نهاية رجل لهث خلف الشيطان

لم يتذكر هذا الأب الجاحد مرة واحدة لبناته الأربعة" 14 و 12 و 9 و 6" سنوات  أن  قالت إحداهن له يا "بابا"ولم يتذكر لهفتهن عليه أثناء خروجه خلسة منهن الى عمله حينما كن صغارا .. ولا لهفتهن إليه حينما يعود .. تلبسه فقط شيطان ماكر.. فجرده من قلبه ووضع مكانه حجرا..وراح يطعن كل واحدة منهن بسكين فى الرقبة والصدر ثم يلقى بهن واحدة تلو الأخرى من  بئر السلم فى الدور السادس بينما نجت إحداهن من المصير الاسود المحتوم.

ليت ذلك فحسب بل انه لم يكترث بما حدث .. وراح يحتسى الشاى وأغلق على نفسه حجرته غير عابئ بجريمته النكراء الشنيعة.

وكان هذا الاب قد تشاجر مع زوجته بسبب شكه في نسب بناته الأربع .. تطور الشجار فألقى عليها يمين الطلاق مما دعاها للاتصال بأشقائها ولما حضروا تركت المنزل والبنات وفرت الى بيت اهلها غاضبة .

أصيب الاب بحالة هياج شديدة وأمسك سكينا وراح يطعن بناته في الصدر والرقبة ثم راح يمسك بكل واحدة ويلقي بها في بئر العمارة من الطابق السادس ، وبالفعل نجح في إلقاء ثلاث وهربت منه ابنته الكبرى بعد أن طعنها ثلاث طعنات ثم أغلق باب المنزل وراح يحتسي الشاي حتى تمكن الأهالي من نقل المجني عليهن إلي المستشفى فى حالة سيئة ولما حضرت الشرطة فتح الباب لهم دون مقاومة .

قال الأب غريب الأطوار للنيابة تزوجت منذ 15عاما ولم أشك في إخلاص زوجتي لى ولو للحظة واحدة ولكن منذ ثلاثة أيام فقط أصابتني الهواجس وسيطرت علي تهيؤاتي بأن أشخاصا تكلمني وتقول لي البنات لسن بناتك.

وواصل الأب حديثه الى النيابة قمت بإبلاغ زوجتي بشكي في أن هؤلاء البنات هم بالفعل بناتي , فغضبت بشدة واتهمتني بالجنون , وأقسمت علي المصحف أنهن بناتي بالفعل ,وطلبت مني الطلاق فوجدتها فرصة سانحة للخلاص من الشكوك فى إخلاصها فطلقتها .. وحضر أشقاؤها وأخذوها وتركوا لي البنات.. غضبت بشدة لأنها لم تأخذ البنات معها .. أى أن العار لا زال يلازمني .. حاولت أن اكظم غيظي..  تدبرت الأمر فقررت الخلاص منهن .. أحضرت لهن طبقا من الفاكهة وطلبت منهن تناوله.

ولكن لم استطع الانتظار حتى يتناولنه حيث أصبت بحالة هياج شديدة ورحت اطعنهن بالسكين وأمسكت كل فتاة وألقيت بها في منور العمارة لكن ابنتي الكبرى هربت من علي السلم بعد أن طعنتها.

المشكلة أن هذا الأب لم يبدو متوترا أمام النيابة سواء ولا الشرطة بل  بدا هادئا وثابتا وكأنه لم يفعل شيئا على الإطلاق وكأن ما فعله مجرد شئ يفعله الإنسان فى ميراثه وممتلكاته .. بليل انه أحضر سكينا ملوثة بالدماء كان قد استخدمها فى الحادث.

مع كل تلك الملابسات شكت النيابة فى صحة قواه العقلية وطلبت تحريات الشرطة عن حالته العقلية واستدعاء زوجته وأشقائها وجيرانهم لسماع أقوالهم ومع ذلك لم تتمكن النيابة من قيامه بتمثيله الجريمة خوفا من انتقام أهل زوجته منه وقتله.

ويبقى سؤال : هل استبدل الرجل قلبه بحجر .. أم أن الشيطان يفعل ما هو أحمق من ذلك؟

وهل العذر الذى ساقه لارتكاب فعلته كافيا أم انه عذر أقبح من ذنب
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::