تلفيق شفيق - محمد فهيم


لم تنجح دعاية فرعون ضد نبى الله موسى- عليه السلام- واتهامه له بالسحر، فى إثناء المؤمنين عنه، ولم يفلح قول قوم لوط فى حق نبيهم بأنهم "أناس يتطهرون"، فى القضاء على القلة المتطهرة، ولم تفلح دعاية الكافرين فى حق النبى الكريم وما قالوه عنه أنه شاعر وساحر وكاذب، ولكن مع ذلك أفلحت الدعاية السوداء لعبد الله بن سبأ، مدعى الإسلام، ذلك اليهودى الذى شق الصف الإسلامى، وقضى على كيان الأمة، وفرّقها إلى مذاهب للسنة والشيعة والخوارج، كما نجحت دعاية الغرب ضد الإسلام فى وصمه بالإرهاب، ولكن هل تنجح دعاية شفيق السوداء ضد الإخوان؟

يبدو أن الفريق شفيق تأكد من نهايته فى جولة الإعادة، و"بانت لبتها"، ولذا فقد اتخذ خطابه الإعلامى لغة حقيقية، وواقعية تناسب شخصيته المتسلطة، التى يحاول الفريق إخفاءها عن الشعب، ولغة الترهيب التى يستخدمها فى خطابه اليوم، تكشف عن حقيقته المرة، والتى تأكدت للشعب الذكى، الذى لا ينخدع بالصوت الرنان، والأساليب الدعائية، وتوزيع الاتهامات على الخصوم وترهيبهم، ووصفهم بما ليس فيهم، واستخدام الدعاية السوداء.


ويبدو أن الفريق بعدما تأكد أن "رجله جاية جاية" فى موقعة الجمل، وفى بئر الفساد المباركى، وأنه هيشرف فى زنزانة فى طره عن قريب، انتابته حالة من الهياج وعدم التركيز، ونسى أن الشعب كله كان شاهد عيان على موقعة الجمل، ونسى ما قالته الصحافة العالمية والعربية والمحلية عن دور الإخوان فى الموقعة، وحماية الميدان والثورة، ونسى أن كله مسجل بالصوت والصورة على كل موبايلات مصر وفيس بوك وتويتر والمواقع الإلكترونية.


ولكن حالة الذعر التى انتابت الفريق الآن، وخوفه من السؤال أمام النيابة ثم قفص المحكمة ثم زنزانة طرة، جعله فى حالة هياج عقلى، و"الدور كبر معاه" حتى اتهم شباب الإخوان بالضلوع فى موقعة الجمل وفتح السجون، رغم أنه يعلم وكلنا يعلم أنه كان من المخططين والمنفذين، وأن الإخوان هم حماة الثورة الحقيقيون.
ولِمَ الخلاف؟ فكل من شهدوا ثورة يناير أحياء يرزقون، ولنسألهم جميعاً فى كل بيت وشارع وقرية ومدينة، وسيشهد الجميع- وبلا جدال- أن شباب الإخوان كانوا هم درع الثورة، وأن البلطجية وتجار المخدرات هم من اقتحموا السجون والأقسام يوم جمعة الغضب، وليس شباب الإخوان، الذين كانوا فى الميادين مع إخوانهم الثوار، ولم يتركوها إلا مع تنحى المخلوع.
ودليل كلامى أن الإخوان لم يقع منهم قتيل واحد أمام السجون أو الأقسام، ولكن كل من استشهد منهم كان فى التحرير وميادين الثورة فى المحافظات، وإن كان لدى الملفق شفيق دليل فليأتنا به.


والدليل الآخر أنه لم يتورط واحد من شباب الإخوان فى حادث واحد، كأحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود وشارع ريحان وماسبيروا والمجمع العلمى وأحداث بورسعيد أوالعباسية، ولا يحاكم واحد منهم فى أى حادث مشبوه، أو فى اعتداء على رجل شرطة أو جيش أو منشأة أو مؤسسة أو سجن أو قسم، ولم يسقط شهيد واحد أو مصاب واحد فى أى مظاهرة أو مليونية شارك فيها الإخوان؛ لأنهم يحمون الشارع والميدان والثوار، ولا يخرجون إلا لصالح الوطن، ويقفون فى وجه كل من تسول له نفسه إثارة الفتنة.


وكل ما يقوله شفيق ما هو إلا تلفيق وكذب وافتراء وادعاء ضعيف "خدوهم بالصوت قبل ما يغلبوكم"، ولا ينطلى على المصريين مثل هذه الدعاية القذرة، والتى جاءت بمردود عكسى على الفريق وشعبيته وسط الفلول والبلطجية والحرامية.


وليراجع شفيق نفسه، ويترك المعركة، قبل أن ينال هزيمة ساحقة على يد الشرفاء من أهل مصر، وخير دليل على ذلك فوز مرسى بأصوات الأغلبية فى الخارج، وعليه أن يعترف بذنبه، ويقدم ما لديه للعدالة، بدلاً من أن يتفرج على حقوق الشهداء تضيع، وعلى أموال مصر المنهوبة بالخارج، بينما الشعب يحتاجها لإعادة البناء، وإطعام الفقراء، وعلاج المرضى.
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::