صحيفة الراي الكويتية : العرب جميعا ينتظرون «مصر الجديدة»

أ ش أ :- أكدت صحيفة «الراي» الكويتية، أن: "العرب جميعا ينتظرون «مصر الجديدة» للاستفادة من تجربتها، لأنه لا يمكن اعتبار ما يجري في مصر شأنا مصريا خالصا؛ فموقع مصر ودورها وتاريخها يجعل أمورها محلية بالنسبة لنا ككويتيين، أو لغيرنا من الدول العربية الأخرى".

وأضافت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الجمعة، أنه: "يكذب العرب على أنفسهم، إن قالوا إنهم لم يتأثروا بجانب من الجوانب التي أضاءتها مصر في مسيرتها الحديثة، سواء تعلق الأمر بالثقافة أو التنوير أو الفن أو الأدب أو السياسة، ويكفي أن نسترجع ما كتبه أزهريون قبل أكثر من مئة عام لندرك كم يشبه ما نريد كتابته حاليا، ويكفي أيضًا أن نستحضر سيرة المصريين الدعاة والأدباء الذين افتتحوا حوار الحضارات مع الآخر الغربي، لنكتشف كم أن صراع «الجهالات» سببه غياب مصر وانكفاء دورها".



وأوضحت الصحيفة: "إننا اليوم أمام تجربة جديدة، تجربة ملهمة مهما كانت أثمانها صعبة، فالولادة تصاحبها آلام ومضاعفات، لكن مصر تعبر للمرة الأولى منذ قرون وليس عقود، من تجربة الحكم الواحد إلى ديمقراطية تعددية، ذهبت فيها أصوات الملايين لهذا المرشح، وأصوات الملايين لذاك، ووقف فيها الناخب أمام طوابير طويلة للإدلاء بصوته وممارسة حقه والتعبير عن شراكته الحقيقية للنظام، وأن هذه التجربة ستنعكس على العرب رغم الخصوصيات الاجتماعية والسياسية".



وقالت الصحيفة الكويتية: "إن الرئيس المصري الجديد، الدكتور محمد مرسي، رئيس أكبر وأهم دولة عربية، ينتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، التي كانت محظورة قبل سنتين فقط، ومعادلة التأثير والتأثر لابد لها من جملة عوامل، لكي تستقيم وتحقق مبتغاها، أهمها على الإطلاق، أن يفتح إخوان مصر صفحة المصالحة مع كل القوى السياسية التي تختلف معها، وفي طليعتها القوى التي حصدت 48% من أصوات المصريين، وأن تغلق نهائيا الملف السياسي العربي التقليدي المليء بمفردات التشفي والانتقام، استجماعًا لطاقات لابد من اتفاقها لكي تتقدم مصر ولكي يحقق الإخوان إنجازهم التاريخي الأهم بالانتقال من دولة الحزب إلى حزب الدولة".



واستكملت «الرأي»، إن: "المطلوب أن تقوم في مصر حياة حزبية وسياسية حقيقية بعيدة من الاصطفافات الضيقة إيديولوجيا ودينيا؛ لأن مصر مؤهلة أكثر من غيرها من دول العالم العربي للوصول إلى هذه الصيغة؛ لكونها لا تعيش صراعات حادة معلنة ومبطنة بين طوائف ومذاهب وديانات وطبقات بحكم تركيبتها السكانية من جهة وطبيعتها التاريخية التسامحية من جهة أخرى".



واختتمت الصحيفة الكويتية افتتاحيتها، بقولها: "إنه باختصار فإن مصر قد تكون الدولة العربية الأولى التي تنتقل فيها الحياة الحزبية من مفهومها السياسي الضيق إلى الرحاب الوطني العام، وتنتقل فيها البرامج الحزبية من الأيديولوجيات المتطرفة إلى البرامج التنموية التي تهم المواطن في مختلف المجالات".



مشيرة إلى أن: "الأمر مرتبط بطبيعة الحال بوجود رؤية لدى القيادة الجديدة لإطلاق ورشة تشريعية كاملة لتحقيق هذه الأهداف، وبوجود رغبة حقيقية من القوى الفاعلة بتجاوز الهموم الخاصة إلى الشأن العام".



مؤكدة في هذا الصدد، أن: "مصر غنية بمفكريها ومشرعيها، وهم أساسا من وضع دساتير دول عربية كثيرة، وأن مصر غنية بتاريخها وثقافتها وفنها وأدبها وعلومها، ورائدة في التجارب السياسية ومدرسة في الأصول الدبلوماسية، وخبيرة متمرسة في الحرب والسلم، لذلك فنجاح مشروع نهضة جمهوريتها الثانية سيصيبنا «بشظاياه الإيجابية»، وهو ما يجب أن ندعمه بكل قوة، أما التعثر لا سمح الله فسيزيد من العراقيل ليس في وجه المصريين فقط بل في وجوهنا جميعا".
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::