تقبيل يد السيد الرئيس! - فراج إسماعيل


فراج إسماعيل
غضب الرأى العام التونسى من مشهد تقبيل عدد من المواطنين ليد الرئيس المؤقت منصف المرزوقى الذى ظهر فى فيديو انتشر على نطاق واسع، كل من رآه استغرب أن يترك السيد الرئيس يده للتقبيل ولا يسحبها، وأن يقبل الشعب الذى أسقط طاغية كبيرًا يد من جاء بعده على رأس نظام بديل المفترض أنه تأسس على الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان.
يُخشى على مصر أن تواجه ما هو أكثر من تقبيل يد السيد الرئيس، فمشهد الفيديو التونسى تظهر بوادره الواقعية عندنا أسوأ و”أنيل”.. فلجنة الانتخابات التى استبعدت شفيق بموجب قانون سار صادر من البرلمان ومصدق عليه من المجلس العسكرى، أرجعته بعد 24 ساعة بعد أن قدرت بنفسها أنه غير دستورى.
لعمرى لم أسمع لجنة إدارية تحكم بالدستورية وغير الدستورية، وإذا كانت تملك هذه الوظيفة، فما الحاجة للمحكمة الدستورية، ولماذا لا نعرض عليها الإعلان الدستورى لتفسر لنا نص المادة المتعلقة باللجنة التأسيسية للدستور، فتضيف إليه ما تراه من معايير؟!
كنت مع بعض الأصدقاء فى حديقة منزل القنصل البريطانى فى دبى، ملبيًا دعوة حضور حفل عيد ميلاد الملك اليزابيث، عندما سمعت من أحدهم خبر رجوع أحمد شفيق، فشعرت بالصدمة، ليس لأنه رجع، ولكن لأننى كنت أتمنى أن تنزه لجنة الانتخابات نفسها من القيل والقال، فلا تجعل من نفسها محكمة دستورية، أو تمنح نفسها سلطة المحكمة الإدارية العليا بتحويلها القانون للمحكمة الدستورية.
هل لأن رئيس لجنة الانتخابات يرأس المحكمة الدستورية حصل هذا الخلط؟!.. ربما فنحن نعيش حياة “سايحة” على بعضها.. الكل كليلة يفتى ويقرر ويجلس على منصات القضاء!
لا ينتهى الأمر بأن يهدد المستشار فاروق سلطان كل من ينتقد اللجنة فنسكت، هدد ما شئت يا سيادة المستشار وتحصن بالمادة 28 كما تشاء.. هذا لن يخيفنا وسنقول كلمة حق عند لجنة جائرة خالفت القانون بإرجاع مرشح فاقد لحقوقه السياسية.
اشتراك شفيق فى الانتخابات غير شرعى، ولو فاز فيها فسيكون رئيسًا غير شرعى.. فلماذا وضعتنا اللجنة العليا للانتخابات فى هذا المأزق العظيم، وحشرتنا حشراً لا نجاة منه؟!
لن نقبل يد اللجنة يا سيادة المستشار رعبًا وخشية من تنفيذ تهديدك باتخاذ الإجراءات ضدنا، لقد أخطأت وزملاءك الأربعة الآخرين، بدليل أنكم أعلنتم قائمة المرشحين الناجحين مع ملحق جاء فيه اسم شفيق.. وهذا يعنى أنكم أرسلتم القائمة النهائية تضم 12 فقط بعد قرار استبعاده لنشرها فى الجريدة الرسمية، أى أنه “كلام نهائى” على طريقة جورج قرداحى!
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::