نتنياهو الإسلاميين وموفاز الليبراليين - د. معتز بالله عبد الفتاح

د. معتز بالله عبد الفتاحاختيار العنوان صادم ومقصود كى تكون كلمة حق لا خير فىّ إن لم أقلها ولا خير فى غيرى إن لم يفكر فيها جيداً. أرى أمامى وطناً دخل فى دائرة الانتقام المتبادل، وكأن معظم قراراته لا تسير فى اتجاه تحقيق الصالح العام بقدر ما هى موجهة ضد الطرف المعارض كى تمنعه من تحقيق أى مكسب مادى أو معنوى من أى قرار يتخذه.
 وتأتى التجاذبات والنقاشات الحادة حول العديد من القضايا بمنطق تغليب مصلحة يراها طرف مع تغييب 6تام لمصلحة يراها الطرف الثانى دونما اعتبار لفكرة «الحلول الوسط» المبتكرة. يأتى هذا وسط اتفاق عقد منذ يومين بين رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، وزعيم المعارضة، شاءول موفاز، الذى تقرر بموجبه إجراء الانتخابات الإسرائيلية فى موعدها، بدلاً من التبكير بها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بانضمام حزب كاديما إلى الائتلاف الحاكم الذى يتزعمه الليكود. وجاء فى مقدمة الاتفاق الذى حمل عنوان «اتفاق من أجل إقامة حكومة وحدة وطنية»، أن التحديات التى تواجه إسرائيل فى هذه اللحظات هى «تحديات تاريخية»، وأنها «تلزم التوصل إلى اتفاق وطنى واسع، لتنظيم عدد من القضايا المهمة، من بينها تقسيم تحمل أعباء الخدمة العسكرية على مكونات المجتمع الإسرائيلى المختلفة، وموقف الحكومة تجاه التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية». وبحسب هذا الاتفاق يتم «إشراك كاديما فى حكومة وحدة وطنية تعكس المصالح الجماهيرية الواسعة من خلال توافق وطنى واسع»، كما التزم «كاديما» بموجب الاتفاق بـ«الانضمام للائتلاف (الحكومى) مع الحفاظ على المبادئ الأساسية للحكومة». والتزم الطرفان فى الاتفاق بالعمل على استقرار الحكومة الإسرائيلية بما يسمح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «أن يكمل دورته بحسب قرار الناخبين فى آخر انتخابات، وعمل دورة سلطة ممتدة، وإقامة خطة طويلة المدى للصالح العام»، وأقر الطرفان بضرورة استكمال «إصلاح التشريعات الحكومية قبل 2012»، وأن تقام انتخابات الكنيست الجديدة فى موعدها «بحسب النظام الجديد، الذى ستتقدم به كتلة كاديما». واتفق الطرفان على أنه «من أجل تأمين الموقف الإسرائيلى من الأهداف السياسية والأمنية والاقتصادية التى تواجه إسرائيل فى الفترة المقبلة، تشترك كاديما كعضو كامل العضوية ومتساوٍ فى الحقوق فى الائتلاف الحاكم، وتحصل على تمثيل فى الحكومة بموجب هذا الاتفاق»، وبحسب الاتفاق، فإن زعيم حزب كاديما الذى تم انتخابه مؤخراً، شاءول موفاز، سيتم تعيينه «نائباً لرئيس الوزراء، وفى حال غياب نتنياهو عن إسرائيل يحل محله، كما سيصبح وزيراً بلا حقيبة فى الحكومة الحالية، وعضواً فى المجلس الوزارى الأمنى - السياسى المصغر (الكابينيت)، وسيشارك كعضو فى كل منتدى وزارى يضم رئيس الوزراء، ويهتم بالأمور الأمنية، السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية». الإطالة تستهدف أن نعرف أن هناك على بعد كيلومترات من حدودنا أقواماً يدعون جانباً كل انتماءاتهم الحزبية والأيديولوجية من أجل مصلحة البلد. وبالتالى دعونى أصحح مقولة المنتسبين للنظام السابق: «الشعب المصرى غير جاهز للديمقراطية» لتصبح «الشعب اجتهد وحاول، النخبة غير جاهزة للديمقراطية، هى جاهزة لديكتاتورية جديدة». الوقت لم يضع تماماً، تعالوا نحاول أن نتعلم من أعدائنا، فانتصارهم علينا أكيد له أسباب منطقية
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::