انتبه.. الطريق من هنا! - د.حمزة زوبع

انفض غبار معركة الانتخابات الرئاسية وخسر من راهن على سقوط مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى، بعد أن حشدت ضده الحشود، ووقفت فى طريقه عقبات وصعوبات كانت كفيلة بأن يحل خامسا كما حدث مع عمرو موسى الذى صنعت الفضائيات وأبحاث الرأى العام "المضروبة" منه نجم الرئاسة جنبا إلى جنب مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذى خرج برأس مرفوع وهامة عالية، ودعا لتحالف جديد من أجل إنقاذ مصر الثورة. 

ثبت للجميع أن مرسى وإن دخل السباق متأخرا، لكنه نجح فى حصد ثقة الشعب المصرى، وهى ثقة غالية وعزيزة قلما تمنح فى ظل مثل تلك الظروف التى جرت فيها الانتخابات الرئاسية فى مصر. 


هل هذا يعنى أن كل شىء تمام يا ريس؟ بالطبع لا وقد عبر الدكتور محمد مرسى عن ذلك بصراحة ووضح فى عدة لقاءات تلفزيونية، فأداء الإخوان التنظيمى الرائع، والذى شهد به الجميع وجاء بمرشحهم أولا يجب ألا يخفى بعض سلبيات الأداء السياسى، وهى وإن كانت قليلة إلا أنها كانت موجعة ومؤلمة، وشاءت قدرة الله أن يدخل الدكتور مرسى الإعادة ضد مرشح المعسكر المضاد للثورة رحمة بمصر وأهلها ولطفا بثورتنا التى لم تجف دماء صانعيها. 


مهمة الدكتور مرسى والإخوان والحرية والعدالة من جهة وبقية التيارات الوطنية والثورية من جهة أخرى، هى مهمة مشتركة، ولا يمكن أن يتحملها فريق دون آخر، واللوم وإلقاء التهم هو بداية خاطئة لتصحيح المسار، والصواب هو تعالوا عمليا، وليس عبر الفضائيات ولا الصحف لنجلس على الطاولة، ويضع الجميع أوراقه وأفكاره، ونحيد المكاسب الشخصية جانبا، ولو لبعض الوقت، لأن الأمر لا يخلوا من حظ نفس هنا أو هناك. 


أنا معجب بالتجربة الانتخابية الفرنسية الأخيرة، فقد تكتل الجميع ضد ساركوزى إنقاذاً لفرنسا، ولم يتخل أى من التيارات والأحزاب السياسية عن نهجه السياسى وأيديولوجيته الفكرية. الحسابات كانت واضحة، أهل اليمين أسقطوا ساركوزى بحثا لأنهم أفكارهم يمينية متطرفة، وقد حاول ساركوزى مداعبتها بتفجيرات فرنسا قبيل أيام من الانتخابات، وأهل اليسار ومعهم يسار الوسط رأوا أن ساركوزى رأسمالى "غبى" تماما مثلما كانت حكومة مبارك فى مصر وحكومة بيرلسكونى فى إيطاليا. اتفق الجميع أن يمضى قطار الإصلاح لإنقاذ فرنسا فلا تغول للرأسمالية، ولا تفريط فى النزعة الوطنية "الشوفينية" أحيانا، ولكن تصميما على عزل رئيس أساء لبلدهم وغير نهجها السياسى بحثا عن مجد وزعامة.


اليوم لدينا صباحى وهو ناصرى يميل إلى دعم الطبقة الفقيرة، وإعادة إنتاج نموذج الاشتراكية الاجتماعية بطريقة تناسب العصر، وهذا مشروع ومطلوب بشدة، ولدينا أبو الفتوح وهو إسلامى حتى النخاع لكنه يضع نفسه على يسار الإخوان فيما يتعلق بالانفتاح الكامل على المجتمع، وهذا مشروع ومطلوب أيضا، ولدينا أفراد يتمتعون بخبرات يحتاجها الوطن فى مجالات مهمة مثل القضاء، وأعنى هنا الدكتور العوا والمستشار البسطويسى، ولدينا شباب جميل ورائع وثورى مثل خالد على، ثم لدينا كوادر كبيرة من الأحزاب والتيارات السياسية، ومن غير التيارات السياسية أيضا مثل وائل غنيم وزويل ود. محمد غنيم وآخرون كثر لا يلقى عليهم الإعلام ضوءه، لأنهم أناس يحبون الظهور ولا يجيدون فنونه. ثم لدينا مشروع النهضة، وهو مشروع يستوعب كافة الأفكار والبرامج والأشخاص، فلماذا لا نتحدث لغة واحدة، وهى الرجل المناسب فى المكان المناسب وراء الرئيس المناسب. 


لو فعلنا فسيكون محمد مرسى أول رئيس حقيقى لمصر.. أعتقد أن الشعب الذى صنع الثورة يمكنه الآن أن يفخر بأنه يصنع الرئيس
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::