عصام سلطان الذى لا يقابل القتلة


بقلم : أسامة غريب

لم يكن ما فعله عضو مجلس الشعب الأستاذ عصام سلطان فى البرنامج الذى دعا إليه مع حافظ الميرازى.. لم يكن غريبا عليه. فالمعروف عن سلطان أنه من أئمة الوطنية والرجولة الحقة فى هذا الزمان، وعلى الرغم من أن الرجال يعرفون بالحق، والحق لا يعرف بالرجال، فإنك فى كثير من الأحيان تستطيع أن تسأل عن موقف هذا الرجل من أى قضية، لتعرف أين يكون الحق. وفى الحقيقة فإننى كدارس للإعلام لم آخذ على حافظ الميرازى تخبئته لأسماء ضيوفه عن عصام سلطان فى الحلقة الأخيرة من برنامجه، وذلك حتى يضمن مجيئه، لكننى آخذ عليه أنه لم يعتذر لسلطان عن هذا المقلب حتى يسترضيه ويجعله يكمل الحلقة.
وأصل الموضوع لمن لا يعرفه أن الميرازى مقدم برنامج «بتوقيت القاهرة» على قناة «دريم» اتصل بالمحامى والنائب عصام سلطان، ليكون ضيفا عليه فى برنامجه، وعندما سأله الأخير عن الضيوف الآخرين فى الحلقة، فإنه تعمد إخفاء أن من بينهم رهطا من أعضاء حملة نائب المخلوع عمر سليمان، وذلك لمعرفته بموقف الرجل فى مثل هذه الحالات.. ولقد تحققت مخاوف الميرازى وظهر ضيق سلطان من الكمين الذى نُصب له بالحضور مع مندوبى قاتل مكانه الطبيعى هو سجن طرة على حد قول عصام سلطان. وكان من بين ضيوف الحلقة أيضا نادر بكار المتحدث الإعلامى لحزب النور والذى فوجئ أيضا بأعضاء حملة عمر سليمان موجودين فى الاستوديو، حيث تم إخفاء الأمر عنه هو الآخر. وفى الحقيقة أن انسحاب سلطان وبكار من الحلقة هو الموقف الصحيح تماما، ذلك أن أى مرشح رئاسى طبيعى من الممكن مناقشته والتحاور معه وانتقاده والدخول معه فى صدام حتى، ولكن من قامت ثورة شعب بأكمله ضده وضد زعيمه لا يمكن قبول الجلوس معه أو مع من يمثله، لأن فى ذلك إهانة للشهداء والجرحى الذين يعتبر عمر سليمان مسؤولا رئيسيا عن إسالة دمائهم وإسكان الحسرة الأبدية فى قلوب ذويهم. ورغم هذا عندما شاهدت على «يوتيوب» الجزء الذى تم تسجيله مع سلطان فى بداية البرنامج وقدره إثنتا عشرة دقيقة قبل أن يخرج الميرازى فى فاصل لمحاولة حل الموقف بعيدا عن المشاهدين.. أقول إن الجزء الذى شاهدته يقطع بأن عصام سلطان رغم استيائه مما حدث، فإنه وكما قال بنفسه كان على استعداد لمناقشة من حضروا عن عمر سليمان باعتبارهم مواطنين مصريين غير مسؤولين عن جرائم نائب الرئيس المشلوح، وفى الأغلب غير واعين بحقيقة الموقف، وربما استطاع سلطان أن يصل بهم من خلال النقاش إلى الموقف الطبيعى الذى يأخذه الأسوياء من القتلة أصدقاء إسرائيل إذا ما عرفوا حقيقتهم، لكن ما جعل هذا غير قابل للتحقق هو أن حافظ الميرازى أخذته العزة بالإثم وبدلا من أن يوضح أن الضرورة الإعلامية هى التى جعلته يغفل عن ذكر وجود رجال سليمان، وذلك من أجل إحداث المفاجأة التى تؤدى إلى حلقة حية وساخنة، أو أن يعتذر عن الأمر باعتباره خطأً غير مقصود، فإنه أنكر كلام سلطان، بل وزاد على ذلك قوله إن عصام سلطان يخاف من الوجود مع عمر سليمان وهو ما أثار حفيظة المحامى الوطنى الشجاع الذى لم نعهده خوافا أبدا لا من عمر سليمان ولا من اللى مشغّلينه.. وخيرا فعل عندما ذكَّر الجميع بأن عمر سليمان الذى أرعبه زئير شعب مصر هو الذى كان مختبئا فى مكتبه طوال أيام الثورة خلف حراسه يدير المعارك ويدبر المؤامرات لإجهاض الثورة وسحق الثوار، فى الوقت الذى كان فيه سلطان مرابطا فى الميدان طوال أيام الثورة بما فيها وقت موقعة الجحش أو الجمل، وأشهد أنه كان لى شرف لقائه فى الميدان ومعه أبو العلا ماضى رفيق مشواره فى النضال ضد الكلاب المسعورة. وحسنا فعل عندما انسحب ومعه نادر بكار ليتركا البرنامج لحافظ الميرازى ومعه أصدقاء عمر سليمان!
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

0 التعليقات

شارك بتعليقك

:: تصميم : ويب توفيل | تعريب وتطوير مدونة الاحرار - 2012 | | تحويل القالب الي بلوجر سمبل دزاين | تابعنا على الفيس بوك | سياسة الخصوصية::