كانت التدوينة لمجرد المزاح للتخفيف من أجواء السياسة الثقيلة التي تخيم علينا ، ولكن ردود الفعل جعلتني أعيد النظر للموضوع بجدية ، علي صفحتي في الفيس بوك كتبت (لو تم اختياري كرئيس للجمهورية (لا أعرف كيف ؟) ستكون مهمتي الأساسية هي تزويج البنات والشباب ، يبدو أن برنامجي البسيط هذا والمكون من مطلب وحيد سيجعلني أحصد أصواتا أعلى من كل المرشحين لدرجة أنني أنا شخصيا سأعطي صوتي لنفسي).
قال أحد القراء الأفاضل أنه مستعد لحشد آلاف المؤيدين للفكرة وقال آخر أن هذه المشكلة الهامة لم يتطرق لها بالفعل أي مرشح حتى الآن ، مشكلة تأخر الشباب من الجنسين في الزواج أصبحت مشكلة قومية ورغم أهمية العامل الاقتصادي إلا أنه ليس العامل الوحيد ، هناك أيضا عدم جدية الشباب وعدم رغبة البنات في صناعة السعادة ، هناك جبلا من المخاوف والأوهام تقوم بوأد مشروعات زواج كثيرة في مهدها.
يجب أن تتدخل الدولة فعلا في الإسهام في حل المشكلة ببرامج توعية للجنسين وتيسير الحصول علي مسكن لحديثي الزواج والسماح لهم بشراء أثاث وتجهيزات البيت الجديد بأقساط شهرية تخصم من رواتبهم وقبل كل ذلك توفير فرص العمل للشباب ، لوتم حل حزمة المشاكل هذه سيتغير فعلا وجه المجتمع المصري للأفضل وستدخل السعادة قلوبا تنفطر حزنا علي الابنة الرائعة التي تجلس في انتظار الزواج والشاب المجتهد الذي يضنيه البحث عن بنت الحلال.
الزواج بداية الاستقرار وتحمل المسئولية والبعد عن التطرف والانحراف وهو أساس المجتمع الفاضل ، بالنسبة للشباب عليهم التحلي بالروح الطيبة القادرة على احتواء الفتاة والرفق بها وليس معني الواقعية أو الالتزام الأخلاقي انعدام المشاعر الرومانسية التي هي المدخل الحقيقي لقلب الفتاة ، في أثناء الخطبة وبداية الزواج عش معها قصة حب فيها من الرقة والخيال ما يجعلها تهيم بك وتفتح خزائن الشهد بداخلها أمامك.
أما البنات فلي سؤال واحد: لماذا كفت النحلة الجميلة عن صنع العسل ؟ رغم أن هذه هي مهمتها الأولى ، أن تطيربين الزهور والثمار وتمتص رحيق الجمال كله وتصبه في خلايا بيتها ، لا تأخذي احتياطات كثيرة ولا تضعي شروطا عصيبة تصيبك بالكف عن العطاء ولكن بمجرد الارتباط انطلقي للعطاء بلا حدود واستجيبي لفطرتك الخصبة ولا تصدقي أبدا كلام عواجيز الفرح الذين يحذرونك من الرجل ويضعون في نفسك حواجز الإحباط.
أهدي برنامجي الانتخابي لأي مرشح يريد الخير للناس وليكن (تيسير الزواج للجنسين) هدفا قوميا توافقيا يسهم فيه كل من يستطيع بجهده أو ماله ، فلا معنى لوجود ملايين الشباب والشابات دون زواج رغم رغبتهم العارمة واستعدادهم الكامل لفرحة العمر وبداية دخول الدنيا ، لمجرد أن هناك عددا هائلا من المعوقات المصطنعة تحول بينهم وبين السعادة ، تيسير الزواج سيحل تلقائيا مشكلات (المخدرات والتحرش والانحلال والعنف والتطرف) وسيؤدي لسمات جديدة إيجابية.
سيصبح الشباب أكثر نضجا وتحملا للمسئولية وأكثر استعدادا للمشاركة في النهضة وستسود أخلاق المحبة والرضا والرفق والتناغم ، ولابد أيضا من متابعة الأسر الوليدة من حديثي الزواج لحل المشكلات التي تعترضهم في البداية لتقليل فرص الطلاق والخلاف ، وليكن هذا هو دور مجالس المرأة التي لم تفعل شيئا سوى كل ما هو ضد الأسرة وكل ما يؤدي لتعاستها ، فليعاد تشكيلها من سيدات فضليات يتحلين بالاحترام والثقة ويشرفن على المشروع القومي للزواج.




