زعم قائد عسكري في جيش الاحتلال الإسرائيلي -في إطار حديثه عن إطلاق صواريخ على إيلات - أن شبه جزيرة سيناء سوف تشهد عدم استقرار متزايد في السنوات المقبلة.
ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية في موقعها الالكتروني عن قائد المخابرات الحربية الإسرائيلي الميجور جنرال ابيب كوتشافي قوله: "اكتشفنا عشر خلايا (إرهابية) في سيناء الخاضعة للسيطرة المصرية خلال الشهرين الماضيين" على حد قوله.
وأضاف كوتشافي: "الهجوم على إيلات وهجمات إطلاق النار التي انطلقت من سيناء، هى مجرد تعبير عن التغيير الجوهري الذي تشهده المنطقة".
وتابع القائد العسكري قائلًا: المنظمات تواصل تقوية وجودها في سيناء، سوف يتعين علينا ان نستعد لعدم الاستقرار الذي له علاقة بالأمن و الذي سوف يميز هذه المنطقة في السنوات المقبلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس الأركان بيني جانتس وقائد "المنطقة الجنوبية" الميجور جنرال تال روسو وكوتشافي عقدوا اجتماعا لمناقشة "الهجوم الصاروخي على إيلات".
وقال باراك: "الوضع في سيناء يتطلب نوعا مختلفا من الانتشار"، مضيفا: "هذا حادث خطير ندرسه وسوف نتعقب أولئك الذين أطلقوا الصواريخ على إيلات واستهدفوا مواطنين إسرائيليين" حسب قوله.
وعلق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على إطلاق الصواريخ بقوله: إن المؤسسة العسكرية "تدرك تماما ان سيناء تتحول إلى منصة لإطلاق الصواريخ من جانب الإرهابيين" بحسب تعبيره.
وأضاف: "نقوم ببناء سياج، إنه لا يستطيع ان يوقف الصواريخ ولكننا سوف نجد حلا لذلك، سوف نضرب الذين يستهدفون إيذاءنا".
كانت إسرائيل أعلنت في وقت سابق الخميس أن صاروخين من نوع "جراد" سقطا على مدينة إيلات الساحلية جنوب إسرائيل.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أن الصاروخين أطلقا على ما يبدو من جهة شبه جزيرة سيناء، مما أدى إلى إصابة عدد من السكان بالهلع، فيما لحقت أضرار طفيفة بعدة مبان بعد تحطم نوافذها.
واتهمت مصادر عسكرية على مواقع إلكترونية إسرائيلية حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالوقوف وراء إطلاق الصاروخين. وردت حماس بنفي علمها "نهائيا" بإطلاق صواريخ من شبه جزيرة سيناء المصرية على مدينة إيلات الإسرائيلية، متهمة إسرائيل بالتخطيط لعدوان جديد على غزة.
كما نفى مصدر مسئول بمحافظة جنوب سيناء ما رددته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، الخميس، عن إطلاق صواريخ علي ميناء "إيلات" من داخل الحدود المصرية.
وقال المصدر: إن هذه الصواريخ يصدر عنها وهج شديد يتبعها لهب، مما يجعل أي شخص يتمكن من رؤيتها بالعين المجردة، وهذا ما لم يحدث، نافيا أن يكون أي شخص قد رأي الإطلاق أو اللهب المنبعث.
وأضاف أن وسائل الاستشعار الحديثة، والأقمار الصناعية يمكنها معرفة مصدر هذه الصواريخ بسهولة، مشيرا إلي أن الحدود المصرية مؤمنة بدوريات مكثفة، بالإضافة إلي تأمين الدروب الجبلية بها.
وأشار إلى أن ما أذيع في هذه الوسائل الإعلامية الإسرائيلية يقصد به التأثير علي الحركة السياحية بجنوب سيناء خاصة بعد عودة الحركة السياحية، وارتفاع نسبة الإشغال السياحي الفندقي بشكل ملحوظ.
وكانت السلطات المصرية، قد بدأت فى عمليات البحث والتحرى عن أية أدلة عن إطلاق صواريخ على إسرائيل من سيناء كما أدعت إسرائيل، وأفاد شهود العيان من أفراد الأمن المصرى بمدية طابا بجنوب سيناء بأنهم سمعوا دوى انفجار كبير بمدينة إيلات الملاصقة لمدينة طابا المصرية.
وعقب الانفجار مباشرة، أغلقت إسرائيل معبر طابا الحدودى لمدة ساعتين، ثم أعادت فتح معبر طابا مع مصر مرة أخرى، وأخطرت إسرائيل الجانب المصرى بأن صواريخ رصدت إحداثياتها قد انطلقت من سيناء باتجاه مدينة إيلات.
وفى ضوء تلك الأحداث كثفت الاجهزة الامنية المصرية صباح الخميس من إجراءاتها الأمنية بتمشيط منطقة طابا وصحراء النقب القريبة من الحدود، كما قامت بتمشيط جوى باستخدام طائرة حربية مصرية تقوم حاليا بالبحث عن أية أدلة لإطلاق الصواريخ من الاراضى المصرية بسيناء، بينما تقوم مجموعات أمنية مصرية أخرى بتمشيط المناطق الصحراوية المحيطة بمدينة طابا بالاستعانة بخبراء الأثر من البدو، كما كشفت المصادر عن استخدام مروحيات مصرية في تمشيط المنطقة