وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اللواء عمر سليمان- المرشح لرئاسة الجمهورية- بالمقرب من الرئيس المخلوع حسنى مبارك، والحليف المقرب لواشنطن، وأحد الأعمدة الصامتة وراء الكواليس فى النظام السابق، مشيرة إلى أنه لم يظهر بشكل كامل للعيان إلا فى الأيام الأخيرة من حكم مبارك عندما تم تعيينه نائبا ليكون بمثابة مبعوثه إلى المعارضة وخليفته المختار.وقالت الصحيفة -أمس- إن جهاز المخابرات العامة المصرية يدعم عمر سليمان رئيس الجهاز السابق، فى ترشحه لرئاسة الجمهورية، ودللت على ذلك بأن حراس مقر المخابرات لا يزالون يرشدون الزائرين إلى مكتبه، ولا يزال يركب سيارة رسمية، وتحرسه الشرطة العسكرية هو وفيلته الفخمة.
وفيما يخص حملته الانتخابية، أفادت الصحيفة بأن الذى يديرها مدير مكتبه فى المخابرات حسين كمال شريف الذى ظهر فى التسجيل التاريخى لتنحى مبارك؛ حيث كان يعتقد وقتها أنه يقف وراءه للتأكد من أن سليمان يلتزم بنص الخطاب.
وعن تفسير كيف جمع عمر سليمان 48 ألف توكيل فى 48 ساعة فقط، رجحت الصحيفة أن يكون ذلك نتيجة للصلة العميقة والروابط المستمرة بين حملة سليمان وجهاز المخابرات.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه «طالما عرفت المخابرات -والتى زاد دورها منذ انهيار أجهزة الأمن فى أيام الثورة-باستخدام التعذيب والرقابة الداخلية وتزوير الانتخابات، كما أنها مكروهة من الإسلاميين الذين هم أعداء سليمان الأساسيون.
وأضافت أنه على مدار أكثر من عشر سنوات قبل الثورة، كان سليمان يعد مرشحا أساسيا ليصبح الرئيس القادم فى مصر، إلا أنه كان منافسا للمشير حسين طنطاوى الذى كان متقدما بسنوات قليلة عنه فى الأكاديمية العسكرية.
ونقلت الصحيفة عن الخبير القانونى «شريف بسيونى» الذى يعرف كلا الرجلين: إن المشير لا يحب سليمان، فكان طنطاوى هو من منع خطة لتسليم مبارك السلطة لسليمان فقط، وأصر طنطاوى والمجلس العسكرى وقتها على رحيل سليمان أيضا.
لكن نيويورك تايمز رأت أن العلاقات ربما تكون قد تغيرت بعدما أصبح المجلس العسكرى يشعر بضغط متزايد من جماعة الإخوان المسلمين؛ كما أنه مع اقتراب تسليم السلطة في يونيو القادم فإن بعض الفصائل مثل جهاز المخابرات تتعامل باستقلالية متزايدة -على حد قول دبلوماسيين أمريكيين وسياسيين مصريين
