عبد الله كمال: مبارك لم يكلّف العادلي بقتل المتظاهرين ورجاله تحالفوا ضده


شن الكاتب السياسي المصري عبدالله كمال هجوما على الأوساط الإعلامية المصرية، محملا إياها أعباء كثيرة من المشكلات الحالية التي يتعرض لها المجتمع في بلاده بعد فبراير العام 2011 وتنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن موقعه. وقال إن «الظاهرة تعود إلى ما قبل نهاية عصر مبارك وأن المتحولين والمتلونين الذين يحاولون أن يقدموا أنفسهم على أنهم ثائرون الآن هم الذين يصدرون للمجتمع الآن مشكلاتهم الشخصية وصراعات الأجيال في ما بينهم».
وأضاف كمال، وهو مستشار «الراي» في القاهرة أن «عددا كبيرا من الإعلاميين الذين تحولوا إلى خصوم لعصر مبارك كانوا يتقربون من إدارة الحكم السابقة، ويطلبون وساطته للالتحاق بأمانة السياسات».
وقال إن «عددا من القنوات الخاصة كانت تتلقى تعليمات من وزير الإعلام المصري السابق أنس الفقي مباشرة ومن خلال وسطاء وأن شخصيات رئيسية في حكم مبارك كانت لها علاقات وثيقة بصحف المعارضة تمليها الأخبار وتعطيها التوجيهات»، متهما «الإعلام» بأنه «السبب الجوهري في انهيار الحكم خلال أزمته الأخيرة».
وأضاف أن «مصر تعاني من صراعات الشلل الإعلامية التي انعكست على الحياة العامة». وضرب أمثلة على ذلك بما تعرض له وزير الإعلام الجديد من ابناء جيله بسبب صراعات الدفعات الجامعية التي ينتمي إليها مع عدد من الشخصيات الإعلامية، وأن أحد أبرز المتحولين الآن وهو رئيس تحرير جريدة «الأخبار» كان عضوا في مكتب فني تابع لأنس الفقي مكلف بتقديم تقارير لصالح الحملات الانتخابية وأن رئيس تحرير صحيفة خاصة وموقع إلكتروني مشهور كان مرتبطا بتمويل من صفوت الشريف وابنه وأن الأخير أرسله إليه لكي يعتذر له في مكتبه قبل أن يكلفه ببدء المشروع.
وجاء ذلك في حوار مطول أجراه الإعلامي جابر القرموطي مع الزميل كمال في مكتب «الراي» في القاهرة، وأذاعته فضائية «اون تي في»، ليل أول من أمس، حيث أكد أن معلوماته «تظهر أن الرئيس المصري السابق لم يعط تعليمات لوزير الداخلية حبيب العادلي بقتل المتظاهرين، وأن مبارك لم يكن مغيبا أو قاتلا أو خائنا أو فاسدا رغم سلبيات كثيرة في حكمه». وقال: «لم يكن لدى مبارك دوافع للفساد لأنه ببساطة كان ينوي أن يبقي في الحكم إلى أن يرحل من دون أن ينفي ذلك وجود فساد فيمن حوله».
وأضاف أن «اتهامات الفساد تفصل فيها المحاكم، وبما في ذلك ما يتعلق بصفقه بيع الغاز إلى إسرائيل، التي عزاها إلى نصوص في اتفاقية السلام وإلى تنافسات إقليمية معقدة وإلى أن مصر كانت ترغب في أن يكون لها تأثير تحقق بالفعل على 40 في المئة من الطاقة الإسرائيلية».
وذكر كمال أن «جمال مبارك كان تحالف مع العادلي خلال العامين الماضيين، لكنه ليس لديه ما يدل على أن هذا كان يتجه إلى أن يكون انقلابا على الأب». وقال إن لديه تفاصيل سيذكرها في كتابه عن نهاية «عصر مبارك» الذي يصدر في بداية العام المقبل ضمن 4 كتب عن الثلاثين عاما الماضية التي أعتبر أن طول مدتها هو الذي أدى إلى تراكم أخطاء كثيرة في عصر مبارك.
وأضاف أنه يرفض وصف «الفلول» الذي يطلق على كل من ارتبط بالعصر السابق، وقال: «لو كنت من الفلول فكذلك يكون رئيس الوزراء عصام شرف الذي كان زميلي في أمانة السياسات ووزير التربية والتعليم الحالي ووزير التعليم العالي الحالي والسابق وغيرهم من أعضاء الحكومة الحالية»، مضيفا أن «ما جرى في مصر لم يكن ثورة وإنما فعل ثوري، وأن الجماهير الغاضبة غيرت الحكم ولكن الدولة باقية في حماية المؤسسة الأقوى التي يقوم عليها النظام منذ العام 1952 وهي المؤسسة العسكرية وأن هذا النظام لم يزل رئاسيا جمهوريا لم تبدل أحداث يناير في صفاته». 
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::