سلام يا صاحبى - معتز بالله عبد الفتاح



صديقى محمد الميكانيكى قابلنى من يومين، ويبدو أننى كنت متضايقا، فسألنى «مالك يا عمنا؟»، فحكيت له حوارا دار بينى وبين الأخت المربية الفاضلة زينة بنتى والأخ الإنسان الصديق المواطن أدهم ابنى بشأن هل أعود إلى أمريكا أم يرجعون هم إلى مصر، لأنه لا بد من التئام شمل الأسرة بعد غياب متقطع لأكثر من عام.
«يا بابا إنت قلت هتسيبنا علشان هتساعد فى مصر، وكل يوم نتفرج على التليفزيون، نلاقى مشاكل أكثر، يبقى إنت مش بتساعد، ارجع ساعدنا احنا أحسن. مصر فيها ناس كتير واحنا عندنا بابا واحد».. قالت بنتى.
معتز بالله عبد الفتاحفرد محمد الميكانيكى قائلا: «لأ، بس إنت بتعمل حاجات مفيدة هنا حتى لو كانت الأحوال على بعضها مش ماشية كويس». قلت له: ما هو أنا حاولت أفهمهم الحكاية دى، ولأن ابنى بيحب الكرة قلت له مرة زمان مصر كانت بتلاعب فرنسا، فخرجت علينا الصحف قائلة: «فرنسا تهزم مصر 6/1، وعصام الحضرى نجم المباراة»، وهى مفارقة لافتة لأن هذا يعنى أن الأمور كان يمكن أن تكون أسوأ ولكن الحارس ساعد شويتين، مع الفارق طبعا فى الدور الرفيع لحارس المرمى، ودورى المتواضع. قال صديقى الميكانيكى: «طيب ما هو ده كلام صح».
قلت له بس أنا نفسى مش مقتنع بإيه الفائدة التى تعود على مصر من وجودى فيها ما هو أنا بأكتب المقالات والأبحاث من الخارج. وتعالى نحلل الأمور موضوعيا. أنا من ساعة ما رجعت مصر فى مايو 2011 قدمت العديد من النصائح للعديد من الأطراف، ومعظمها تم تجاهلها وكأننى لم أقلها.
«زى إيه؟».. قال محمد.
قلت له سأعطيك بعض المحاولات التى شهودها أحياء، وإن صححونى أو كذبونى، فأنا مستعد للاستماع إليهم.
أولا: نصحت الدكتور عصام شرف حين كان رئيسا للوزراء أن يصر على تقديم استقالته أو على الأقل يهدد بها وصولا لأن يحصل على صلاحيات كاملة، ولم يفعل.
ثانيا: نصحت المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقبول استقالة الدكتور شرف أو منحه صلاحيات كاملة لأن ضعف أدائه سيتسبب فى اضطرابات أخرى، ولم يفعلوا.
ثالثا: نصحت المجلس الأعلى بتشكيل مجلس استشارى من المدنيين فى يونيو 2011، وفعلوا ذلك بعد خمسة أشهر.
رابعا: نصحت بتعيين متحدث رسمى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة واقترحت اسمين محددين من العسكريين السابقين، ولم يقبل كلامى.
خامسا: حاولت إقناع شباب الثورة والقوى المدنية بألا يتم تأجيل الانتخابات وعدم تطويل الفترة الانتقالية عن ستة أشهر، وتجاهلونى.
سادسا: نصحت شباب الثورة والقوى المدنية، سرا وعلنا، فى عدم المبالغة فى استغلال الأدوات الثورية حرصا عليهم وعلى عدم الزج بقواتنا فى مواجهات مع شبابنا، ولكن استشهد من استشهد وأصيب من أصيب.
سابعا: ساعدت فى كتابة «دستور بيت الحكمة» وفى «قانون بيت الحكمة لتشكيل الجمعية التأسيسية»، ولم يستفد منهما على النحو المطلوب أو فى التوقيت المناسب.
ثامنا: نصحت بعدم القيام بالمناظرة الرئاسية الشهيرة بهذه الطريقة، وقد كان ما كان.
طبعا هناك بعض الأمور التى ساعدت فيها ونجحت ولكن بمعدل أقل كثيرا مما كنت أتمنى.
نظر لى صديقى الميكانيكى بحيرة وقال: «امش من جنبى وما تجيش هنا تانى». قلت له: «سلام يا صاحبى».

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::