قال الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك في مقاله في صحيفة "اندبندنت" اليوم أن الغرب مصمم دائماً على خوض الحرب الأخيرة فى كل أنحاء العالم وهو يرتكب نفس الخطيئة الآن فى ليبيا.
وأضاف فيسك أن التاريخ يعيد نفسه تماماً فى ليبيا حيث اختفي معمر القذافي بعد وعده أن يقاتل حتى الموت وهو نفس ما فعله صدام حسين في العراق.
ويشير فيسك فى مقاله إلى أنه عندما اختفي صدام عام 2003 قال الحاكم العسكري الأمريكي بول بريمر أنذاك ، أن الجنود الأمريكيين الذين قتلوا عند دخلوهم بغداد جاء مقتلهم علي أيدي جنود صدام الانتحاريين
الذين لم يدركوا بعد أن الحرب قد انتهت وأن صدام سقط.
والآن سيظل رجال القذافي يقاتلون ضد الثوار والقوات الأجنبية وهم لا يدركون أن الحرب قد انتهت وأن القذافي قد سقط والعنف لن ينته فريباً.
ويضيف فيسك أنه ليس من الضروري القول أن من الأفضل لليبيين ألا يدير طرفاً خارجياً الأمور داخل بلادهم, وألا يكون هناك جنوداً غربيين على الأراضي الليبية وألا تكون هناك منطقة خضراء يسكنها الدبلوماسيون الأجانب والجنود الغربيين.
واضاف فيسك انه من الأفضل للجميع ألا تتكرر أخطاء العراق التي ارتكبها التحالف الدولي هناك على مدار 9 سنوات, ولكن بالنظر إلى المصالح الغربية وخاصة البريطانية والفرنسية فى ليبيا والكميات الهائلة التي تمتلكها ليبيا من النفط الذي يعتبر المطمع الأول للغرب.
فإن هناك منطقة خضراء سيتم تأسيسها فى ليبيا من أجل الدبلوماسيين الغربيين الذين سيعتبرون أنفسهم مستشارين للشعب الليبي.
ولكن فيسك يؤكد على أن الحرب فى ليبيا لن تكون مثل الحرب فى العراق لأن اعتقال صدام حسين فى العراق أثار المقاومة المسلحة ضد الجنود الغربيين.
واشار بأن البعض خاف من أن الولايات المتحدة قد تعقد صفقة مع صدام وتعيده للحكم مرة آخري وآخرين قاتلوا ثأراً لصدام الذي كانوا يدينون له بولاء منقطع النظير.
ولكن في ليبيا عندما يعتقل القذافي ستتوقف عمليات المقاومة ضد الثوار التي يشنها مؤيدو وقوات القذافي حتي الآن.
ويعتبر الآن فيسك أن الخطر الأكبر الذى يتخوف منه الغرب هو أن الولاء في سرت وفى مدن آخري فى ليبيا أقوى من الخوف من قوات "الناتو" وهو ما سيعرض الجميع للخطر هناك سواء الثوار أو قوات "الناتو".
فمدينة سرت التي كانت بداية رحلة القوة مع القذافي التي بدأ فيها كل ما قام بها على مدار 42 عاماً ليست مثل تكريت مسقط رأس صدام حسين .
لأن سرت هي المدينة التي عقد فيها القذافي أول مؤتمر للإتحاد الأفريقي وهى تبعد 16 ميلاً عن مسقط رأسه وكانت الأكثر استفادة من سنوات حكم القذافي.
ويتساءل فيسك عما يفكر فيه القذافي الآن فبالتأكيد القذافي يختلف عن صدام فهو من المؤكد أنه يفكر في السبل التي تعيده إلى كرسي الحكم فى ليبيا ، حيث يعيد سيطرته على البلاد ويبدأ حربه ضد الثوار حتي ولو كان خارج ليبيا الآن.