير نسبه للمصرى اليوم بأن الأطباء والممرضين يتركون أقسام الطوارئ والعناية المركزة فى شهر رمضان أكثر من ساعتين لتناول إفطار المغرب وأداء صلاة التراويح تاركين مرضى الحالات الحرجة عرضة للموت!
القصتان لم يسمع بهما أحد عندنا، لكن الأجنبى غير المسلم قد ينخدع بمزاعم الأسوانى عن الحياة المصرية الإسلامية الحاضرة والمستقبلية فى ظل حكم الإسلاميين.
استهدافه للفروض والعبادة يصل ذروته بالحديث عن المساجد الكثيرة التى تزدحم بالمصلين خصوصا فى صلاة الجمعة، ولا تكفيهم فيؤدون الصلاة فى الشوارع المجاورة.
يقول علاء الأسوانى إن الالتزام بالصلاة لم يغير شيئا من سلوك المسلمين المصريين فى حياتهم اليومية، فهناك انفصال كامل بين المظهر والجوهر. بين الفروض الدينية والسلوك الحياتى.
لم يمرر المناسبة دون إلصاق كل النقائص بالسلفيين المصريين والإخوان، فالسلفيون فى رأيه لم يؤمنوا يومًا بالديمقراطية وأصدروا الفتاوى أثناء حكم المخلوع ثم خلال الثورة، يحرمون فيها الخروج عن الحاكم، ومع ذلك بمجرد سقوطه أسسوا أحزابًا وآمنوا بالانتخابات القائمة على الديمقراطية.
ولا ينسى الحديث عن مجتمعات الخليج قائلا إنها تمنع الخمور وتطبق الشريعة الإسلامية، ومع ذلك بها أكبر نسبة فى العالم من الانتهاكات الجنسية.
علاء الأسوانى روائى هش، جعلته رواية عمارة اللواط، هدفًا للإعلام الغربى، فلم يكذب خبرًا وراح يؤلف قصصًا من نسيج خياله عن أزمة المسلمين الملتزمين فى مصر.
لا أفهم كيف يمكن أن يكون الأسوانى ثائرًا أو إصلاحيًا.. وأى مقومات تجعله يثور على الظلم والطغيان لمجرد أنه يدافع عن الملذات الشاذة فى عمارة يعقوبيان؟!
الأسوانى هو الذى ينظر إلى النصف الأسفل فى كل كتاباته وأعماله الروائية القليلة.. ولولا هذا الاهتمام الذى جعل أعماله غير النظيفة هدفًا للمراهقين ما عرفه أحد، فلا هو كاتب جيد ولا طبيب أسنان ماهر.. والحمد لله أنه طبيب أسنان ولم يتخصص فى أمراض النساء أو الذكورة!
ربنا يهديه
الله يخده هو وخالد يوسف ووحيد حامد وغادة عبد الرازق وعادل امام وماشابهم من المفسدين فى ارض مصر الاسلامية المسلمة العربية ويخلصنا الله تعالى من شيخ الازهر الذى قال " لا مساس بحرية الفن والابداع " ياحبيبى هالله هالله شفتى الازهر يازينب ...