مع استعار المنافسة السياسية بين مرشحا الرئاسة بجولة الإعادة، نحى فريق المرشح الرئاسي أحمد شفيق إلى نهج اثارة الأكاذيب والإشاعات حول مرشح الثورة د.مرسي، في الوقت الذي كان من المفترض أن يركز على عرض برامجه وخططه الإصلاحية لمستقبل الوطن ....
ذهب كثير من المراقبين في تفسيرهم لذلك النهج إلى حالة من الضعف واحساس بالخسارة في جولة الإعادة ، مدللين على ذلك بنتائج تصويت المصريين بالخارج الذي حاز خلالها مرسي على 76% بينما لم يستطع شفيق اقناع سوى 24% من المصريين بالخارج.
بينما ركزت جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة على عرض برامج وخطط النهوض بمصر...وفي محاولة لتوضيح الحقائق حول ما يشاع حول مرشحها، أصدرت حملة مرسي عدة بيانات وتصريحات كاشفة....منها:
نماذج سوداء
قال شفيق: إذا نجح مرسي في انتخابات الرئاسة سوف يفرض على النساء لبس النقاب، ويحرم عليهن العمل فيقعدن في البيوت.
قال الإخوان: كثير من الأخوات ومنهن زوجاتنا وبناتنا لا يلبسن النقاب، فكيف نفرضه على الأخريات، كما أن الغالبية العظمى من زوجاتنا وبناتنا يعملن في الوظائف المختلفة، ابتداء من أساتذة الجامعات ونائبات في البرلمان إلى المهندسات والطبيبات والمحاميات والمحاسبات والمعلمات إلى الموظفات والعاملات.
قال شفيق : الإخوان هم الذين قتلوا المتظاهرين في موقعة الجمل أثناء الثورة.
قال الإخوان : الناس جميعًا يعلمون أن قيادات الحزب الوطني المنحل هم الذين حرَّضوا البلطجية وراكبي الخيول والجمال والقنَّاصة على اقتحام ميدان التحرير وقتل الثوار وإخلاء الميدان من أجل إجهاض الثورة، وأن الفريق شفيق هو أحد رموز هذا الحزب المنحل، وكان رئيس الوزراء وقت وقوع هذه الموقعة أو المجزرة، ولم يتخذ أي إجراء من أجل منعها أو وقفها، وخرج إلى الناس على الفضائيات يعتذر عنها ويعد بعدم تكرارها، وقد تكرَّر القنص والقتل بعد ذلك عدة مرات، وهذا كله يدينه ويدين وزير داخليته اللواء محمود وجدي؛ لارتكابهما نفس الأسباب التي أدين بها الرئيس المخلوع ووزير داخليته.
كما أن أجهزة وزاراته الأمنية والاستخباراتية قامت بالاستيلاء على أشرطة الكاميرات المنتشرة في ميدان التحرير وطمس ما عليها من صور تفضح القتلة والمجرمين، وعندما حققت النيابة في حوادث هذه المذبحة بضغط المظاهرات المليونية وسمعت شهادات عشرات الشهود وانتهت إلى تقديم كبار رجال الحزب الوطني المنحل إلى المحاكمة، وعلى رأسهم رئيسا مجلسي الشعب والشورى وغيرهما، ولم يتقدم الفريق شفيق بأي شهادة إلى النيابة طيلة ما يقرب من عام ونصف؛ لعلمه أنه ضالعٌ في الجريمة، ثم خرج علينا اليوم بهذا الكذب والبهتان الكبير، الذي يرفضه الواقع ويرفضه العقل؛ إذ لا يُعقل أن يقتل الإخوان إخوانهم ولا الثوار الأطهار الذين شاركوهم في الثورة، كما أن شهادة العشرات من الشخصيات العامة بأنه لولا بسالة الإخوان وتضحياتهم في حماية الميدان والدفاع عن الثورة يوم موقعة الجمل من البلطجية والقنَّاصة لتمَّ القضاء على الثورة، وعلى رأس هذه الشخصيات العامة نجيب ساويرس وبلال فضل ومصطفى الفقي ويمن الحماقي وآخرون.
قال شفيق: الإخوان طائفيون وضد الأقباط، ويهددونهم ويتهمونه بالخيانة.
الإخوان : هذه كلها أكاذيب تخاطر بالسلام الوطني والأمن الاجتماعي من أجل الحصول على الأصوات الانتخابية، وتحرض على فتنة طائفية، فالإخوان جماعة عمرها 84 سنة لم يحدث خلالها حادثة واحدة بين أحد منها وواحد من إخواننا الأقباط.
وقد اتخذ مؤسس الجماعة الشهيد حسن البنا من الأقباط مستشارين سياسيين له مثل توفيق دوس باشا، ولويس فانوس، ومريت بطرس غالي، كما أن الإسلام يأمرنا بالبر بهم والقسط إليهم, أي لا يكتفى بالعدل معهم وإنما يأمر فوق ذلك بالفضل، وقرر الإسلام لهم حرية العقيدة والعبادة والاحتكام إلى شرائعهم في أحوالهم الشخصية والدينية. والأقباط يدركون جيدا أن النظام الفاسد السابق هو الذي كان يفتعل المشكلات الطائفية، عملا بمبدأ ( فرق تسد ) حتى يقدم نفسه للغرب على أنه حامي حمى الأقليات، وهذه المشكلات لم يكن الإخوان المسلمون طرفا في أي منها على الإطلاق، داعيا الأقباط لتحكيم المصلحة الوطنية العليا التي ستنعكس على مصالحهم بلا شك, وألا ينحازوا إلى من هو من رموز النظام البائد الذي كان وراء هذا الفساد, والذي سوف يعيده إذا - لا قدر الله - نجح في الانتخابات الرئاسية القادمة.
قال شفيق: إذا نجح مرسي في الانتخابات سيضيق مصادر رزق كثير من الطبقات الكادحة، مثل سائقي التوك توك والباعة الجائلين أو غيرهم.
قال الإخوان : نحن نحترم أولئك الذين يأكلون خبزهم بكد اليمين وعرق الجبين، ويبذلون الجهد للرزق الحلال، ونشجعهم بل نسعى جاهدين لتحسين مستوى معيشتهم ورفع مستواهم المادي، ونسعى لإزالة كل العوائق والمضايقات التي تعترضهم من جهات الإدارة أو الأمن أو غيرها وسوف نعمل على أن يدخلوا جميعا تحت مظلة التأمينات الاجتماعية والتأمين الصحي.
قال شفيق: فوز الإخوان المسلمين بثمانية وثمانين مقعدا فى برلمان مجلس الشعب 2005 ، كان بناء على اتفاق مع النظام ممثلاً في مباحث أمن الدولة.
قال الإخوان : تم ترشيح 160 مرشحا من الإخوان المسلمين لانتخابات البرلمانية سنة 2005 . بعدها قامت قيادة مباحث أمن الدولة باستدعاء بعض قيادات الإخوان المسلمين، ولم يكن من الحكمة عدم الذهاب تحاشيا لشن حملة اعتقالات تطال المئات من الإخوان المسلمين، وطلبت في هذا اللقاء قيادات أمن الدولة أن ينسحب عدد كبير من مرشحي الإخوان، وأن يكتفي الإخوان بثلاثين مقعدا في البرلمان، فكان الرد بأن هذا حق الشعب أن يأتي بالعدد الذي يريد، وأن مقاعد البرلمان لا توزع بهذا الشكل فرفعوا العدد المسموح به للإخوان إلى أربعين مقعدا فرفضنا أيضا هذا العرض وقلنا أيضا فليأت الشعب بأربعين أو أكثر أو أقل، فهذا حقه، ونحن لا نتوقع أن يفوز المائة والستون مرشحا من الإخوان ولن ينسحب منهم أحد، وسمعنا تهديدات ضمنية ولم نتأثر بها .
وقد تمت الانتخابات في المرحلة الأولى وكانت نزيهة ونجح عدد كبير نسبيا من الإخوان المرشحين فيها، وبدأت المرحلة الثانية ونجح أيضا عدد من مرشحي الإخوان، ومع بدء جولة الإعادة وخلال المرحلة الثالثة بجولتيها استخدام العنف والتزوير الخشن الذي راح ضحيته أحد عشر شهيدا وعدد كبير من المصابين ومنع الآلاف من الوصول للجان الانتخابية والإدلاء بأصواتهم إلى أن ظهرت النتائج النهائية وفاز 88 مرشحا من الجماعة بمقاعد في المجلس التشريعي وحينها صرح الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء في ذلك الوقت لإحدى الصحف الأمريكية بأن التزوير حال دون وصول 40 مرشحا آخرين من الإخوان إلى البرلمان .
قال شفيق : جماعة الإخوان لم تشارك في الثورة من بدايتها، وإنما اشتركت فيها عندما استشعرت نجاحها في يوم 28/1/2011م.
قال الإخوان : هذا الكلام مناف للحقيقة جملة وتفصيلا، فالمتابع لنشاط الإخوان يجد أنهم قاموا بمظاهرات عديدة خلال السنوات العشر الماضية كانت إحدى الدوافع لقيام ثورة 25 يناير 2011م، فمرة يتظاهرون احتجاجا على قانون الطوارئ ومرة احتجاجا على المحاكمات العسكرية ومرة من أجل الاعتراض على ما سمي التعديلات الدستورية ومرة اعتراضا على التمديد للرئيس المخلوع أو توريث ابنه للرئاسة ومرة من أجل استقلال القضاء،وغير ذلك .
بالإضافة إلى التظاهر من أجل قضايا داخلية ، ولأسباب قومية مثل العدوان على العراق ولبنان وغزة، وفي كل مرة يتم اعتقال مئات من الإخوان من الشوارع ويتم حبسهم لأشهر عديدة .
وقبل 25 يناير كان هناك موقع لشباب الجماعة على شبكة الإنترنت يشارك عديدا من مواقع الشباب الوطني في الدعوة إلى التظاهر يوم 25 يناير وقبل يوم 25 يناير بعدة أيام استدعى جهاز مباحث أمن الدولة جميع رؤساء المكاتب الإدارية للإخوان في جميع محافظات مصر في وقت واحد، ووجهوا إليهم التهديد والوعيد إن اشتركوا في مظاهر 25 يناير، وكان ردهم جميعا إننا نرفض التهديد .
وفي يوم 25 يناير تم السماح لشباب الإخوان بالمشاركة في المظاهرات وجرح منهم كثير وتم اعتقال عدد كبير منهم في ذلك اليوم وصدر تكليف من قيادة الجماعة بضرورة اشتراك جميع الإخوان في المظاهرات بعد ذلك وهو الأمر الذي أججها ووسع نطاقها موضحة أن النظام شن حملة اعتقالات فجر يوم 27/1/2011م طالت 34 قياديا بالجماعة منهم سبعة من أعضاء مكتب الإرشاد على رأسهم الدكاترة محمد مرسي ومحمد سعد الكتاتني وعصام العريان وهو ما لم يحدث مع أى حزب أو تنظيم آخر .
وقد استخدم النظام العنف لإخماد الثورة فبدأ سقوط الشهداء وكان منهم شهداء ومصابون من شباب الإخوان واستغل أيضا الفراغ النسبى للميدان يوم 2 فبراير فهجم بجحافل البلطجية واستخدم القناصة فيما سمي بموقعة الجمل وسقط كثير من الشهداء وتعرضت الثورة لساعات في غاية الحرج هددتها بالإجهاض، لولا فضل الله تعالى وثبات شباب الإخوان ومعهم شباب آخرون ظلوا يدافعون عن الميدان في معركة كر وفر حتى بزغ الفجر وأقبل شباب كثيرون على رأسهم شباب الإخوان المسلمين وملأوا الميدان.
بل إن شهادة الكثيرين من غير الإسلاميين من السياسيين والفنانين والكتاب والمفكرين تؤكد جميعها : أنه لولا بسالة شباب الإخوان المسلمين في موقعة الجمل لتم القضاء على الثورة، وعلى رأس من صرح بذلك نجيب ساويرس وبلال فضل ومصطفى الفقي ويمنى الحماقي ... وغيرهم كثير كان لهذا اليوم وما بعده أثره الحاسم في اشتعال الثورة في كل بقاع مصر، الأمر الذي جعل من المستحيل القضاء عليها وانتهى الأمر إلى تنحي الرئيس المخلوع .
وأبدت الجماعة اسفها الشديد ممن يكرهون الإخوان ويدّعون أن الإخوان لم يشتركوا في الثورة من بدايتها ويرددون هذه الفرية، ولكن الحقائق تكذب ادعاءاتهم وتبطل مزاعمهم .
قال شفيق: إذا وصل مرسى للحكم، سيرفع الضرائب على رجال الأعمال وينعكس ذلك سلبا على أرباحهم .
قال الإخوان: برنامج مرسي يحوي تشجيعا لكل رجل أعمال جاد بتخفيض أسعار الأراضي وتيسير الإجراءات البيروقراطية وتقرير ضرائب معقولة دون مغالاة، وأن رجال الأعمال الوطنيين حريصون على أداء الواجب الوطني حيث أنهم يعلمون أن هذه الضرائب تستخدم في نفقات الجيش والشرطة والتعليم والصحة وكافة مؤسسات الدولة التي تقدم الخدمات للمواطنين.
قال شفيق: مرسي هارب من السجن ومطلوب للعدالة.
الإخوان : تم اعتقال مرسى مع 33 قياديا آخرين من الجماعة بعد قيام الثورة بيومين بهدف إجهاضها مبكرا، وتم الاعتقال بناء على قرار اعتقال أصدره حبيب العادلي وزير الداخلية وقتئذ، وتم حبسهم في زنزانة في سجن وادي النطرون . وفي صبيحة يوم الأحد 30/1/2011م انسحبت الشرطة في كل مواقعها لتعم الفوضى وينتشر البلطجية في انحاء البلاد، وكانت السجون من المؤسسات التي تم انسحاب الشرطة منها، فخرج المساجين الآخرون من زنازينهم بعد أن حطموها واستعانوا بأهالي المنطقة في ذلك، وظلت مجموعة الإخوان في زنزانتهم، ثم استغاثوا بالأهالي لإخراجهم خشية أن يظلوا وحدهم في السجن محبوسين فيموتوا من الجوع والعطش، وعندما تم إطلاق سراحهم تحدثوا عبر تليفون أحد الأهالي إلى قناة الجزيرة وقالوا إنهم خرجوا من السجن وإنهم على استعداد لتسليم أنفسهم إلى النائب العام إن أرادهم إلا أنه لم يطلبهم وبعد عدة أيام أصدر وزير الداخلية الجديد محمود وجدى قرارا بإلغاء قرار حبيب العادلى باعتقالهم فأصبحوا غير مطلوبين. وبهذا يتضح كذب ادعاء الفريق شفيق، ويتضح أنهم كانوا معتقلين لأنهم ثوار وهو أمر يشرفهم وأنهم لم يهربوا من السجن وأنهم غير مطلوبين للعدالة، هذا في الوقت الذي كان سيادته يقف في صف أعداء الثورة الذين يقتلون الثوار ويحاولون القضاء على الثورة والإبقاء على نظام الفساد والاستبداد الذي ينتمي سيادته إليه .....