إلى فلول الطغاة..لن تنجحوا في تعصيب عيون الشعب - حازم غراب



حازم غراب
 حازم غراب

للأستاذ مصطفى أمين، رحمة الله عليه، مقولة تلخص وظيفة الصحافة والإعلام. كان الراحل الكبير يكرر تلك المقولة في كتاباته: "إن الصحافة في المجتمع كأضواء وكشافات وفرامل السيارة". وعندما يلتحق الصحفي الشريف بهذه المهنة فهو يعرف مقدمًا أنها مهنة البحث عن المتاعب. سجل الصحفيين الأشراف في مصر والدول العربية والعالم حافل بأسماء عظيمة أسهمت في مقاومة الطغاة والجلادين وفي مقاومة الاحتلال.
وبكل أسف فإن سجل المهنة الإعلامية في مصر لا يزال يحتوي أسماء لا يشرفنا مجرد ذكرها. زملاء باعوا ضمائرهم وأقلامهم لسلطة هنا ومسؤول هناك ورجال أعمال وطواغيت، وقوى داخل وخارج الحدود.
لقد تفاءلنا خيرًا بعد ثورتنا المباركة بأن ظاهرة ترهيب الإعلاميين قد قُبرت مع مبارك وعصابته. لكن ثبت أن تفاءلنا لم يكن صحيحًا، والدليل هو موقعة تعصيب عيون الشعب كله، في تظاهرات العباسية، بمصادرة كاميرات قناتنا واعتقال وضرب طواقمها وعدد من زملاء المهنة.
لقد صدمتنا الشرطة العسكرية والداخلية المصرية بعودة أساليب السجن الحربي والضرب والسب وتمزيق بطاقات الإعلاميين ومصادرة الكاميرات والهواتف. وبلغ الأمر مداه ببعض المحسوبين على العسكر من المحللين الاستراتيجيين، أن تعمدوا الإساءة إلى الإعلام المهني والصحافة الشعبية الشبابية بالزور والبهتان.
ليس لدينا تفسير لهذا سوى أن هناك في قلب السلطة المؤقتة الحالية من يدبرون خطة شيطانية لتشويه، وإقصاء الإسلاميين الذين انتخبهم الشعب.
الشعب ممثل في برلمانييه وإعلامييه الشرفاء لن يسمح لأصحاب خطة شيطنة الإسلاميين أن يعيدوا إنتاج النظام القمعي البائد. وأقول لهم لو بلغت أساليبكم حد قتلنا فلن تتوقف أرواحنا وأجيالنا الجديدة عن مقاومتكم. لو كانت لكم بقية من عقل لأدركتم أن شباب مصر الذي واجهكم بصدوره العارية فهزمكم، لا يتردد في أن يعيد الكرة.
شباب الإعلاميين الذين سحلتموهم خرجوا من سجن استقبال طرة مباشرة إلى مقر عملهم أكثر تصميما. شباب قناتنا وغيرها ذهبوا إلى نقابة الصحفيين ليفضحوا الطغاة القدامى والجدد، و"يجرسوا" العسكر الفاشلين القمعيين السبابين. لم تفلح في قهر عزيمة إعلاميي مصر25 وزملائهم، حقارةُ مسؤولي سجن استقبال طرة. ارتد المكر السيئ على كبار قادة الشرطة العسكرية وقيادة وزارة الداخلية. فضيحتكم أضحت على كثير من الشاشات والصفحات في الداخل والخارج. شباب محطات الفلول لم يطاوعوا كبارهم فجاؤوا ليتضامنوا بكاميراتهم وميكروفوناتهم مع المعتقلين المسحولين المشتومين. وبكل أسف خدمت بعض إدارات التحرير الفلولية ولي النعم والعسكر فلم يذيعوا ما صوره شبابهم. إحدى القنوات الخاصة "منتجت" وقصقصت بعض ما جلبه شبابها لأشهر وأقدم برامج التووك شو في مصر.
الخطة الرسمية لشيطنة الإسلاميين والثوار الحقيقيين تجاوزت كل الخطوط الحمر، وهي الآن تعتقل وتضرب وتؤذي إيذاءً بدنيا وتسب بأحط وأقذر الألفاظ. وأقول "الرسمية" قاصدًا، وإلا فليقرأ الخبراء محتوى ما يبث وينشر في كثير من المؤسسات الموصوفة زورًا بالقومية. الأهرام مثلا مررت عمدًا فرية (مضاجعة الوداع) ليغتال الطغاةُ الجدد البرلمانَ معنويا. لم نسمع أن قيادة الأهرام عاقبت عمرو عبد السميع كاتب هذه الفرية.
ولم نسمع أن وزير الإعلام الحالي حاسب غير المهنيين في تليفزيون الدولة.  مبلغ علمي أن هناك إدارة للمتابعة لكن يبدو أنها معطلة أو لا تؤدي وظيفتها كما ينبغي. قبل أيام انسحب بعض الضيوف احتجاجًا على عدم مهنية معدي أحد البرامج ولم نسمع أن الوزير تحرك. المدعوة هالة أبو علم منعت شابة محجبة، نجحت في اختبار المذيعات، من الظهور. تفاءلنا عندما قدم وزير الإعلام الحالي مؤخرًا لمجلس الشعب مشروع قانون المجلس الوطني للإعلام. ثبت أن تفاؤلنا لم يكن في محله. فمشروعه يكرس هيمنة السلطة التنفيذية على صناعة الإعلام في مصر.
اعترض الوزير بشكل أو آخر قبل أيام قليلة على ما بادرت به مجموعة مستقلة من إعلاميي مصر.  المجموعة صاغت مشروع قانون أشمل لتأسيس هذا المجلس. من شأن مشروع هذه المجموعة غل يد جوعى السلطة الحالية والمستقبلية ورجال الأعمال الفاسدين من إساءة استغلال الإعلام وترهيب وترغيب الإعلاميين.
من حسن حظ مصر الثورة أن برلمانها أصبح يمثل شعبها تمثيلا حقيقيا. لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان تعمل ليل نهار كي تستنقذ إعلام مصر العام والخاص. لابد أن تحمى مصرُ إعلامها من جرائم البعض في السلطة التنفيذية الحالية، ويجب على شعب مصر أن يضع حدًا لسيطرة رجال الأعمال الفاسدين، ومن الضروري كشف وفضح اختراق المال السياسي الأجنبي للإعلام المقروء والمسموع والمرئي
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::