الشروق : قبل ساعات من اجتماع أحزاب «التحالف الديمقراطى» المقرر عقده مساء اليوم بحزب الوفد، سادت حالة من الغموض حول مصير «التحالف»، وذلك عقب اتجاه حزب الوفد لإنهاء التنسيق الانتخابى مع أعضاء التحالف.
وكان سيد البدوى رئيس حزب الوفد رجح إنهاء التنسيق الانتخابى مع أحزاب «التحالف»، وإن كان شدد فى تصريحات سابقة لـ«الشروق» على أن الوفد «ملتزم مع أحزاب التحالف بالتنسيق حول الوثائق الدستورية التى سبق أن وقع عليها الحزب وهى: وثيقة الأزهر والتحالف الديمقراطى ووثيقة على السلمى نائب رئيس الوزراء للتحول الديمقراطى».
مصادر وفدية مطلعة قالت لـ«الشروق» إن القرار الذى اتخذه البدوى «منفردا» بإنهاء التحالف الانتخابى مع التحالف «أثار عاصفة من الغضب داخل الهيئة العليا للحزب، والتى صوتت بالإجماع فى اجتماعها مساء الخميس الماضى على استمرار الوفد فى التحالف».
وأضافت المصادر ــ طالبة عدم كشف هويتها ــ أنه «رغم رفض عدد من قيادات الوفد للتحالف مع حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين، فإن تلك القيادات ترفض انفراد البدوى بقرارات دون الرجوع لمؤسسات الحزب»، مشددة على أن «الوفديين يحترمون القرارات التى يشاركون فى اتخاذها».
وأرجعت المصادر قرار البدوى بإنهاء التنسيق الانتخابى مع أحزاب التحالف إلى أن الوفد «كان طرح أن يشارك فى قوائم التحالف فى الانتخابات بنسبة 35 %، وطرح الحرية والعدالة فى المقابل أن يشارك فى القوائم بـ35 %، وهو ما يعنى أن تقدم باقى أحزاب التحالف مجتمعة ــ 44 حزبا، نحو 30 % من المرشحين»، موضحة أن الوفد «عرض على التحالف ضم عدد من الأحزاب الليبرالية إلى التحالف فردت قيادات الحرية والعدالة بأن تشارك تلك الأحزاب الوفد فى حصته فى القوائم الانتخابية (35 %) وهو ما رفضه البدوى».
وتابعت المصادر الوفدية: «تصاعدت الأزمة عقب ضم الوفد عددا من نواب الوطنى السابقين إلى قائمة مرشحيه، عقب جولة قام بها النائب الوفدى السابق طارق سباق فى محافظات الصعيد لضم عدد من رموز العائلات إلى قوائم الوفد فى الانتخابات، وتصادف أن المنضمين الجدد جميعهم من الأعضاء السابقين فى الحزب الوطنى (المنحل)، وهو ما أغضب قيادات الإخوان الذين هاجموا الوفد على صفحات الجرائد».
وكشفت المصادر أن مرسوم قانون الانتخابات الأخير، «أثار حالة من الاستياء داخل صفوف الوفد، كونه (القانون) يصب فى صالح الإخوان لأن سيعطيهم الحق فى الترشح على القوائم الحزبية وعلى مقاعد الفردى، فى المقابل ستقل عدد مقاعد الوفد».
وحول ضم قيادات «المنحل» للوفد قال عصام شيحة عضو الهيئة العليا: «لن تتضمن قوائم الوفد أى عضو من أعضاء الوطنى، والهيئة العليا للحزب قررت فى اجتماعها الأخير عدم قبول أى من هؤلاء على قوائم الوفد على مستوى الجمهورية»، وأضاف: «الهيئة العليا اتخذت أيضا قرارا بالاستمرار فى التحالف، وإلى الآن لم يعرض على مؤسسات الحزب قرار فض التحالف».
وتعليقا على الأزمة قال وحيد عبدالمجيد، رئيس لجنة التنسيق الانتخابى بالتحالف الديمقراطى: «سيعاد هيكلة التحالف الانتخابى، وذلك عن طريق تشكيل قائمتين انتخابيتين واحدة بقيادة الوفد، والأخرى بقيادة حزب الحرية والعدالة، على أن يكون التنسيق كاملا بين أحزاب التحالف على المقاعد الفردية».
وأضاف: «التحالف قرر خوض الانتخابات بقائمتين بسبب صعوبة الاتفاق على قائمة انتخابية واحدة بين الأحزاب، خصوصا أن كل حزب تقدم بما يزيد على 150 عضوا للترشح فى الانتخابات البرلمانية المقبلة»، مؤكدا أن الفائزين بالمقاعد البرلمانية فى النظامين «الفردى والقائمة» سوف ينضمون لعضوية الكتلة البرلمانية للتحالف الديمقراطى.
وتابع عبدالمجيد: «التحالف فى الأصل سياسى وليس انتخابيا فقط، وكل حزب يخشى من حدوث أزمة داخلية قد تصل إلى حد الانفجار بسبب استبعاد عدد من مرشحيه من أجل قائمة التحالف».
وأكد أن اجتماع التحالف الديمقراطى: «سينعقد مساء اليوم الأحد بمقر حزب الوفد لاستكمال المشاورات بين الأحزاب حول القائمتين»، كاشفا عن أن السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، ومحمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة «أبديا لى موافقتهما على هذا المقترح بشكل مبدئى.. وأحزاب التحالف ستعقد لقاء مغلقا فيما بينها للاتفاق على الشكل النهائى للقائمتين الانتخابيتين».
من جهته قال الأمين العام لحزب الحرية والعدالة سعد الكتاتنى إن «التحالف مستمر، ولم يتم إخطارنا بقرار الوفد بالانسحاب»، موضحا أنه «بعد أن تقدمت مجموعة من أحزاب التحالف بعدد كبير من المرشحين، بات من الصعب إرضاء الجميع، فكان من ضمن الوسائل التى تم التفكير فيها، أن يكون هناك أكثر من قائمة.. على أن تكون جميعها تحت مظلة التحالف».
وأضاف: «ما أعلن عنه البدوى، أمس الأول، يأتى فى هذا الإطار، وليس الانسحاب النهائى من التحالف»، مشيرا إلى أن «آخر اجتماع جرى بين البدوى وقيادات الحرية والعدالة (الخميس الماضى) لم يشهد أى خلافات تدعو للانسحاب»، فى حين قال بهاء أبو شقة، مساعد رئيس حزب الوفد: «قرار فض التحالف اتخذه البدوى بصفته ممثلا للحزب فى هذا التحالف، والقرار النهائى لابد أن يدرس من قبل مؤسسات الحزب لأن الوفد حزب مؤسسات».