مَن وراء مرتضى منصور؟ - إبراهيم منصور


إبراهيم منصور يكتب: قوة مرتضى منصور 
مَن وراء مرتضى منصور؟

لقد صدر قرار من محكمة الجنايات بضبط وإحضار مرتضى منصور لينضم إلى غيره من المتهمين فى قضية موقعة الجمل، وذهبت قوات الشرطة لضبطه فى يوم أعلن فيه أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا. لكنه اختفى وتبخر ومعه ابنه وابن شقيقته، المتهمَيْن أيضا، وقيل إنه لجأ إلى منزل قريبه المستشار الذى لا يمكن اقتحامه أو دخوله بدون الإذن من مجلس القضاء الأعلى، ولم يصل الإذن حتى الآن رغم مرور أسابيع على ذلك الموقف.
 
المتهمون فى القضية ومنهم شخصيات كبيرة من عصابة مبارك على غرار صفوت الشريف أمين الحزب الوطنى المنحل ورئيس مجلس الشورى، أو فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق، وغيرهم من قيادات الحزب الوطنى المنحل الفاسد، وهم يملكون بلطجية كانوا يحركونهم كما يريدون، وربما لا يزال لهم نفوذ حتى الآن، وهم أنفسهم اشتكوا من وجود مرتضى منصور خارجهم وهو متهم مثلهم فى القضية.

لقد حاول مرتضى منصور بكل ما يملك أن يهرب من الاتهام بمشاركته فى موقعة الجمل فرشح نفسه فى انتخابات مجلس الشعب ولم يفلح، وحاول أن يرشح نفسه للرئاسة ولكنه فشل، وفتح هجوما على الحزب الوطنى المنحل وقياداته مع أنه كان يقدم خدمات جليلة لهم، وكان من الشخصيات المقررة فى كل الفضائيات فى أيام الثورة الأولى يهاجم الثورة والثوار ويشيد بمبارك وحكمته مع شخصيات أخرى سياسية وإعلامية، بعضهم يتصدر المشهد الآن.

ومع هذا يهرب الرجل الآن من مصيره واتهامه، ومطلوب ضبطه وإحضاره، ولم تستطع الداخلية بقوتها ووزيرها الذى حاول فى بداية تعيينه أن يقول: إنه الذى سيعيد الأمن إلى البلاد، وها هو يفشل فى ضبط وإحضار المحامى مرتضى منصور، بل نجح فى أن يعيش معه مسرحية هزلية تحت عنوان أين مرتضى منصور؟!
ولتعود المحاكمة من جديد بحضور عصابة مبارك فى القفص وبكاء بعضهم، وإغماء عائشة عبد الهادى وزيرة القوى العاملة لمبارك وصاحبة القبلة العظيمة على يد سوزان مبارك، التى تواظب على حضور جلسات المحاكمة رغم أنها غير محبوسة.

لكن أين مرتضى منصور؟! لم يذهب مرتضى منصور لا من تلقاء نفسه أو بضبطه وإحضاره عن طريق الشرطة. ولا ابنه ولا ابن شقيقته أيضا، ومع هذا أرسل مرتضى منصور مبعوثيه من أنصاره ومحاميه ومعهم زوجته لإثارة المحكمة، ولم يجرؤ أن يذهب بنفسه!

لقد وصل الأمر بالمتهمين ومنهم فتحى سرور أن يقول فى جلسة أول من أمس أين «هيبة الدولة»؟ تلك الهيبة التى أضاعها هؤلاء المتهمون، وجعلوا الهيبة فقط لمبارك وابنه، وسخّروا كل إمكانات البلد من أجل رجل واحد فقط، زوَّروا الانتخابات، وفصَّلوا القوانين ونهبوا الأموال وسرقوا الأراضى، وضخموا ثرواتهم وحولوا البلد إلى دولة أمنية لقهر الناس وتعذيب النشطاء والمعارضين وفرض الأمر بالقوة وبالطوارئ، وحاولوا قتل المتظاهرين عندما خرجوا فى ثورة ضد النظام، من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.

وحاولوا إشاعة الفوضى واستخدموا عصابة مبارك فى الداخلية لفرض الانفلات الأمنى فى البلاد، وأطلقوا البلطجية ومسجلى الخطر لترويع المواطنين، وما زال أذنابهم فى وزارة الداخلية حتى الآن يسيرون على نفس الخطة، ويعبثون فى أمن البلد بدلا من الحفاظ والسهر عليه، وتركوا البلد وشوارعها للبلطجية ومع كل هذا يفشلون فى ضبط وإحضار مرتضى منصور بناء على قرار المحكمة، أو قل إنهم متواطئون وقد جربوا حكاية التواطؤ كثيرا، فهم ما زالوا حتى الآن متواطئين على الشعب، الذى خرج فى ثورة ضد القهر الذى كانوا يمارسونه لصالح مبارك وعصابته.

فمن وراء مرتضى منصور الآن؟!

إنه أقوى من هيبة الدولة

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::