بقلم نوارة نجم في : الدكتور ضياء رشوان غاضب، لأننى شهدت بالحق، حين قلت إننى شاهدت يوم أحداث ماسبيرو رجلا ملتحيا يسير مع تشكيل من جنود الجيش، متوجهين إلى ميدان التحرير، وشاهدت شابا ملتحيا يرتدى ملابس مدنية، ويحمل مصحفا، ويقف على إحدى مدرعات الجيش المتوجهة إلى المستشفى القبطى. لم يغضب د.ضياء من مشاهد الملتحين الواقفين مع البلطجية فى الفيديوهات المصورة، لكنه غضب، لأننى قلت إن بعضهم صاحب الجيش.. طب عايزنى أشهد زور يا دكتور؟ وأنا إيه اللى يخلينى أشهد زور أنا؟ هو أنا ظابط؟ أنا مواطنة مدنية عزلاء مهمتى فى الحياة أن أنزل من بيتى لأحمى الجيش المرتبك.
ما حدث ليس مؤامرة، وعيب إننا نقول إنه مؤامرة مدبرة لإشعال فتنة طائفية.. كنيسة المريناب كنيسة مر عليها زمن، ولم يشعر الأهالى المسلمون نحوها بأى مشاعر سلبية، قامت الكنيسة ببعض التجديدات، وكما ورد على لسان الأنبا هيدرا، فقد كان المسلمون يمرون على الأسقف ويقولون: الله ينور يا بونا. ثم حضر بعض «الأغراب»، وأثاروا الناس على بناء الكنيسة! ثم أشيع أن الكنيسة حرقت وهدمت، ثم صرح محافظ أسوان بأن شباب القرية المتحمس صححوا وضعا خاطئا! مؤكدا ما تم تداوله من أخبار كاذبة. لمَ؟
خرجت لجنة العدالة بتوصيات من أهمها استصدار التراخيص اللازمة للكنيسة القائمة، والإقالة الفورية لمحافظ أسوان، وتم تسليم هذه التوصيات العاجلة لعصام شرف، الذى لم ينفذ توصية واحدة. لمَ؟
كانت النتيجة لعدم تنفيذ توصيات لجنة العدالة، والإمعان فى تداول الشائعات، أن يشعر الأقباط بالغضب ويعتصموا أمام مبنى ماسبيرو، والاعتصام حق مكفول، وحماية الاعتصامات والتظاهرات هى مسؤولية الدولة، إلا أنه، ولسبب غير مبرر، تم فض اعتصام ماسبيرو بالاستخدام المفرط للقوة، وقامت قوات الجيش والأمن بسحل المعتصمين، مع العلم أن المواطنين الذين تم سحلهم، كانوا بالفعل قد انفضوا عن الاعتصام ولاذوا بالفرار، ولسبب مجهول مرة أخرى، أصرت قوات الأمن والجيش على مطاردة المعتصمين الهاربين. لمَ؟
نتيجة طبيعية لما سبق، شعر الأقباط بالغضب، وعادوا مرة أخرى فى مسيرة سلمية، وما إن وصلت تلك المسيرة حتى قامت الشرطة العسكرية بضربهم، ثم سمعنا أصوات إطلاق الرصاص، ثم قامت ثلاث مدرعات للجيش بدهس المتظاهرين، وحين عدت إلى منزلى وشاهدت برنامج «توك شوز» للصديقة دعاء سلطان الذى قامت فيه بعرض تغطيات التليفزيون المصرى والقنوات الفضائية، انتابتنى رغبة عارمة فى تقبيل أقدام المصريين الذين استمعوا إلى كل هذا الشحن الطائفى، الذى كان من شأنه إشعال حرب أهلية تدوم لأعوام، لكنهم لم يستجيبوا، ولم تنطل عليهم اللعبة الإعلامية الإجرامية التى عمدت إلى إثارة غيرتهم الوطنية والدينية فى آن واحد ببث الأكاذيب، والهلع، والنحيب، والصراخ، إلا أن المصريين أثبتوا مرة أخرى أنهم شعب محترم ومتحضر وغلبان غلب السنين، ولم يستجب لتلك الأكاذيب إلا ثلة قليلة، نصفها من البلطجية المدفوعين. لماذا تستحث القنوات الفضائية والتليفزيون المصرى كل هذه المشاعر الانفجارية لدى الشارع المصرى؟
أعيد وأكرر شهادتى التى تؤكد أن تشكيلا للجيش اصطحب معه رجلا بجلباب ولحية، وأن المدرعة أمام الكنيسة القبطية تعمدت وضع مدنى ملتح يحمل مصحفا على مقدمتها. ليس هناك تشكيل تنظيمى اسمه السلفيون، وأى حد يقدر يصحى الصبح ويقول: أنا قشطة النهارده سلفى، أسيب دقنى تلات أسابيع، جلابيتى، صندلى.. فلة شمعة منورة. لكن، لماذا يلجأ الجيش المصرى إلى تصدير بعض الملتحين فى الصورة؟ أنوه بأن المصحف الذى كان بيد الملتحى الواقف على المدرعة كان مصحفا كبيرا، بقول آخر، لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون نزل به من بيته. الرجل كان حسن النية بدليل أنه بمجرد وقوف المدرعة أمام المستشفى نزل وسط أهالى الشهداء والمصابين دون خوف، قال بيهديهم! أما أهالى الشهداء والمصابين فطفقوا يشكون إليه مرددين: يرضيك أنت يا عم الشيخ؟ طيب ربنا ستر، وبحسن نية الطرفين لم تشتعل الفتنة، لكن ماذا لو أن بعضا من أهالى الشهداء والمصابين اعتدوا على ذاك الملتحى ومزقوا المصحف الذى بيده كرد فعل إنسانى طبيعى فى ظل الظروف التى يعانون منها؟ ماذا لو أن بعض المسلمين رأوا هذا الملتحى فانضموا إلى المدرعة وهاتك يا ضرب فى المسيحيين؟ ماحصلش لأننا طيبين وغلابة، وفينا دقة هبل، بدليل أن ذاك الشخص لم يفطن إلى استغلال مظهره لإشعال الفتنة الطائفية، ولو فطن إلى ذلك لما نزل وسط أهالى الشهداء والمصابين. لكن ماذا لو لم تكن فينا دقة الهبل دى؟
بس ما حدث ليس مؤامرة ولا حاجة.
ربنايشفى...........
والله دايما بتبهرينى يا نواره
لاحياة لمن تنادى عزيزتى قد نفذ رصيدكم والاسلاميون قادمون لو قلعتم فى ميدان التحرير