للعلامة الكبير الداعية الإسلامى الشيخ محمد الغزالى مقولة بليغة هى: «أن انتشار الكفر فى العالم يحمل نصف أوزاره المتدينون.. بغّضوا الله إلى خلقه بسوء طبعهم وسوء كلامهم»، وأستحضر هذه المقولة بمناسبة الضجة التى أثيرت حول معركة الفنانة إلهام شاهين و«الشيخ» عبدالله بدر، واعتقادى أن هذه المعركة تسحب كثيرا منه قيمة لقب «الشيخ» بما يحمله من جلال وقيمة وهيبة فى نفوس الناس.

هذا التطاول الشخصى بمثل هذه الألفاظ يستوجب الرفض والإدانة، مهما كانت الآراء السياسية لإلهام شاهين، والتصدى لهذا النهج أكبر من مجرد الدفاع عنها بما قدمته للفن، خاصة أن هذا النوع من الحديث قد يجد هوى لدى البعض، مما يستدعى مقولة بليغة ومعبرة للإمام الغزالى هى: «نفاق العوام أشد خطرا من نفاق السلطان».
وللتذكير فإن مثل هذا المناخ العابث هو الذى أدى بفتاوى جاهلة قادت إلى محاولة اغتيال فاشلة لأديب نوبل نجيب محفوظ «تمر 6 سنوات على رحيله هذه الأيام»، على يد شاب مغرور غرس السكين فى رقبة محفوظ أول أكتوبر عام 1994، كانت مصر وقتئذ تقف على أطراف أصابعها من الإرهاب وفتاويه، وكانت حصيلته مئات من القتلى.
ما قيل فى حق إلهام شاهين قد يسحبه آخرون على غيرها من الفنانين، وقد يستخلصون منه نتائج أخطر تتمثل فى تكفير الفنانين، وتلك مقدمات قد تؤدى إلى عنف كما حدث مع محفوظ.
القاموس الذى استخدمه الرجل قد يفتح الباب إلى الرد عليه بمثله، بالتنقيب فى الأسرار الشخصية للكل، شيوخا ونجوما وسياسيين، وإذاعتها علانية طالما هناك من يسمح بذلك، وبدلا من الانشغال فى قضايا لتقدم مصر وتحقيق أهداف الثورة، سيجد الناس أنفسهم مشغولين بهذا الهراء.
المقال من"اليوم السابع"
