تقدم اليوم 60 عضوا من حزب الوسط، منهم خمسة أعضاء مؤسسين واثنان من مرشحى الشعب والشورى بمحافظة دمياط، باستقالتهم المسببة لرئيس الحزب المهندس أبو العلا ماضي. فى موجة هى الأعنف من الاستقالات الجماعية التى يواجهها الحزب منذ انتهاء انتخاباته الداخلية. تضمنت الاستقالة المطولة التى جاءت من 6 صفحات انتقادا لاذعا للأوضاع الداخلية داخل الحزب ولم تبتعد فى مضمونها كثيرا عن الأسباب التى ذكرها المستقيلون السابقون .
انتقد بيان الاستقالة ما اعتبره غيابا للديمقراطية داخل الحزب وسيطرة قلة من “النخبة” عليه وصفها بأنها تملك وحدها حق الاستحواز وسلطة الإقصاء لمخالفيها حيث أشار إلى اتساع الفجوة بين ما ينادي به الحزب من مبادئ وتوجهات وبين ما ينبغي أن يكون عليه السلوك والممارسات ، منتقدا تحول المبادئ والتوجهات إلى محض شعارات تم القذف بها خارج نطاق التطبيق والممارسة فى مقابل سيادة تيار “التسلط” الذي تمثله أقلية تعتبر نفسها صاحبة الحق وحدها في توجيه دفة الأمور داخل الحزب مما أسفر عن انحيازات واضحة لهذا التيار الذي يرفض كل معارضة ولا يقبل بالنقد
أدان البيان ما تقرّر مؤخرا من تشكيل اللجان التنفيذية على نحو يحقق رغبة أشخاص بعينهم في إقصاء من يريدون إقصاءهم تحت مسمى “التوافق” مشيرا إلى أن الصادم في التشكيل الأخير للمكتب التنفيذي بدمياط تضمّن إضافة أعضاء جدد من بينهم (أربعة) كانوا ينتمون للحزب الوطني المنحلّ منهم (عضوان) بمجمّعه الانتخابي !! وقد أقر العضوان ذلك ، مرة في حضور السيد رئيس الحزب ونائبه وأمينه العام، ومرة أمام لجنة الشباب في الاجتماع الذي جمعهم بالمكتب التنفيذي في دمياط وهو ما اعتبره البيان ينحرف بحزب الوسط عن المبادئ التي قام عليها ، ويتناقض مع تصريحات قيادات الحزب المتكررة في وسائل الإعلام من أنه ” لن يُسمح بمجرد مرور مثل هؤلاء من أمام مقرات الوسط ” .
أشار البيان إلى لجوء بعض أفراد “النخبة” للتحايل من أجل إحباط أي تيار إصلاحي وضمان غلبتهم عن طريق حشد التأييد واستخدام أسلوب “التربيطات” وانتقاء عناصر يسهل قيادتها وتشكيلها مدللين على ذلك بتدخل أحد أعضاء الهيئة العليا في الانتخابات فى سير العملية الانتخابية التي”وُكّل” هو ليكون بمثابة قاضٍ يشرف عليها مؤكدا على أن تلك الحادثة تم رفعها إلى رئيس الحزب في حضور نائبه وأمينه الذين لم يتخذوا أى إجراء .
استنكر البيان ما يتم الترويج له حول أعضاء أمانة (عزبة البرج) بأنهم لا يزيدون عن عدد أصابع اليد الواحدة ، وهو ما اعتبروه مؤشرا على نية استبعاد كافة طلبات انضمامهم للحزب – رغم سدادهم لرسوم العضوية – معتبرين ذلك يمهد لإلغاء أمانة عزبة البرج، تصفيةً لحسابات شخصية معهم.
انتقد البيان محاولة الهيمنة والاستحواذ على أمانة الشباب بتكرار تعيين أمين لها من خارجها يكون أول ما يشترط فيه موالاة من عينوه في محاولة لتحجيم وإقصاء كل الكوادر الشابة المفكرة التي تتخذ الديمقراطية اسلوبها والتفكير غايتها مدللين على ذلك بفصل أمين لجنة الشباب السابق وعضو اللجنة التنفيذية بسبب توجيهه النقد.
أضاف البيان “قرأنا بأسى أسباب استقالات من سبقونا إليها من مختلف الأمانات ولم نشرف بمعرفتهم ، وكانت الصدمة أن أسبابهم هي ذات ما أزعجنا وحثنا على الاستقالة.. و منها عدم القدرة على تفعيل العضوية العاملة لمجاميع شابة جادة ومؤثرة، لا لشيء إلا للشك في ولائهم (للنخبة) المسيطرة”.
انتقد البيان ما صدر من تصريحات لبعض قادة الحزب أثارت الجدل مؤخرا فضلا عن موقف الحزب من دعم الدكتور محمد سليم العوا كمرشح رئاسي عن الحزب مضيفا “كم كانت السقطة مروّعة أن تدق المجاملة أبواب مؤسسة “المرجعية الإسلامية” بأن تعلن تأييد مرشح الرئاسة قبل أن يغلق باب الترشح ونعرف قدر الكفاءات والإمكانات لكل المطروحين حتى نفاضل “بمسطرة المرجعية” أيهم أفضل … أيهم يعبر عن الشخصية المصرية … وكأن الأمر أشبه “برد جميلٍ” على الترافع عن قضية الحزب في أروقة المحاكم. ونظن الخير بمن تم مجاملته بأنه كان يؤدي واجب بأجر أو بتطوع ، إنما أبدًا لم يكن ينتظر أن يكون الشكر له على حساب وطننا الغالي مصر… وهذا الأمر الذي نستشعر معه حرج القيادات الآن أمام قواعد الحزب “.
استنكر البيان الطريقة التى تعامل بها الحزب مع موجات الاستقالات الجماعية المتكررة معتبرا أنها تشكل ظاهرة لم يعرفها حزب سياسي في مصر ولا العالم وأن التعامل مع هذه الاستقالات (المسببة) بلا مبالاة أو اكتراث ، ومقولات قيادات الحزب “من أراد أن يرحل ، فليرحل.. إن رحل عشرة، أتى مكانهم مئة..” تتعارض بشكل صارخ مع الكلمات الخالدة التي بدأ بها حزب الوسط برنامجه العام
اختتم البيان كلامه قائلا “نشكر ما رأينا معكم من قيم إيجابية يحملها نفر بينكم، لكنها غابت إجمالًا وتفصيلًا عن المؤسسة. آملين أن تتفهموا استقالاتنا في سياقها. فليس هينًا أبدًا على النفس أن نلقي بوليدنا – الذي انتظرناه وتمنيناه من الله – في اليمّ فلقد أطبق اليأس والقنوط على أنفاسنا ولم نعد نمتلك أي أمل في الإصلاح أمام جبروت عتيق متحصن بثغور يصعب اقتلاعه منها … نتمنى أن تكون استقالاتنا بمثابة حجر يحرك المياه الآسنة التي باتت تُصدّر قيمًا سلبية هادمة للمرجعية الإسلامية”