رصد علماء وأساتذة الطب النفسي جوانب من شخصية المهندس خيرت الشاطر- المرشح الرئاسي- وأجمعوا على أنه شخص مثابر وقوى الشخصية، لديه ثقة عالية بالنفس، قادر على تحمل الصعاب، يستطيع مواجهة كل المشاكل، وله رأي وفكر عميق.
وأكد هؤلاء الخبراء أن ما تعرض له الشاطر من ظلم على يد النظام السابق جعل منه شخصية قوية مكافحة أكثر إحساسًا بمعاناة الناس، يكره الظلم ويشعر بمعاناة الضعفاء والمحتاجين، فضلاً على قدرته على النهوض بأوضاع البلاد؛ لأنه شخص لا ييأس أبدًا، ولا يصيبه الإحباط، ويتمتع بشخصية قيادية قادرة على الإقناع بالحجة والمنطق، وهو محاور جيد لديه أهداف ومبادئ يسعى لتحقيقها لخدمة الشعب.
تَعرَّض لمحن وأزمات جعلت منه شخصية متماسكة وناضجة
له تاريخ طويل من الجهاد فى وجه الطغيان يجعله أكثر إحساسا بآلام الناس
لديه رؤية إستراتيجية وقدرة على الإنجاز
لا يميل إلى الإعلام لكنه يحقق الإنجازات فى صمت
ما تراه د. هبة العيسوى -أستاذ الصحة النفسية والعصبية بطب عين شمس- بأن التحليل النفسى لشخصية المهندس خيرت الشاطر وما تعرض له من اعتقالات ومصادرة أموال عدة مرات وخروجه بعدها، وبدايته من نقطة الصفر، ومن ثم ترشحه الآن لرئاسة الجمهورية؛ إنما هى مواقف تدل على أنه شخصية مثابرة ومكافح، ولا يصيبه الإحباط مهما حدث؛ لأنه لديه مبادئ يسعى إليها، ومهما حدث أو مرَّ به فيظل لديه ثقة فى الله وفى نفسه لأبعد حدود، ويظل دائما أمامه هدف يسعى إليه، لا يأبه ولا ييأس مهما قابلته عقبات فى طريق هدفه.
وتضيف الدكتورة هبة أن الشخصية التى تمر بمحن وأزمات ولا تؤثر على أهدافها ونفسيتها قد تكون شخصية قيادية بارعة تستمع لآراء من حولها، وقد يكون شخصا عنيدا ومتشددا ولا يستمع لرأى من حوله.
أما د. شحاتة محروس -أستاذ علم النفس التربوى بكلية التربية جامعة حلوان- فيرى أن المهندس خيرت الشاطر شخصية مثابرة لأقصى درجة، وعنده أهداف واضحة، وله غاية وفكر محدد يجعل منه شخصية منظمة.
ويضيف قائلا: «رجل مثل الشاطر تعرض لحملات اعتقال مستمرة ومصادرات عديدة لأمواله، ورغم ذلك ظل ثابتا، وإذا تعاملت معه لوجدت أن لديه كما هائلا من العلم، ولوجدته يتمتع بخفة دم، لم تؤثر فيه سنوات الاعتقال سلبا، ولم تورثه حالة من الاكتئاب، فهو قوى الشخصية لو تعرض شخص لمثل ما تعرض له لانتهى منذ أمد».
ويرى د. شحاتة أن المهندس خيرت الشاطر نموذج جديد ستشهده مصر فى الحكم؛ لأنه -على حد قوله- «تعرضت له دولة ولم تؤثر أبدا على خطته، بل زاده ذلك خبرة عالية؛ فأصبح لديه خبرات متراكمة، لذا فهو شخصية إذا أراد أن يحقق أى هدف يراه سيصل إليه، فإذا أدار دولة وعزم على النهوض بها لنهض بها».
تاريخ طويل
أما د. هاشم بحرى -أستاذ علم النفس السياسى بجامعة الأزهر- فيقول: إن المهندس خيرت الشاطر شخص له تاريخ من الجهاد الطويل ضد الدكتاتورية والظلم، وأنه بدخوله لمنافسة الترشح للرئاسة سيكون أمام معادلة صعبة يطرحها البعض؛ بين الدمج بين رأس المال والسلطة وهل سيتنازل عن أعماله نهائيا، وربما هى نظرية يحاول البعض الزجّ بها لإدخاله فى صراع نفسى، لكن من خلال تاريخه فى الجهاد والنضال، فإننى أتوسم فيه خيرا من واقع تجارب ومواقف كثيرة، ولأن لديه مواقف جيدة.
ويضيف د. هاشم أن ما تعرض له الشاطر من اعتقالات ومصادرات لأمواله واضطهاد ومطاردات من قبل النظام السابق، كل هذه أمور أعطته قوة وصلابة وعزيمة فى الرأى، وكان هو فيها مثالا لتحمل الإيذاء، وعليه الآن أن يخوض أمر الترشح للرئاسة وهو ليس بالأمر الهيِّن.
أما د. أحمد شوقى -أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر- فيرى أن المهندس خيرت الشاطر ذو طبيعة عقائدية ويعمل ما يؤمن به، مضيفا أن هذه الشخصية دفعت ثمن ما تؤمن به، ورغم ما تعرض له على مدى سنوات طويلة من اعتقال وحبس، إلا أنه سرعان ما ينهض.
وأشار شوقى إلى أنه على الرغم من أن الشاطر رجل أعمال ناجح، إلا أنه لم يتخذ الأساليب الملتوية التى كان يعمل بها رجال الأعمال فى الماضى، مؤكدا أنه كان يدفع ضريبة عقيدته، فى الوقت الذى كان ينعم فيه رجال الأعمال فى عصر النظام البائد بكل ما لذ وطاب.
شخصية متوازنة
وأكد أستاذ علم النفس أنه على الشاطر أن يقف على مسافة متساوية من جميع الآراء فى حال فوزه بمنصب الرئاسة؛ حتى يستطيع جذب كل القوى السياسية إليه، وأن يكون جامعا للأمة؛ لأن البلاد فى حاجة إلى شخصية متوازنة ذات خبرة سياسية واقتصادية عالية مثل خيرت الشاطر.
ويقول د. محمد المهدى -رئيس قسم الطب النفسى بجامعة الأزهر-: إن شخصية المهندس خيرت الشاطر شخصية إدارية وتنظيمية من الطراز الأول، ويمتلك ملكات ومهارات حركية طوال تاريخه، ولديه رؤية إستراتيجية وقدرة على الإنجاز، كما أنه لا يميل إلى الإعلام، لكنه يحقق الإنجازات فى صمت.
وأشار إلى أنه -وعلى الرغم من اعتقاله- كان يقوم بعمل حوارات ومناقشات مع الرموز السياسية، واستطاع جلب مكاسب سياسية لجماعة الإخوان المسلمين، كما أنه استطاع إدارة أعماله باقتدار، ويتميز بأنه عبقرية اقتصادية، ولولا محاربة النظام السابق له لكان من أعظم الاقتصاديين فى مصر. وأضاف أن المهندس خيرت الشاطر هو المرشح الوحيد للرئاسة الذى لم يسع إليها، وإنما وُكِلَت إليه، وهذا من شيم عظماء الإسلام؛ لأنهم كانوا يعتبرون أن طالب الإمارة شخص سيئ.
رجل دولة
وحول تركيبته الشخصية، أكد أنه يصلح لأن يكون رجل دولة، لكن المشكلة الوحيدة التى ستقف أمامه؛ هى قلة شعبيته لدى الناس بسبب الفترات الطويلة التى قضاها فى المعتقلات، لذلك فإن الجماعة ستحتاج إلى جهود ضخمة ودعاية كبيرة لتعريف الناس بشخصيته. ما يراه د. أحمد أبو العزايم -أستاذ الطب النفسى- أن الشخصية التى تتعرض للسجن أو الظلم يحدث فى حياتها أمران؛ إما أن يؤثر الأمر عليها بالسلب فتحقد على المجتمع وتكره، وإما أن تكون بالإيجاب فتُصرّ على طريقها وتصرّ على أهدافها التى ظلمت من أجلها، لكن ذلك الأمر لا يتأتى سوى لشخصية تكون قوية النفسية، مثل ما حدث مع مانديلا؛ فبمجرد خروجه من السجن وجَّه للمجتمع خطابا متسامحا، فذلك الأمر لا يحدث سوى مع شخصية تتمتع برؤية واضحة لهدفها، ولديها إصرار على مبادئها، لا تتأثر لما يمر فى حياتها من محن