"أيام من رمضان" عنوان الكتاب الذي رصد فيه المفكر الاسلامي محمد سليم العوا بعضا من الوقائع والحقائق الهامة في التاريخ السياسي الاسلامي،الذي وقعت فى شهر رمضان محاولا ربط الماضي بالحاضر من اجل تحقيق الفائدة للمستقبل فى ضوء الدروس والعبر المستخلصة من الاحداث .فقد شهد رمضان –حسب قول العوا- علي مدي عمر الاسلام اياما عظيمة خلدها التاريخ ،وغير بعضها من معالم تاريخ الانسانية كله ،وعلم بعضها المسلمين دروسا لا تنسي ،ولأنه شهر يرفع من الروح المعنوية للمسلمين ويقوي قدرتهم علي العطاء لدينهم فإن كثيرا من هذه الايام كانت من وقائع القتال فى سبيل الله ،الذي أزر النصر فيه المسلمين مؤازرة غيرت من واقعهم ومن واقع اعدائهم،ووضعت لبنات ثابتة فى بناء الدولة الاسلامية فى زمنها القديم والحديث,
والايام عند العرب الاقدمين هي الوقائع والحروب،وأيام العرب هي الاحداث المهمة التي شهدها العرب قبل الاسلام،وتناولها المؤرخين في كتبهم لرصد وتسجيل الانجازات والملاحم والبطولات،وكذلك الرصد الادبي الشعري والنثري للآحداث،وهو مايبدو ان العوا يحاول استلهامه فى أيامه باستحضار الوقائع العسكرية الرمضانية للمسلمين.
يبدأ الكاتب ايامه بالنصر السياسي الاول فى تاريخ الاسلام والمسلمين في غزوة بدر الكبري،وينهيها فى رحلة تاريخية طويلة عبر 14 قرنا باليوم الاخير فى ذكري انتصار العاشر من ررمضان وبينهما ايام عديدة سجلها الكاتب.
وعن هذا يقول العوا"وبين هذين اليومين تأتي ايام عديدة وقعت فى أماكن مختلفة من أوض الاسلام،لكل يوم فيها خصائصه وأسبابة ونتائجه،التي ينبغي ان نعلمها لآبنائنا،وان نجعل منها حديثا نافعا فى مجالسنا،وأن نعرف أسماء الاماكن ومواضعها،وأن نعرف اسماء الابطال ،الذين شاركوا فى مواقعها وان ندرك أثر كل يوم منها فى إنشاء حضارتنا أو المحافظة عليها أو توسيع في نطاقها".
ويعمل الكتاب الذي نشرت جريدة الشروق مقتطفاته اليوم ،يستهدف بحسب مؤلفه تصحيح بعض الافهام وتصويب بعض الافكار التي تعين الناس علي فهم تاريخها والفخر بحقائقه ،للسير علي طريق الابطال وتقوية الاجيال واسترداد المجد المفتقد.
وتعرض الكتاب لبعض الوقائع التي لم تحظ بشهرة فى السرد التاريخي ومنها دخلو الاسلام للنوبة ،التي استعصت علي جيوش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص فى عهد الخليفة لالراشد،عمر بن الخطاب الي ان تصالح معهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح فى عهد عثمان بن عفان بعد 31 عاما خلو من الهجرة،علي ان يدفع الفريقان لبعضهما اموالا متساوية كل عام ،علي ان تجدد الهدنة الا ان التاريخ لم يورد تجديدها إذ إن الزمن لم يطل بالنوبيين حتي دخلوا فى الاسلام .
كما يتعرض الكتاب لمعركة شقحب التي جرت ى ثاني ايام رمضان سنة 702 من الهجرة ،بين المماليك بقيادة الناصر بن قلاوون سلطان مصر والشام،وجيش التتار وانتهت بانتصار المسلمين،بعد قتال استمر ثلاثة ايام فى سهل المعركة بأسمه.
وافرد العوا مساحة لحرب رمضان بعيدا عن التـاريخ السياسي والعسكري للمعركة ،تذكرة بالمعاني العظيمة ،التي احيتها الحرب فى النفوس،والطاقات الجبارة،التي فجرتها فى مئات الالاف من الافراد العاديين الذين تحركوا نحو الاهتمام بقضايا الوطن والامة بعد النصر .