لا تزال تطورات الأحداث في سوريا تحظي بمساحة واسعة من تغطية الصحف البريطانية في نسختيها الورقية وعلى شبكة الانترنت، كما تناولت صحف الخميس آخر التطورات بشأن البرنامج النووي الإيراني على خلفية رفض طهران تفتيش أحد المواقع النووية الحساسة من قبل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
"الأسد يفتح جبهة جديدة في الحرب ضد شعبه"، كان هذا هو العنوان الذي اختارته صحيفة الاندبندنت لتقريرها من إعداد مراسلها لشؤون الدفاع كيم سينغوبتا.
تقول الصحيفة إن قوات المعارضة السورية أقسمت على الرد بعد أن استهدف الجنود السوريون مواقعها على الحدود التركية.
بدأ التقرير برواية حادثة وقعت في موقع ما على الحدود السورية التركية، حيث يذكر أن "قوات النظام السوري جاءت في أربع سيارات مكشوفة، بعضهم يرتدون زيا عسكريا وآخرون في ملابس مدنية، لكنهم جميعا يحملون أسلحة".
ويروى التقرير أن هذه المجموعة المسلحة قتلت رجلا في تلك المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن فتى يدعى محمد هاني (19 عاما) قوله "لقد جروا جثته وألقوها في خلفية إحدى السيارات، وقال أحد الجنود إن عليهم القائها في مكان ما".
ويتابع هاني روايته قائلا "لقد كانوا في غاية العفوية، كأنهم قتلوا كلبا ضالا".
وأضاف هاني "هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر، لقد رأينا العديد من الأشخاص الذين قتلوا في المنطقة، لكن الأمر صار أكثر سوءا الآن".
وأشار التقرير إلى أنه "كانت هذه عملية اغتيال واحدة بين العديد من العمليات التي وقعت في المنطقة خلال عملية عنيفة وانتقامية شنتها قوات بشار الأسد".
وأضاف التقرير "لقد تعرضت القرى على طول الحدود بين سوريا وتركيا إلى عملية تطهير منهجي في محاولة لتدمير خطوط الإمداد الضرورية لملاذات المعارضة الآمنة".
"حجر عثرة"
وإلى صحيفة الغارديان التي نشرت تقريرا عن رفض إيران السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التوجه إلى أحد المواقع الحساسة.
يقول جوليان بورغر محرر الشؤون الدبلوماسية في الغارديان إن "الخيارات الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمة النووية الإيرانية قد تضاءلت الأربعاء بعد أن عاد فريق من مفتشي الأمم المتحدة النوويين من طهران من دون إتفاق على زيارة موقع مشتبه فيه".
وأشار التقرير إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصدد إصدار آخر تقاريرها بشأن البرنامج النووي الإيراني يوم الجمعة المقبل.
وتابع التقرير "لكنها (الوكالة) اتخذت خطوة غير معتادة بانتقاد نهج طهران في بيان أصدرته بينما كان المفتشون في رحلة العودة إلى رئاستهم في فينا".
ووصف التقرير رفض إيران السماح لفريق الوكالة الدولية بزيارة موقع عسكري في مجمع بارتشين بأنه "حجر العثرة".
وأشارت الصحيفة إلى أن التقرير الأخير الذي أصدرته الوكالة الدولية بشأن البرنامج النووي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كان قد ذكر أن مجمع بارتشين يحتوي على غرفة من الصلب يمكن أن تستخدم لاختبار متفجرات شبيهة بتلك التي تستخدم لإنتاج رؤوس نووية.
ونقل التقرير عن يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية قوله "من المؤسف أن إيران لم تقبل طلبنا لزيارة بارتشين، لقد انخرطنا (في المفاوضات) بروح إيجابية، لكننا لم نتوصل إلى اتفاق".
وتخلص الغارديان إلى أنه "بات في حكم المؤكد أن يصدر تقرير الجمعة (الصادر عن الوكالة الدولية) تقييما سالبا للتعاون الإيراني"
.
"حرب مع الشيطان"
ونختم جولتنا في الصحافة مع سباق الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، حيث نشرت صحيفة الديلي تلغراف تقريرا من إعداد بيتر فوستر من واشنطن.
يتناول التقرير تصريحات تعود إلى عام 2008 أدلى بها ريك سانتوروم أحد المتنافسين على ترشيح الحزب الجمهوري للإنتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل التي يقول فيها إن الولايات المتحدة في حرب "مع الشيطان".
ويرى فوستر أن رؤية سانتوروم جعلت الجمهوريين يشعرون بالخوف من أنه سينفر المقترعين المعتدلين.
ويذكر الكاتب بأن سانتوروم قال أمام حشد من الجماهير في جامعة بولاية فلوريدا إن "الشيطان يهاجم المؤسسات العظيمة في الولايات المتحدة".
وقال فوستر إن هذه التصريحات عادت إلى الواجهة مجددا بعدما أظهرت استطلاعات الرأي أن سانتوروم يواصل اجتذاب "القاعدة الجمهورية المحافظة المتشددة".