تسبب أسامة هيكل، وزير الإعلام، فى تفجر الأوضاع داخل مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بعد تملصه من وعده بإقرار لائحة الأجور للعاملين فى ماسبيرو، خاصة أن أول كلمة قالها عقب توليه المسئولية إنه سيقر اللائحة، وبعد 48 ساعة فقط، قال:"مش هينفع علشان ظروف البلد".تراجع هيكل عن وعده، دفع الآلاف من العاملين فى المبنى إلى قطع الطريق أمام ماسبيرو، ومنع أى سيارة من المرور، مهما كانت سبل التحايل من جانب السائقين"ملاكى أو أجرة" الأمر الذى أخرج أحد سائقى السيارات عن شعوره، اليوم الأحد، وقام باقتحام الاعتصام، تاركاً خلفه أربعة مصابين، بينهم اثنان فى حالة خطرة.
تباينت الآراء حول هوية سائق السيارة، البعض قال إنها تابعة لمسئول بارز، وآخرون قالوا إنها تخص وزير الإعلام نفسه، لكن شهود العيان من المعتصمين أدلوا بشهاداتهم لـ"بوابة الأهرام" ودعموا تلك الشهادة بالصور، وقالوا إن سائق السيارة كان قادماً من منطقة المهندسين، وعندما فوجئ بقطع الطريق أمام المتجهين، قام باقتحام المعتصمين بسيارته، ودهس 4 من متظاهرى ماسبيرو.
حكى ذلك، محمود خير الله، نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، ونادر زكى أحد المفتشين الإداريين بالمبنى، اللذان قالا إن الدافع الرئيسى لقطع الطريق أمام السيارات صباح اليوم، رفض أسامة هيكل مقابلتهم، الأمر الذى تسبب فى موجة غضب عارمة بين قطاع عريض من العاملين بالتليفزيون، الذين لم يجدوا بداً من قطع الطريق "رايح جاى" أمام مبنى ماسبيرو.
أضاف خير الله: فوجئ المعتصمون باقتحام سيارة ماركة "ميتسوبيشى لانسر" سوداء اللون باختراق المعتصمين، ودهس أربعة، وخلال لحظات، تم الاتصال بسيارة إسعاف قامت بنقل اثنين من المصابين، وكانا فى حالة صحية خطرة، ونقل المصابين الآخرين للمركز الطبى بماسبيرو لعمل الإسعافات الأولية، وبعد انتشار شائعة وفاة أحد المصابين داخل سيارة الإسعاف، هاجم المعتصمون السيارة بضراوة.
ووسط عملية نقل المصابين، تمكن شخص كان يركب بجوار سائق السيارة الميتسوبيشى من الهروب قبل الفتك به، وجرى باتجاه مبنى وزارة الخارجية-التى وقع الحادث أمامها- لكن المعتصمين تمكنوا من الإمساك به داخل مبنى الوزارة، ثم قاموا بتسلميه إلى الشرطة العسكرية التى حضرت بعد الحادث بدقائق.
أضاف محمود خيرالله: تم اقتياد هذا الشخص إلى مبنى اتحاد الإذاعة والتيلفزيون، والتحفظ عليه من قبل رجال الشرطة العسكرية، أما سائق السيارة فتمكن من الهروب بالسيارة باتجاه منطقة بولاق الدكرور ولم يتمكن أحد من اللحاق به، وبعد ذلك حاول بعض البلطجية التعدى بالضرب على المعتصمين أمام ماسبيرو، لكنهم" اتعدموا العافية".
من الحادث إلى السبب الرئيسى فى الاعتصام، قال نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، إن أسامة هيكل سبب "كل البلاوى اللى بتحصل فى ماسبيرو" بعدما رفض لائحة الأجور التى يتم دراستها منذ ستة أشهر، وعندما هددنا يوم الخميس الماضى بقطع الإرسال واقتحام استديوهات البث المباشر، قال لنا:" ده خط أحمر" فلم نجد سوى الاعتصام كإجراء مبدئى للضغط عليه من أجل قبول اللائحة.
وحسب خير الله، فإن اللائحة تنص – باخصتار شديد- على زيادة رواتب العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون بنسبة 400%، مع وضع حد أدنى للأجور لايقل عن 1500 جنيه، وحد أقصى لايزيد على 25 ألف جنيه.
ويتهم المعتصمون أمام ماسبيرو، وزير الإعلام، برفض اللائحة لمحاباة الكبار داخل ماسبيرو، والذين يمثلون 7% من العاملين فى المبنى ووصفوهم من خلال اللافتات بـ"الحرامية" لكن خير الله قال:" سنقوم بعمل اعتصام مفتوح أمام ماسبيرو، ولولم يتم تنفيذ مطالبنا سنلجأ للإضراب عن الطعام".
جدير بالذكر، أن الصور التى تنشرها "بوابة الأهرام" فى الموضوع قام محمود خير الله نائب رئيس تحرير مجلة الاذاعة والتليفزيون بالتقاطها أثناء الحادث وخص بها "بوابة الأهرام"، ورفض إرسالها لأى وسيلة إعلام أخرى.
