كتب : محمد شعبان
تصوير : محمد لطفى
تصوير : محمد لطفى
يعقد أكثر من 70 حركة وإئتلاف اجتماعات تشاورية خلال هذه الأيام لتنظيم مليونية " فى حب مصر" الجمعة القادمة وفى ظل حالة التواجد الأمنى المكثف فى ميدان التحرير فإن احتمالات الصدام تبدو وشيكة ..
وربما لأول مرة منذ بدء الثورة سعت الإئتلافات الداعية لهذه المليونية إلى اخذ تصريح من المشير محمد حسين طنطاوى لتفادى وقوع أى اشتباك مع قوات الأمن المركزى ولكن حسبما علمنا من بعض مصادرنا فإن الموافقة لم تأت حتى الآن هذا فى الوقت الذى تصر فيه الحركات والإئتلافات على أن الثورة لم تنتهى وانها مستمرة حتى تتحقق بقية مطالبها وأن إغلاق الميدان بهذه الصورة لا يعنى مطلقا هدوء العاصفة ..
يقول أشرف عجلان المنسق الإعلامى لإتحاد الثورة المصرية : القرار بشأن المليونية القادمة لم نتخذه بعد . أما عن مشاركة الصوفيين فهم فصيل مثل كل الفصائل وهم مصريون وناس لطاف جدا .أما عن إصرارنا على طلب الإذن من المشير فيعود إلى وجود قوات الأمن مما يجعلنا نأخذ بالأسباب لأننا لا نرغب فى أن نحتك بأحد ومع ذلك سننزل حتى ولو لم نأخذ الموافقة .
وعلى صعيد آخر فإن وشوش عساكر الأمن المركزى المرابطة فى ميدان التحرير تثير الشفقة لدى المارة حيث يقضى العساكر أكثر من 12 ساعة متواصلة فى الشمس فى حالة وقوف دائمة لحراسة ساحة التحرير وفض أى تجمهر ممكن ان يحدث فى اى وقت .. فى الماضى كان هذا العسكرى الأسود "الغلبان" مصدر خوف للناس لكنه الآن أصبح مصدر شفقة ففى توقيت الإفطار ينزل المواطنون من سياراتهم ويقدمون لهم ما تيسر من طعام الإفطار لكسر حدة الصيام والعطش .. وقد أحبطت هذه القوات محاولات عديدة للاعتصام فى الميدان بفضل هذا التواجد المكثف ... هكذا وتواصل قوات الشرطة المرابطة فى الميدان فض اى تجمع محتمل فى ساحة التحرير وكانت بوابة الشباب قد نقلت عن مصدر امنى قوله انه لن يتم السماح مجددا بالتجمهر فى الميدان او إغلاقه وان اى محاولة للتجمع سيتم التعامل معها بالقوة وهو ما قد كان بالفعل حيث منعت قوات الأمن مظاهرة كان يسعى لتنظيمها بعض الشباب بعد صلاة الجمعة أمس الأول.
والآن تحتل قوات الأمن المركزى جميع ساحات ميدان التحرير خصوصا ساحة الجزيرة الوسطى أو " الصينية الدائرية " التى تتوسط قلب الميدان ويتناوب على حراسة الميدان ورديتان من الأمن المركزى إحداهما تبدأ من الساعة العاشرة صباحا وتنتهى فى العاشرة مساء والثانية تبدأ من العاشرة مساء وحتى العاشرة صباحا وهكذا.
ورغم كل هذا فلم يفقد ميدان التحرير حساسيته الثورية حيث يتجمع كل ليلة الشباب والنشطاء السياسيين عند مدخل شارع طلعت حرب وهو المكان الوحيد المسموح بالتجمع فيه أعلى الرصيف حيث تدور مناقشات واحاديث ساخنة حول محاكمة مبارك والعادلى ..
"ميدان التحرير إتقلب من اعتصام مدنى إلى اعتصام عسكرى وبامر عسكرى.. آل إيه علشان أصحاب المحلات والبزنس حالهم واقف يا عينى ومش عارفين ياكلوا عيش ".. هذه هى أحدث لافتة تم تعليقها أمس فى أحد أركان ميدان التحرير . صاحب اللافتة هو مجدى إسكندر والد الشهيد مينا الذى سقط برصاص الشرطة عند قسم شرطة الشرابية يوم جمعة الغضب ... عم مجدى عبر عن غضبه لنا فى إغلاق الميدان فى وجه أى اعتصام او تظاهر وقال: أنا خايف من ضياع حق إبنى و9 شهداء آخرين من أبناء الشرابية خصوصا بعدما خرج الضباط المتهمين بقتلهم من الحبس ولم تثبت عليهم التهمة .. وكمان رفضوا اعتبار إبنى شهيداً .. طيب ليه يقفلوا الميدان فى وجهنا وإحنا متظاهرين سلميين ..
عموماً .. السؤال حالياً : هل يشهد يوم الأربعاء القادم - 10 رمضان - بداية الصدام مع وجود دعوات لإفطار جماعي بميدان التحرير ؟! وهل يكون الأربعاء " بالونة اختبار " لما قد يحدث يوم الجمعة ؟!