هذا المحتوى من : أون اسلام
لبنى : السلام عليكم هل حرام علي أني ما نزلتش في المظاهرات سواء كانت في المحافظة بتاعتي أو ميدان التحرير؟ يعني ربنا هيسألني عليها إني مارحتش أساند الشباب هناك؟ مرحتش لإن أهلي رفضوا، ولإنني بنت وماعنديش إخوة أولاد يروحوا معايا.. وهل كان المفروض أروح غصب عن أهلي؟
الاجابه
تقول مروة أشرف.. المحررة الاجتماعية بموقع أون إسلام. نتعزيزتي لبنى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بك على موقعنا أون إسلام..
صديقتي.. إياك أن تظني أن الثورة كانت خاصة فقط بشباب نزلوا إلى ميدان التحرير، أو غيرها من الميادين في المحافظات والمدن الأخرى، فبالرغم من أن كثيرون يشتاقون إليه ويتمنوا لو يعود يوما من أيام الميدان، إلا أن الجميع عمل من أجل تلك الثورة فقد ساهم الكل بأشكال مختلفة بداية بمن ضحوا بأرواحهم وليس نهاية بربات البيوت والأطفال:
* لن ننسى تضحية شهدائنا في الميادين والمحافظات المختلفة في مصر حتى نحصل على هذه الحرية التي سلبت منا لأكثر من ثلاثين عاما، ندعو الله أن يرحمهم ويلهم أهلهم الصبر والسلوان.
* الإصابات الوحشية للكثيرين في العين والتشوهات أو العاهات التي حدثت، نسأل الله الشفاء للجميع.
* هناك من سهر الليالي للدفاع عن بيته ومنطقته وشارك في لجان "الحماية الشعبية" التي حمت الثورة في عز أزمتها وغياب الشرطة من الشارع، كما إن كثيرين ساهموا في تنظيم المرور والتفتيش فقط لحماية الأهل والشباب.
* هناك من كان يوفر لأسرته ما احتاجوا إليه من مأكل ومشرب وأدوية .
* هناك من ظل بجوار أبيه وأمه لأنهم كانوا في أشد الحاجة إليه في ذلك الوقت .
* هناك من قضى الليل في الدعاء إلى الله حتى تمر هذه الأيام على خير وننتصر في الطريق الذي اخترناه.
ويمكننا أن نعد غير ذلك الكثير، ولكن حينما نجحت الثورة المصرية لم نقل أنها نجحت فقط بسبب الشباب الذي نزل واعتصم في الميادين، فقد انضم إليهم الشعب كله في مناطق مصر المختلفة، ليقولوا معا : لا للفساد، واحتفل العالم كله معنا بعدما قضينا على الطغيان الذي توحش في بلدنا الحبيبة.
لذا أرجوك.. لا تدع هذه الأفكار تشغلك عما نحن فيه الآن، أنت الآن حرة يا صديقتي، والعالم كله يتحدث عما فعلناه كل يوم بل يقلدوننا فيه، فأفرحي يا صديقتي بالحرية التي وهبها الله لنا واشكريه على ذلك ولا تجعلي هذه الأفكار تقف بينك وبين دورك الذي أمامك الآن.
حين قرأت مشكلتك وجدت برك لأبوك وأمك وعدم مخالفتهم في الرأي، وهذا شيء سيجازيك الله عنه خير الجزاء، فلقد أمرنا بطاعة الوالدين بعد طاعته ورسوله الكريم، وهم في النهاية كانوا خائفين عليك وفقا لأسبابهم الخاصة بعدم وجود أخ ذكر يتولى حمايتك ويعيدك إليهم سالمة من بعد ذلك بإذن الله.
لبنى،،
لابد أن تعتزي وتفرحي بثورتنا المصرية فلا مكان هنا لتأنيب ضمير أو عور بتقصير.. لأن مرحلة البناء مازالت في بدايتها، وهي تحتاج دورك بشدة.. ففكري فيما يمكن أن تفعليه، وإليك على سبيل المثال:
-المشاركة في الأعمال الخيرية في الجمعيات المنتشرة بطول مصر وعرضها.
-التبرع بالدم لمعالجة المصابين.
- التمسك بالأخلاق الحميدة التي وصانا بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم واجعلي لك دستورا للأخلاق تسيرين عليه أنت وصديقاتك.
- شاركي في المبادرات وفكري أنت نفسك في أفكار مفيدة لبلدك.
- مارسي حريتك دون أن تضري بها غيرك وإياك والسير وراء الإشاعات أو الفتن المختلفة.
- زيدي من معدل قراءاتك ونوعيها واهتمي بالشأن السياسي لأن مجرد فهم ما يجري والنزول للتعبير عنه من خلال الانتخابات هي نعم المشاركة التي تحتاجها بلدنا حاليا.
- مارسي حقك وتقبلي المختلف عنك ولا تتواني لحظة عن برك لوالديك.
-إياك ووقت الفراغ الذي يعظم داخلنا أفكار لا أساس لها..
-لم تقولي لي إن كنت تعملين أم لا؟، ابحثي عن وظيفة مناسبة لك تدر عليك وعلى أسرتك دخلا مناسبا، والوظيفة قد تعطيك فرصة الاختلاط الاجتماعي ومعرفة الحياة عن قرب.
-من الممكن إكمال الدراسات العليا في مجال تعليمك إن كنت تفضلين ذلك، أو دراسة أي شىء آخر تفضليه ولكن لا تتركي وقتك الفراغ كي يوسوس لك بما هو غير صحيح.
وأخيرا..
ادع لمصر يا لبنى أن يحفظها الله، وادع للشهداء وادع لأهلهم بالصبر والسلوان واطلبي من الله أن يستخدمك ولا يستبدلك.
شكرا لك يا صديقتي وأهلا بك معنا ومرحبا بك في أي وقت.
