رفقاً بجهاز حاسوبك .. فهو ليس أقل منك حياة


إيمانا من العلماء أن كل ثانية تخلق تحدي جديد يواجهونه جنباً إلى جنب مع أرباب الصناعات التكنولوجية ، لذا وضع الجميع صوب أعينهم هدف تطوير صناعة الالكترونيات في المقام الأول، لتكون أكثر كفاءة ، أقل حجماً ، وصديقة للبيئة ، بل وأكثر حياةً، ويبدو أن الطبيعة ستعقد صفقة ذات مكاسب خيالية مع صناعة الإلكترونيات لتنقلها من الطبيعة المصمتة إلى بوابة الأحياء المميزة بتفاعلها مع عالمها وإرادتها في البقاء. 

يتجه العلماء في الوقت الراهن لصنع أجهزة كومبيوتر ليست فقط من مكونات طبيعية وإنما من كائنات حية فعلياً ، لصناعة أجهزة كمبيوتر أصغر حجما وأسرع في معالجة البيانات، تتنفس و تتغذى تماماً كغيرها من الكائنات ، هذه الكائنات هي بكتريا تتغذى على الحديد وقادرة على خلق مجال مغناطيسي في محيط مجتمعها الحيوي الذي تعيش فيه. 


وبالفعل قام فريق من العلماء بجامعة "ليدز" بالمملكة المتحدة وجامعة طوكيو باليابان للزراعة والتكنولوجيا بعمل دراسة على أنواع من البكتريا تتغذي على الحديد ، ووجد العلماء أنها ما إن تناولت وجبتها الدسمة من جزيئات الحديد تمكنت من خلق مغناطيسيات صغيرة داخل أجسادها تماما كالتي تتواجد بالأجزاء الداخلية الإلكترونية بجهاز الكمبيوتر. 


وقد أثبتت الميكروبات أنها جنود محاربة بالفطرة، إذ أنها أكثر الكائنات تكيفاً على الظروف البيئية القاسية ، وأكثر الأحياء تطوراً لتلائم تغيرات بيئتها المفاجئة ، ولعل السبب يعود إلى بساطة محتواها الجيني . 


والبكتريا المعنية في هذه الدراسة هي واحدة من أكثر الأنواع الميكروبية تميزاً لتكيفها على ظروف بيئية قاسية الاسم العلمي لها هو (magneticum Magnetospirilllum) ، وتعيش عادةً في البيئة المائية تحت السطح حيث ينخفض مستوى غاز الأكسجين بشدة بالبرك والبحيرات ، وتعد قدرتها على توجيه نفسها وفقاً للمجال المغناطيسي الأرضي من أكثر ما أبهر العلماء بهذا النوع الميكروبي الفريد. 


نشرت الدراسة مؤخراً بمجلة "سمول" (small) العلمية ، والجدير بالذكر أن الأسلاك الكهربائية الحيوية صنعت بالفعل معملياً من الكائنات الحية في دراسة سابقة ، حيث توصل هذه الأسلاك الكهرباء من خلال جدر الخلايا التي تم تعديلها باستخدام الهندسة الحيوية المجهرية لتكون على شكل أنابيب متناهية الصغر (نانونية) لتوصل المعلومات والبيانات تماماً كما تنتقل المواد عبر جدر الخلايا بأجسامنا 


عزيزي القارئ إذا قررت اقتناء الحاسوب البكتيري الحي ، رفقا به ، فإلى جانب كون هذه الأجهزة المستقبلية أعلى سرعة وكفاءة في معالجة البيانات والى جانب كونها صغيرة الحجم ، إلا أن ما يميزها بحق هو الروح بداخلها التي قد تخلق نوعاً من الألفة والانسجام و التواصل الغير تقليدي مع مستخدميها ، تماماً كعلاقتك مع حيوانك الأليف ولكن دون تكبد متاعب العناية بنظافته ومواعيد إطعامه.

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::