حمدي الفخراني يتشاجر مع صحفي علي الطائرة والطاقم يهدد بالهبوط

لم تشهد زيارة وفد برلمانى من لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب لمنجم السكرى أحداثاً درامية بقدر ما شهدت الساعات الأخيرة، وتحديدا منذ لحظة شحن حقائب الوفد البرلمانى فى طائرة "البترول" بمطار مرسى علم حتى وصولها مطار القاهرة.
 
الطائرة تحركت فى السابعة والنصف، مساء الخميس، حيث جلس فى المقاعد الأمامية رئيس اللجنة المهندس سيد نجيدة، ووكيلها أحمد القطان، وفى المقاعد الخلفية للطائرة جلس الأخوان عصمت وسامى الراجحى الممثلين للشريك الأجنبى فى منجم السكرى، وبجانبهم سمير عبد العزيز المدير المالى والإدارى للشركة، بينما جلس فى المنتصف المهندس حمدى الفخرانى .

كل جزء من قسم الطائرة إن صح تقسيمها "الأمامى والخلفى والمنتصف" اهتم بالحديث فى جزئية معينة تعكس اهتمامه، فالجزء الأمامى _ رئيساللجنة والوكيل _ انشغل بالحديث عن أسلوب وطريقة كتابة التقرير النهائى للجنة بعد 3 أيام من زيارة ميدانية للمنجم، وما توصلت إليه من حقيقة عدم تهريب الذهب، وكيف أن مشروع السكرى مشروع اقتصادى ضخم لابد من الحفاظ عليه كمورد أساسى للاقتصاد المصرى، مع الحفاظ على حقوق العمال.


أما القسم الخلفى_ أولاد الراجحى_ فانشغل بالحديث حول الأسباب التى تدفع العمال للاعتصام والإضراب، ومن يقف وراءه والسبل القانونية لحماية حقوقهم فى مشروع العمر.


أما القسم الوسط_حمدي الفخرانى_ فانشغل بما كتبه الزميل الصحفى محمود الشاذلى بصحيفة الجمهورية وضرورة مقاضاته، وهو الأمر الذى دفع الزميل الشاذلى الذى كان يرافقه فى نفس الرحلة إلى الرد عليه، بأن ما كتب فى الصحيفة يعبر عن الحقيقة، غير أن الفخرانى لم يستجب ورد على الشاذلى بعبارة "اللى يكتب مقال زى ده شكله قابض"، وهو ما دفع الشاذلى إلى الغضب والرد عليه بعبارات قاسية تطورت إلى مشادة كلامية ساخنة بينهما، تضمنت ألفاظاً غير لائقة من الطرفين.


فى تلك الأثناء اضطر قائد الطائرة إلى الخروج من غرفة القيادة، والحديث بصوت عال، والتهديد بأنه فى حال عدم إنهاء تلك المشاحنات بين الطرفين، فقد يضطر إلى الهبوط الاضطرارى فى أى مكان، لما تمثله المشادة من خطر على اتزان الطائرة، فضلاً عن أن طاقم الطائرة تدخل فى تهدئة الشاذلى والفخرانى، ومحاولة جلوسهما، وعدم قيامهما من أماكنهما.


35 دقيقة مرت ونجح عدد من أعضاء اللجنة فى عقد الصلح بين الزميل الشاذلى والنائب الفخرانى،و تم تهدئة أعصاب الفخراني لتبدأ جلسة نقاشية ساخنة بينهما، كانت ثرية لكل أعضاء مجلس الشعب على متن الطائرة، فالزميل الشاذلى قال للنائب الفخرانى: "أنا جئت محملا بالعديد من الأسئلة عن منجم الذهب، وجئت مرافقا للجنة واهماً أن الذهب يتهرب يوميا من المنجم بعد تصريحاتك يا سيادة النائب فى كل الصحف والإعلام، يا سيادة النائب الفخرانى، وأنا قادم أقاربى قالوا لى هات لينا غوايش من المنجم أو اشترى ذهب من هناك بنصف الثمن، يا سيادة النائب الفخرانى، أنت من شحنت الرأى العام لعمليات تهريب ذهب بدون أى حقائق، وزرعت فى عقول المواطنين أن الأجانب يهربون السبائك يوميا، ويسرقون مصر، فى حين لجنة مجلس الشعب انتهت إلى عدم واستحالة التهريب".
و قال الزميل الشاذلى على النائب الفخرانى بأن ما تقوله من مخالفات مالية وإدارية قد يكون صحيحا، لكن ما قلته عن تهريب ذهب، وشحنت به عقول الرأى العام، لابد أن تقدم للمحاكمة إذا ثبت عكسه، ونحن كوسائل إعلام نمثل السلطة الرابعة، نكشف الحقيقة كاملة، وكما ساندك الإعلام فى قضية مدينتى، سيكشف الإعلام حقيقة ما تدعيه بشأن تهريب ذهب فى السكرى".


النقاش بدأ يزداد سخونه، ولكن صوت قائد الطائرة فى السماعات الداخلية بأن مطار القاهرة على بعد دقائق، وعلى الجميع ربط الأحزمة استعداداً للوصول، دفع الزميل الشاذلى والنائب الفخرانى إلى الالتزام بمقاعدهما.


وصلت الطائرة وتبادل الجميع التحيات بسلامة الوصول وتبادل أرقام الهواتف المحمولة، حتى جاءت المفاجأة وهى إرسال_ أولاد الراجحى_ فاكساً إلى وزارة الدفاع والمجلس العسكرى والأمن العام بتعليق العمل بالمشروع، وضرورة توفير حماية لتأمين المشروع، وهو الأمر الذى اعتبرته اللجنة عدم تقدير لها، وبحسب ما قال وكيل اللجنة أحمد القطان "كيف يكون الراجحى معنا فى الطائرة ولا نعرف بإصداره قرار تعليق العمل فى المشروع إلا بعد هبوط الطائرة فى مطار القاهرة؟".


هنا تدخل رئيس اللجنة المهندس السيد نجيدة، رئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب، وطلب من الراجحى استئناف العمل بالمشروع، فرد عليه "عصمت الراجحى" قائلا: "كيف يعود العمل فى المنجم، والعمال يرفضون دخولى، أنا الذى أسسته بيدى فى عام 1994، وكيف أبدأ العمل مرة أخرى والفنيين الأجانب سافروا ولن يعودوا إلا بعد استقرار الأوضاع الأمنية، فضلا عن أن تشغيل المنجم بوضعه الحالى يهدد بوقوع أخطاء فى القياسات الجيولوجية التى ينتج عنها خسارة فادحة، وكذلك موقف العمال التحريضى لعدم استئناف العمل.


المحاولات فى صالة الوصول بالطيران الداخلى من قبل اللجنة فى الضغط على الراجحى لاستئناف العمل لم تصل إلى أى نتيجة على مدار 30 دقيقة متواصلة، فلجأت اللجنة إلى رئيس هيئة الثروة المعدنية، وسألته عن إمكانية تشغيل المنجم بدون الراجحى والشريك الأجنبى، فرد رئيس الهيئة بأنه من الممكن، لكنه سيتضمن مخاطر كبيرة، لأن الفنيين الأجانب غير متواجدين.


لم تنته تلك الخلافات حول رغبة لجنة الصناعة والطاقة بتشغيل المنجم، ورفض أولاد الراجحى، إلا بعد تدخل أحد الشخصيات السيادية المرافقة للجنة الصناعة والطاقة الذى قال للراجحى فى عبارة واحدة "الجمعة إجازة، والسبت العمال ترجع المصنع ومفيش كلام تانى بعد كده"، وهو ما أكد عليه نواب الشعب بمنح الراجحى مهلة 24 ساعة لاستئناف العمل، وإلا اتخاذ الإجراءات القانونية.


انتهى النقاش بشأن منجم السكرى، واتخذ القرار النهائى بشأن عودة أكبر مشروع استثمارى فى مصر بداخل صالة الوصول بالطيران الداخلى لمطار القاهرة، وخرج بعد ذلك النواب منهم من استقل سيارته الخاصة، ومنهم من استقل الأتوبيس الخاص بمجلس الشعب
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

1 التعليقات

  1. غير معرف يقول:

    كل مشكلة وكل إثارة للمشاكل تلاقى فيها حمدى الفخرانى .وكل كلامه عن تهريب الذهب طلع كدب ومش حقيقى .معقول ده نائب فى مجلس الشعب كل همه الشو الاعلامى و إثارة العمال .حسبنا الله ونعم الوكيل فيه .

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::