ماذا سيكتب التاريخ عن هذه اللحظة؟! ... بقلم د. حمزة زوبع


قُل ما شئت وفنّد كما تريد المفاجأة التى فجرها الإخوان بإعلانهم ترشيح المهندس خيرت الشاطر لمقعد الرئاسة، لكننا أمام لحظة تاريخية، أو بالأدق لحظة يصنع فيها التاريخ من جديد.
تاريخ الإخوان الذين ترددوا وتركوا كل شىء لعبد الناصر لكى يسيطر ويهيمن فابتلعهم فى بطن السجن عشرات السنين، وتاريخ السادات الذى لم يتحمل انتقادات رقيقة من شيخ الإخوان ومرشدهم عمر التلمسانى -عليه رحمة الله- وتاريخ مبارك الذى أراد منهم أن يشايعوه فى حربه على التنظيمات الإسلامية الأخرى، فأبوا، فانتهى من الآخرين وبدأ رحلة معاقبة الإخوان.
اليوم يفطن الإخوان إلى شىء مهم، وهو أن التاريخ لن يغفر لهم ولن يرحمهم إن تراجعوا عن حمل الأمانة بعد أن قام البعض بتجريف الوطن وهدم ما تبقى من لَبناته على مدار القرون.
فى عدة شهور تفجرت عدة أزمات ومصائب وكوارث، وشلت البلاد بطريقة مدبرة؛ لكى يستحيل على الإخوان أو غيرهم حمل الأمانة بعد أن أصبحت مصر جثة هامدة.
لكن التاريخ سينصف الإخوان يوما ما، وسيقول ويكتب بأحرف من نور «لقد تصدى الإخوان لمحاولات البعض هدم الصرح العظيم، وابتلاع الثورة والثوار، وأمسك الإخوان غير هيابين بزمام الأمور، معلنين أنهم على قدر المسئولية، وأنهم سيضعون خبرتهم وكوادرهم وأرواحهم فداء لهذا الوطن. وربما يكتب التاريخ أن انتخاب الشاطر رئيسا لمصر قد فتح صفحة جديدة فى تاريخ مصر، فعاد الأمن والسلم، وقبلهما عادت للمواطن كرامته، ليس بفضل رئاسة الشاطر فحسب، لكن بفضل الله أولا، ثم بفضل هذه الجماعة التى قررت فى ساعة العُسرة أن تتحمل المسئولية، رغم ارتفاع صوت منتقديها، ومن بينهم أعضاء فى هذه المؤسسة.
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::