هي الدكتورة نوال السعداوى صاحبة آراء ووجهات نظر خاصة جدا تنفرد بها عن كافة أصحاب الرأى .. مؤخرا وصفت الانتخابات بالتزوير وقالت أن الثورة لم تفعل أى شىء كما هاجمت السلفيين والتيارات الدينية .. ما رأيك فى موقف الناشطة علياء المهدى التى قامت بتعرية جسدها تحت شعار حرية الجسد وما تعليقك على من يقول أن ما قامت به جزء من تطور الحركة النسائية فى المجتمع حسبما ردد البعض؟
من قال هذا الكلام .. هم يحاولون تشويه صورة المرأة ونضالها من أجل الحرية .. أنا ضد العرى وضد التغطية فى نفس الوقت ! لأن التحرر لا يرتبط بالتغطية أو الحجاب ولا يرتبط بالتعرية لكن الأهم هو التحرر العقلى بأن نخرج من هذه الشرنقة.. الأزياء والملابس لها وظيفة مهنية فنحن مثلا نرتدى المايوه على البحر والبالطو فى العيادة .. فالأزياء قشور ولا ينبغى ربطها بالدين.
ما هى توقعاتك ليوم 25 يناير القادم وما هو المطلوب فى وجهة نظرك لتحقيق بقية أهداف الثورة؟
ما تم انجازه فى الفترة الماضية كان حركة سياسية سطحية لا تمثل أى شىء .. لكن أنا أسأل أين الشعب .. الملايين نزلوا التحرير وأزاحوا مبارك ثم عادوا لبيوتهم مرة أخرى ولهذا فكل الجهود مبذولة لكى يبقى الشعب فى مكانه ومن هنا يتم اجهاض الثورة .. أنا سأشارك فى يوم 25 يناير وسأنزل التحرير لأنه هو المكان الوحيد الذى أشعر فيه بأمان وسط الملايين.
لماذا تبدين دائمة الهجوم والتذمر على الحياة والأوضاع حتى بعد التغيير الذى جاءت به الثورة؟
لأن الثورة أزاحت مبارك وهو رأس النظام لكن الجسد لا يزال متغللا فى كل المؤسسات وهو ليس نظام مبارك بمفرده وإنما هو نظام السادات ونظام عبد الناصر ونظام الملك فاروق فالنظام كما هو لم يتغير فيه عبودية للشعب واستذلال وامتهان ..ومن هنا صعب أن يتحرر هذا الشعب مرة واحدة بعد كل هذا الذل طوال هذه القرون.
لكن أليست هذه رؤية تشاؤمية فالثورة أقامت تعددية حزبية وانتخابات توصف بالنزاهة؟
الثورة خلخلت العقلية المتحجرة فى مصر .. خلخلت النظام وطبيعى أن تكون عقب كل ثورة بعض الحريات لكن مع ذلك أين هى حرية الرأى .. لكن الانتخابات لم تكن حرة لأن الدماء كانت تسيل فى الشوارع وكان الناس يذهبون خوفا من الغرامة .. ومع هذا أشعر بتفاؤل بشأن المستقبل الذى سيتغير فيه كل شىء.
معاركك مع الإسلاميين هل ستأخذ مسارا جديدا بعد صعودهم السياسى؟
أنا معاركى لم تكن مع الإسلاميين أو غير الإسلاميين .. معاركى كلها كانت فكرية وروائية فأنا كنت أفصح عن آرائى بحرية وطلاقة.. لكن مع ذلك الإسلاميين معاركهم معى فهم عندما يسمعون آرائى تأتيهم حالة من الفزع من كل فكر مستنير.
لماذا يتم اتهامك على طول الخط بالالحاد والهجوم على الدين والتيارات الدينية وكيف تردين عليه؟
الإسلام أفضل من كل هؤلاء الذين يتسترون خلفه من التيارات التى ترتدى عباءة الدين لأغراض سياسية وأنا والدى كان رجلا أزهريا وكان عالما فى الدين والأدب ومع هذا لم يفرض علينا الحجاب .. لكن هذه التهم ليست جديدة فالدكتور طه حسين نفسه طالته الكثير من حملات التشنيع والسبب فى كل ذلك هو أن الفكر لدينا فى مصر لا يزال راكدا فنحن مجتمع مذعور من كل جديد وأنا شخصيا لا ألتفت إلى هذه الهجوم وفكرى متطور إلى الأمام وإلى الأحسن ولا أعمل أى اعتبار لمن يهاجمنى فأنا راكبة قطار حياتى بمفردى.
ماذا عن تفاصيل ترشيحك لجائزة نوبل للسلام لهذا العام؟
هذا الترشيح كان عن العام الماضى .. لكن أنا مش بتاعة سلام ، وعلى كل حال هناك من رشحنى لهذه الجائزة فى فرع الأدب لهذا العام وهذا شىء جيد لأنه تم إقصائى عن الساحة الأدبية والثقافية والفكرية لسنوات طويلة جدا بسبب آرائى منذ أيام السادات.
وماذا عن حصولك على جائزة داجرمان الأدبية التى توصف بأنها الجائزة الثانية الأرفع قيمة فى العالم بعد نوبل؟
أنا شخصيا لا أؤمن بالجوائز فأنا ضد ثنائية الثواب والعقاب فهذه للأسف تربية خاطئة فنحن نربى أطفالنا منذ الطفولة بأن هناك جنة وهناك نار ، فهذه تربية تمنع الطفل من أن يحب العمل الذى يقوم به .. فأنا أكتب لأننى أحب الكتابة ومكافأتى هى الكتابة الجميلة .. لكن فى هذا العالم المبنى على الثنائيات تكون الجائزة مفرحة.
